قال تقرير لشركة "كميفك" إنه مع نهايات العام الماضي عانت السوق المالية السعودية "تداول" من ضراوة الازمة المالية التي انسحبت آثارها علي مختلف الاسواق المالية العالمية، حيث سجلت خسائر حادة بلغت علي أثرها نسبة تراجع المؤشر الرئيسي للسوق 36% خلال الربع الاخير من عام ،2008 وكان المؤشر قد تكبد في شهر اكتوبر وحدة هبوطا نسبته 25.75% مسجلا اقصي تراجع شهري منذ بداية الازمة حتي اواخر العام الحالي 2009. وأضاف التقرير أن الامور تحسنت مع بداية العام الماضي اذ شهد مؤشر السوق انعكاسا في مسارة ليحد من الخسائر التي مني بها في نهاية العام الماضي مسجلا انخفاضا طفيفا بنسبة 2% خلال الربع الاول من عام 2009 بدأ بعد ذلك مسلسل تحقيق المكاسب ليسجل المؤشر بنهاية الربع الثاني نموا بنسبة 19% في حين تراجعت هذه المكاسب ربع السنوية إلي 13% خلال الربع الثالث من السنة. وبلغت النتائج السنوية المعلنة للعام 2008 للشركات المدرجة في السوق المالية السعودية 48 مليار ريال سعودي بانخفاض نسبته 43.48% عن الارباح السنوية لعام 2007 التي بلغت آنذاك 84 مليار ريال سعودي. جاءت هذه النسب نتيجة انخفاض ارباح 10 قطاعات مقابل نسب نمو سجلتها 5 قطاعات فقط من اصل قطاعات السوق ال 15 إلي ذلك سجل المتوسط الموزون لمضاعف الربحية، واستقر مضاعف السعر إلي القيمة الدفترية عند 1.99 مرة بالاضافة إلي ذلك، وبحسب النتائج السنوية للشركات السعودية، فإن متوسط العائد علي حقوق المساهمين لاجمالي الشركات انذاك بلغ 16.9%. ومع مطلع موسم النتائج الفصلية، سجلت الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية انخفاضا في إجمالي الارباح خلال الربع الاول من عام ،2009 وذلك بنسبة 56.32% لتصل إلي 11 مليار ريال سعودي، جاء هذا التراجع الكبير نتيجة انخفاض ارباح 12 قطاعا كان أكثرها تأثيرا قطاع الصناعات البتروكيماوية الذي تراجعت ارباح شركاته بنسبة 97.35% إلي نحو 329 مليون ريال بعد أن تخطت 12 مليار ريال في الربع الاول من ،2008 حيث شكلت آنذاك نحو 48% من إجمالي ارباح السوق إلي ذلك سجل قطاع البنوك اقل نسبة تراجع "1.75%" مقابل ازدهار في ارباح قطاع الفنادق والسياحة. أما خلال الربع الثاني، فقد تراجعت حدة الهبوط في الارباح لتصل إلي 26% بعد أن بلغت ارباح الشركات المدرجة للفترة نفسها 15 مليار ريال مقابل نحو 20.2 مليار ريال في الربع الثاني من 2008 هذا، واستمر تراجع الارباح علي نفس الوتيرة خلال الربع الثالث، حيث سجلت معظم القطاعات تراجعا في الربح، فبلغ إجمالي ما حققته الشركات السعودية 17 مليار ريال سعودي خلال هذه الفترة مقارنة ب 23 مليار ريال سعودي للفترة المقابلة من عام 2008 بانخفاض نسبته 26%. وعلي صعيد مؤشرات التقييم الخاصة بالسوق المالية السعودية، قال تقرير "كميفك" إنها شهدت تباينا في مساراتها منذ بداية العام، فبلغ المضاعف السعري للسوق 9.40 مرات بنهاية عام 2008 مقابل 1.99 مرة لمضاعف السعر إلي القيمة الدفترية بينما خلال الربع الاول من عام 2009 وعلي إثر تراجع ربحية اغلب الشركات.