تنامي قطاع الاتصالات عالميا وأصبح مسئولا عن توليد نحو 2 بليون دولار في الناتج العالمي من الاتصالات الخلوية والثابتة وتطور شبكة الإنترنت، بل هناك اقتصاديات دول تعتمد عليه في تطوير هيكلها الاقتصادي مثل فنلندا و الهند وكوريا الجنوبية . وأشارت مي إمام المحللة المالية بشركة الحرية للوساطة في الاوراق المالية أن عناصر القوة والضعف والفرص والتهديدات أثبتت أن عناصر القوة والفرص في قطاع الاتصالات أقوي من عناصر الضعف والتهديدات بحيث يعتبر هذا القطاع من أقل القطاعات تأثراً ان لم يكن أقلها من الأزمة المالية العالمية، وقد دلت علي ذلك النتائج المعلنة من شركة فودافون العالمية التي زادت إيراداتها في الربع الأخير من عام 2008 بنحو 14% وكذلك شركة موبينيل المصرية وكذلك فودافون مصر حيث حقق كلا منهما نتائج إيجابية في الربع الأخير من عام 2008 مقارنة بالربع الأخير من عام 2007. أكدت مي أنه توجد في مصر ثلاث شركات لتقديم خدمات التليفون المحمول هي: موبينيل ، فودافون ، اتصالات ، وتعتبر شركة موبينيل هي الأكثر استحواذا علي أكبر نسبة من مشتركي خدمة المحمول حيث بلغت نسبة المشتركين بها 49% ، وفودافون 43% واتصالات 8% من المشتركين في نهاية عام 2008 وبالنسبة للتليفون الثابت فإن الشركة المصرية للاتصالات هي التي تقدم منفردة خدمة التليفون الثابت بعد إرجاء منح الرخصة الثابتة في مجال التليفون الثابت بسبب ظروف الأزمة العالمية. أضافت انه علي الصعيد المالي فإن المصريين ينفقون مبالغ متزايدة علي الاتصالات المحمولة والثابتة بلغت نحو 30 مليار جنية في عام 2008 "منها 20 مليار لخدمات المحمول و10 مليارات للتليفون الثابت". ويكفي دليلاً علي ذلك ميزانية شركة موبينيل عن عام 2008 أظهرت أن الربع الأخير من عام 2008 "اكتوبر ديسمبر" زادت فيه إيرادات الشركة بنحو 24% ونما صافي الربح بنحو 25%، علما بأن الربع الأخير يمثل اختبارا حقيقيا لمدي تأثير الأزمة المالية العالمية التي تفجرت رسميا في سبتمبر2008. أضافت مي مؤكدة ان قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتمتع ببنية أساسية تزداد قوتها نتيجة لاهتمام وزارة الاتصالات التي أنشئت اعتبارا من أكتوبر 1999، وقد بلغ الانفاق الحكومي علي هذه البنية الأساسية حتي نهاية عام 2007 نحو 3.5 مليار دولار. عناصر الضعف أما بالنسبة لعناصر الضعف فقد القت الأزمة المالية العالمية بظلالها علي قطاعات عديدة وقد ثبت أن قطاع الاتصالات لم تظهر عليه علامات ضعف حتي الآن بل علي العكس لا يزال يحقق نموا في الإيرادات والأرباح ولم يقف الأمر علي الشركات المحلية، بل امتد الأمر للشركات العالمية مثال مجموعة فودافون العالمية كبري شركات اتصالات الهاتف المحمول في العالم، إذ زادت عائداتها في الربع سنة المنتهي في 31 ديسمبر 2008 بزيادة العائدات بنسبة 3.14% عن الفترة المناظرة من العام الماضي. بالنسبة لقطاع السياحة المصري بدأت تظهر عليه أثار الأزمة العالمية وذلك من خلال تراجع وبالتالي نسب انفاقهم ومنها الانفاق علي الهاتف المحمول حيث يتوقع تراجع السياحة بنسبة 50 % علي الأقل خلال عام 2009، لكن مما حد من هذا الأثر أن طبيعة الأجانب لا تميل إلي الثرثرة المعتادة من المشتركين المصريين ويمكن أن يعوضهم عودة ما يزيد علي 100 ألف من المصريين العاملين بالخارج نتيجة تسريح العمالة في هذه الدول سبب الأزمة المالية ومن المؤكد أن جانبا كبيرا منهم سينضم إلي مشتركي المحمول في مصر. وبطبيعة الحال فإن انخفاض عدد السائحين يمكن أن يقلل من مستخدمي الإنترنت ولكنه لا يؤثر علي الاشتراك به، كما لا يؤثر علي الطلب علي التليفون الثابت فالطلب عليه للمقيمين في العادة. تقديرات الإيرادات سجل عام 2008 أقل متوسط للإنفاق السنوي للفرد علي خدمات التليفون المحمول "خلال الفترة 2004 - 2008" حيث بلغ نحو 484 جنيه وبالرغم من الاتجاه الهبوطي لمتوسط الانفاق الفردي إلا أن ذلك يعود للمنافسة المحترمة بين مشغلي التليفون المحمول ، اشارت مي مؤكدة انه من المتوقع ألا يقل متوسط الانفاق الفردي عن 400 جنيه سنويا للمشترك "أي نحو 1.1 جنيه/ يوم" وسنفترض ثباتة طوال الفترة 200 أن الإيرادات من خدمات المحمول في عام 2009-2010 يتوقع أن تنخفض عن مستواها في 2008 ولكن تبدأ في الزيادة اعتبارا من عام 2011 مع التعافي المتوقع في الاقتصاد العالمي والاقتصاد المصري خلال الفترة 2011 - 2013. اما عن الإيرادات من خدمات المحمول في عام 2009 - 2010 يتوقع أن تنخفض عن مستواها في 2008 ولكن تبدأ في الزيادة اعتبارا من عام 2011 مع التعافي المتوقع في الاقتصاد العالمي والاقتصاد المصري خلال الفترة 2011 - 2013.