صفقات استحواذات واندماجات خلال العام الجاري . وأجمع خبراء سوق المال علي أن الاستحواذات والاندماجات شهدت تراجعا عنيفا خلال العام الماضي 2009 بسبب التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية التي أطاحت باقتصاديات العالم وأثرت بشكل مباشر علي الخطط المستقبلية للشركات ومن ثم أثرت علي الاستحواذات ودفعت الأزمة كبريات الشركات لتأجيل خططها المستقبلية لحين اتضاح الأمور . وبلغت حصيلة صفقات الاستحواذ التي شهدتها البورصة المصرية خلال العام الماضي 2009 نحو 42 مليار جنيه تمت من خلال تنفيذ 11 صفقة وذلك مقابل 28 صفقة قيمتها 105 مليارات جنيه في عام 2008 . يقول محمد الصياد رئيس مجلس إدارة شركة "إكسب" لتكوين وإدارة المحافظ أن الاستحواذات شهدت تراجعا عنيفا خلال العام الماضي مرجعا السبب في ذلك إلي عوامل عديدة أهمها الأزمة المالية العالمية وما خلفته من مشاكل وأزمات وركود لدي الشركات إلي أن العديد من الشركات انشغلت بالأزمة المالية وكيفية تصريف مالديها من مخزون وتصفية العمالة الذائدة وتقليل المصروفات والنفقات ومن ثم أجلت التفكير في أية خطط مستقبلية أو استحواذات أو اندماجات لحين استعادة قوتها من جديد واستعادة توازنها وتوافر السيولة مرة أخري وقال إن الشركات أجلت جزءا كبيرا من مشروعاتها إلي أن تهدأ الأمور ويعود الاستقرار إلي البورصة مرة أخري مشيرا في الوقت نفسه إلي أن العام الجاري شهد استفاقة ملحوظة وانتعاشة علي الصعيد العالمي وهو ما سيؤدي إلي تدفق السيولة مرة أخري لدي الشركات ومن ثم استغلالها في الاستحواذات والاندماجات . ومن جانبه قال استاذ الاقتصاد والتمويل إسلام عزام أن الاستحواذ أو الاندماج ظاهرة طبيعية وخصوصاً في الأسواق الكبيرة والقوية إذ تعود الفائدة علي الاقتصاد الوطني في المقام الأول خصوصاً في المشاريع التنموية أو الزراعية والتي تعتبر جزءاً من الأمن الغذائي وأكد أن هناك قطاعات مازالت بحاجة إلي اندماج أو استحواذ من أهمها قطاعا الزراعة والتأمين إذ إن القطاع الزراعي مازال يدعم من الدولة وهو ما يتطلب إيجاد استراتيجية لعملية الدعم وبشكل محدد حتي تحقق نتائج جيدة أو الإندماج مع الشركات الكبيرة ووصف الاستحواذات أو الاندماجات بأنها ظاهرة صحية في الأسواق الكبري . وأشار إلي أن القطاع الزراعي مازالت به الكثير من عوامل النمو متوقعة أن يشهد استحواذات واندماجات كبيرة فيه العام الجاري . وفي سياق متصل كشف تقرير حديث لشركة "إرنست آند يونج" ومقرها لندن عن أن عمليات الاندماج والاستحواذ المعلن عنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجعت 4 .54% بنهاية العام الماضي 2009 مقارنة بالفترة نفسها من العام قبل الماضي 2008 حيث بلغت عائدات الربع الثالث 14 .7 مليار دولار فيما كانت 64 .15 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2008 . وقال التقرير إن عدد هذه الصفقات تراجع خلال الفترة نفسها 26% وإن الإمارات والكويت جاءتا في المركز الثاني بعد السعودية من حيث عدد الصفقات وأن المستثمرين ركزوا علي الصفقات متوسطة الحجم بين 100 و 500 مليون دولار في الربع الثالث وإن الصفقة التي قامت بها شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة الإماراتية كانت الأكبر بقيمة 8 .1 مليار دولار .