قلنا ان القادة العرب في قمة سرت لم ينجحوا في شد اهتمام المواطن العربي بسبب ضعف المواقف فضلا عن تكرارها ، وبدا البيان الختامي كأنه طبعة جديدة من كتاب قديم ، فقد أقر القادة في بيانهم الختامي للقمة الثانية والعشرين بسرت خططا للتحرك تعبر عن تضامنهم الكامل مع "صمود القدس" ، وطالبوا باخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ، وأقروا مشروعات اخري لتطوير الجامعة العربية ، ودفع العلاقات مع الجوار الاقليمي ، لكن لا أحد يصدق أيا من هذا الكلام كما لا يتوقع أحد خيرا من ورائه . تبني اعلان سرت مبدأ مواصلة الجهود لتطوير جامعة الدول العربية وتحديث مؤسساتها ودعمها بوصفها الأداة الرئيسية للعمل العربي المشترك انطلاقا من الاقتراحات والأفكار التي تقدمت بها الدول الأعضاء ، الي جانب رؤية الزعيم الليبي معمر القذافي حول اقامة اتحاد عربي ، ومبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتأسيس اتحاد الدول العربية. قرر القادة في الاعلان وضع آلية محددة لمتابعة ملف تطوير الجامعة العربية عبر لجنة خماسية برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس الدورة الثانية والعشرين للقمة العربية الي جانب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال طالباني وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي للاشراف علي اعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك. أدان القادة العرب في اعلان سرت الانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني واستمرارها في سياستها الاستيطانية برغم الادانة الدولية لها. كما اعربوا عن دعمهم الكامل لمدينة القدس واعلنوا عن خطة عمل تتضمن اجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس والاعتداءات المتوالية علي مقدساتها. كما أكد العرب علي اهمية المصالحة الفلسطينية ودعم جهود الجهود العربية وجهود مصر لتحقيق ذلك وطالبوا ايضا برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة ودعوة المجتمع الدولي وعلي رأسه مجلس الأمن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار. وطالب العرب ايضا بالنسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية لتحقيق السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط. كما أوضح الاعلان الختامي للقمة ، ورقة عمل حول المبادئ المقترحة لسياسة جوار عربية تضمن تطوير الروابط والتنسيق في اطار رابطة جوار عربية، علي ان يتم عرضها علي الدورة العادية المقبلة لمجلس الجامعة الوزاري في سبتمبر المقبل تمهيدا لعرضها علي قمة استثنائية. ربما تكون تلك الفكرة التي وردت علي استحياء في ثنايا المؤتمر هي ما يستحق تسليط الضوء عليه ، اقصد فكرة تطوير رابطة جوار عربية ، المفهوم من الطرح أن توسع الدول العربية من دائرة تعاونها أو تحالف مصالحها مع دول مجاورة ، فهل تفتح تلك الفكرة بابا جانبيا لاسرائيل يسمح باندماجها في المنطقة حال قبولها باستحقاقات السلام ، أم ماذا ؟ ولنا عودة .