كنا ثلاثة من الإعلاميين المصريين.. عماد الدين أديب والدكتور سامي هاشم وأنا في لقاء مع أمير البحرين الراحل الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة، وكان معنا محمد إبراهيم المطوع وزير الإعلام البحريني آنذاك. وكان مقررا أن يستغرق اللقاء عدة دقائق، فقد كان لقاء طبقا للتقاليد الخليجية للسلام علي الأمير في بداية جولة إعلامية بالبحرين، وكان أيضا لقاء لتكريم الصحافة المصرية، حيث كان الأمير الراحل حريصا في كل مناسبة علي الالتقاء برجالاتها والإشادة بمصر ودورها. وبدلا من أن يستمر اللقاء عدة دقائق فإن الجلسة طالت وطالت ولم يشر الأمير كالعادة إلي المرافقين بأن يأتوا بدلة القهوة العربية وحيث تقديم القهوة دلالة علي نهاية اللقاء. وكان الأمير الراحل سعيدا للغاية؛ فقد استطاع الدكتور سامي هاشم أن يكسر حواجز البروتوكول والمناصب والقيود الرسمية، وأن يجعل اللقاء جلسة حميمية بين أصدقاء قدامي لا قيود ولا حواجز بينهم، فالبساطة وروح الدعابة خفة الدم والتلقائية في الحديث كانت الوصفة السحرية التي يجيدها الدكتور سامي هاشم، التي تفتح كل الأبواب المغلقة وتكسبه أصدقاء جددا لا ينسونه أبدا. وفي كل مرة كنت ألتقي فيها الأمير الراحل للبحرين، حيث تعددت لقاءاتنا نظرا لشغلي وظيفة المستشار الإعلامي لرئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة فإن سؤال الأمير الأول كان عن الدكتور سامي هاشم وأين يوجد الآن.. وما أخباره.. ومتي سيأتي لزيارتنا مرة أخري؟ وكان الدكتور سامي هاشم في البحرين في كل المناسبات والمؤتمرات، حيث أصبح من الشخصيات المعروفة متعددة الصداقات وشارك بقلمه في "العالم اليوم" في التعبير عن قضايا البحرين بحب وتقدير أكسبه كل الاحترام علي كل المستويات. ولذلك لم يكن غريبا أن يبادر الشيخ خليفة بن سلمان رئيس وزراء البحرين فور علمه بخبر وفاة الدكتور سامي هاشم بإرسال برقية عزاء إلي الاستاذ عماد الدين أديب يعبر فيها عن حزنه قائلا: إننا بفقده قد خسرنا أخا عزيزا وصديقا مخلصا، مستذكرين بكل اعتزاز ما نشره عن وطنه الثاني مملكة البحرين وأبرازه لإنجازاتنا بشكل مشرف. ونعم أيها الراحل الكريم لقد كنت وحدك جسرا لعلاقات طيبة مع الآخرين، وهي علاقات أسهمت في بناء تعاون جيد في مجالات عديدة، وربما لم تكن أنت مستفيدا منها، لكن أنت وحدك كنت قادرا علي فتح الطريق وهذه موهبته لا يملكها إلا قليلون.. فوداعا.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".