يرافقه عدد كبير من رجال الأعمال المصريين، وهي الزيارة التي لاقت ترحيباً شديداً في جميع الأوساط الاقتصادية والاستثمارية خاصة وأنها تأتي بعد مرحلة من الجمود الذي شهدته العلاقات المشتركة علي مدار سنوات طويلة أدت لضعف معدلات التبادل التجاري الحالي، وانحسار العمل الاستثماري المشترك والذي يكاد يكون منعدماً باستثناء بعض المشروعات الضئيلة المتناثرة. فحجم التبادل التجاري المصري السوري المشترك يقدر ب5.1 مليار دولار فقط، وهو رقم هزيل بالطبع ولا يتناسب مطلقاً مع الإمكانات والفرص المتاحة بالبلدين. ولهذا فقد توقفنا أمام تلك الزيارة وحاولنا رصد آراء بعض من رجال الأعمال والخبراء في أهميته، والمطلوب لاستغلال تلك التحركات الإيجابية لصالح تنشيط العلاقات المشتركة وكسر الجمود الذي يشوبها منذ سنوات. المهندس حسين صبور "رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وأحد أعضاء الوفد المرافق لوزير التجارة والصناعة في زيارته إلي سوريا يؤكد أن الزيارة قد جاءت في موعدها تماماً إن لم تكن متأخرة لبحث ودفع العلاقات الاقتصادية المشتركة وإزالة أي شوائب تعوق العمل المشترك حالياً مشيراً إلي بعض الإيجابيات التي تحققت كرد فعل مباشر لتلك الزيارة ويقول إن الرئيس السوري بشار الأسد أعلن مؤخراً عن استعداده لزيارة مصر كما أن وزيرة الاقتصاد السورية من المقرر أن تحضر للقاهرة لاستكمال المباحثات التي تمت في دمشق، ومن ثم فإن هذا يعد بمثابة تحرك إيجابي لدفع العمل والتعاون المشترك. ويتحدث صبور عن تواجده بسوريا ويقول إنه يعمل بها منذ سنوات طويلة ولديه مكتب أعمال استشارية لأن سوريا ينقصها بشدة المهندسون والمقاولون، ويؤكد أن هناك فرصا كثيرة متاحة لتواجد الشركات المصرية بسوريا خاصة في مجالات الإنشاءات الهندسية والسياحية. فسوريا بحاجة شديدة لإقامة فنادق بالمدن الكبري مثل دمشق، كما أن بها مناطق سياحية رائعة لم تستغل بعد. وفيما يخص الصناعة فإن سوريا في حاجة لصناعات كثيرة وقد تم بالفعل إقامة مصنعين للأسمنت مع شركاء مصريين، وهي بحاجة أيضا لصناعة الأسمدة.. وغيرها من الصناعات الأخري ويضيف أن الأمر يتطلب دراسة السوق السوري جيداً حتي يتم التعرف علي الفرص المتاحة به وإمكانية الدخول بإقامة استثمارات بها سواء بشكل منفرد أو عن طريق الشراكة مع الجانب السوري. ويؤكد أن سوريا لديها ميزة حدودها مع العراق والتي تحتاج بشدة لجميع البضائع الأجنبية، وبالتالي فإن دخول المنتج المصري بها يعني فتح المجال أمامه للتصدير للأسواق العراقية أيضاً. وعن تجربته في التواجد بالأراضي السورية ومدي تشجيع السياسات القائمة للاستثمارات المتواجدة فإن صبور يؤكد أن السوق السوري سوق مفتوح والقوانين به مشجعة تماماً، كما أن الشعب السوري يتميز بحضارته بخلاف شعوب أخري. ويشير إلي هيئة الاستثمار المتواجدة هناك بسوريا ويقول إنها اليوم مثل الوضع الذي كان لدينا في فترة الثمانينيات، وبالتالي فإن الذي يبدأ مبكراً سيكون لديه فرصة أفضل في الربح، حيث يشبه الاقتصاد السوري في هذه المرحلة بالوضع الذي كان موجوداً في مصر في حقبة الثمانينيات. ويضيف أن الوقت الآن يعد جيداً لمزيد من التحركات نحو السوق السوري. ويؤكد أن الترحاب الشديد الذي قوبلوا به من الحكومة ومجتمع الأعمال يعد خير دليل علي رغبة الطرفين في دفع التعاون المشترك. مقومات ويؤكد دكتور شريف الجبلي -رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات وأحد المشاركين بالوفد المرافق لزيارة سوريا- إن سوريا بها جميع المقومات والإمكانات التي تساعد علي إقامة استثمارات ناجحة في جميع المجالات سواء المتعلقة منها بالصناعة أو الزراعة أو التجارة. مشيراً إلي المعوقات التي كانت تحول دون تنشيط العلاقات المشتركة مثل التوتر السياسي الذي كان له دور في إعاقة العمل المشترك بين البلدين، إلا أن المناخ اليوم يتسم بالإيجابية التي تشجع علي دفع التعاون المشترك عقب زيارة المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة لسوريا.