"إيه اللي بيحصل".. هو عنوان أغنية جديدة لمطربة لبنانية اسمها ميريام فارس من مطربات المصنع اللبناني للصواريخ البشرية التي تتلوي وتتأوه وصولا للهدف! و"إيه اللي بيحصل" هو تساؤل عام عما يحدث في كل المجالات ومنها الفن خاصة الغناء في عصر الفضائيات التليفزيونية. فمريام فارس التي لا تغني للطرب قدر ما ترقص للامتاع والإغراء في أغانيها المصورة تقول انها حرة في أن ترقص عريانة أو متغطية.. وهي فعلا حرة لأنه لا توجد قيود هذه الأيام ولا معايير ولا أحد يخشي شيئا، وكل واحد يفعل ما يريده في أي مكان وفي أي مهنة، فهذه حالة عامة علي ما يبدو في واقع عربي مرير ومؤلم! ولترقص السيدة مريام عارية، فالكل أيضا يرقص هذه الأيام، والكل لا يهتم بمعايير الحق والخير والأخلاق والعادات والتقاليد والآداب العامة، فكل هذه الأشياء أصبحت من مخلفات الماضي بعد عصر العولمة وغزو الثقافة الغربية والتقليد الأعمي الجاهل لما يحدث في الغرب علي حساب موروثات عربية أصيلة كانت هي سر قوة المجتمعات العربية وعدم انهيارها أو اندثار ثقافتها الإسلامية والعربية! ولترقص السيدة مريام عارية مادامت الفضائيات الغنائية العربية لا تعرف حدود المباح وغير المباح وتحاول بشتي الطرق ان تجذب أكبر عدد من المشاهدين والأرباح حتي ولو كان علي حساب أجساد العرب ومصائرهم! فهذه الفضائيات التي تعددت وانتشرت بحيث لا يمكن ملاحقة أسمائها أو التعرف علي هويتها أو مصدر تمويلها تتنافس جميعا في هدف واحد وهو جذب صاحبات الأجساد الانثوية الصارخة للغناء بأي شكل وبأي أسلوب أو طريقة واظهار أكبر قدر من المفاتن، واختيار أكثر الكلمات سخونة وإباحية وازدواجية في المعاني وذات ايحاءات خاصة، والبحث أيضا عن أي وسيلة لافتعال معارك حول هذه الأغنيات لتحقيق الشهرة والانتشار المطلوب ومن ثم تتوالي الرسائل والمكالمات والأرباح! ولا يمكن تخيل أو تصور المعني والهدف الذي تبحث عنه قناة فضائية تليفزيونية تأتي بمذيعة هي أشبه بفتيات الليل أو راقصات المقاهي تظل تصرخ وترقص وهي تنادي الشباب بأن يشاركوا في مسابقة أو تعليقات وياللا ياشباب اتصلوا وادفعوا واتكلموا مع الغندورة التي ستسعد صباحكم وأيامكم! والحقيقة انها أصبحت "مسخرة" فضائية ومأساة تليفزيونية، وإذا كان هناك وزراء للإعلام العرب وما أكثرهم وما أقل ما يقومون به فإن عليهم إن أرادوا أن يفعلوا شيئا هو أن يقوموا بمراجعة وتقييم هذه الفضائيات وأن يصدروا دليلا أو كتابا يحدد الضوابط والشروط الأخلاقية والاجتماعية لهذه الفضائيات التي أفسدت الذوق العربي، التي أطلقت ثورة الغرائز والجنس ومحت ما بقي في الصدور من إرادة وما في النفوس من مقاومة! ولأن ميريام سترقص وهي عارية فإن هذه الفضائيات التليفزيونية رحيمة بالشيوخ وكبار السن ولا ترغب في أن يصابوا بالاحباط واليأس والترحم علي الماضي فإنها أيضا لم تتورع عن الإعلان بشكل فج، لا حياء فيه ولا احترام عن المنشطات الجنسية التي تعيد العجوز لصباه والتي تحقق القوة والصلابة وما إلي ذلك من عبارات وايحاءات استخدموها يعجز القلم عن كتابتها أو الإشارة إليها، فهي لا تدخل في دائرة الإعلان عن منتج طبي أو الترويج له بقدر ما هي تعبر عن إفلاس أخلاقي حول كل شيء إلي وسيلة للإثراء والكسب، وجعل الحياة كلها تدور حول مفاهيم جنسية وعبارات خادشة للحياء! إن هناك قرارات صدرت في بعض الدول العربية لتحجيم ومنع الإعلان عن أدوية ومنشطات مجهولة المصدر حماية لأرواح الناس، وهي خطوة مطلوبة أيضا تجاه بعض الإعلانات التي قد تعالج شيئا واحدا ولكنها تفسد أشياء أخري أهم وأخطر! ويقينا رغم كل ذلك فإن ميريام فارس سترقص عارية ولن تهتم، ولماذا تهتم وهناك من الرجال أو من أشباه الرجال من يدفعون الملايين لمن ترقص له علي هذا النحو ويتزوجها وليس مهما أن يقال عنه ما يقال، فهو أيضا يرقص والطيور علي أشكالها تقع! [email protected]