تردد خلال الأسبوع الماضي شائقة حول قيام العملاء بالتخلص من الدولار نتيجة للانخفاض الذي يحدث في سعر الصرف أمام الجنيه من ناحية ومن ناحية اخري أمام العملات الاخري "الاسبوعي" طرحت السؤال علي خبراء البنوك والاقتصاد ورجال الاعمال الذين أكدوا أن هذه الشائعة ليس لها أي اساس من الصحة بدليل ان الدولار ارتفع قرشا يوم الثلاثاء الماضي إمام الجنيه وإلي جانب الاقبال من العملاء علي الشراء في هذا الوقت أما للتمويل أو للاحتفاظ به باستثناء المضاربين عليه منذ فترات طويلة والذين قاموا بالتخلص منه درء لمزيد من الخسائر التي لحقت بهم. وأوضح الخبراء أن تدخل البنك المركزي المصري منذ مارس الماضي بالشراء بهدف احداث توازن بالاسواق وعدم اللجوء إلي الدولرة كما كان في الفترات السابقة إلي جانب أنه كان هو الحل الافضل للاستقرار وثبات العملة طوال هذه الفترة. يقول اسماعيل حسن محافظ البنك المركزي الاسبق ورئيس بنك مصر ايران الحالي أنه غير صحيح أن العملاء يلجأون الآن للتخلص من العملة الاجنبية الدولار والدليل علي ذلك أن الدولار ارتفع قرشا مقابل الجنيه المصري وهذا يؤكد علي وجود طلب دولاري في السوق عن المعروض من العملة مشيرا إلي أنه كلما ارتفع الطلب عن العرض كان هناك ارتفاع في السعر والعكس صحيح وحيث كان المعروض من العملة الاسبوع الماضي أكثر من الطلب فانخفض سعره أمام الجنيه ويوضح اسماعيل حسن أن هذا الامر يؤكد أن السوق يحدث له توازن في جميع الاحوال من خلال السعر المعروض. ويتساءل حسن لماذا يتردد أن العملاء يتخلصون من الدولار؟ لافتا إلي أنه من الصعب الحكم علي اتجاهات السوق خلال هذه الفترة في مصر بصفة خاصة أي بمعني اننا نحكم علي عملة ما خلال اسبوع أو اسبوعين وإنما يكون الحكم علي أي عملة فيما لا يقل عن شهر أو شهرين علي الاقل. العرض والطلب ويتفق مع الرأي السابق إحدي خبيرات البنك المركزي بقطاع الرقابة علي النقد الاجنبي التي رفضت ذكر اسمها مشيرة إلي أن الاقبال أو التخلص من أي عملة يتوقف علي العرض والطلب وليس علي مبدأ حب الاكتناز من عدمه لافتا إلي ان المضاربين الذين اكتنزوا الدولارات هم أول من تخلصوا منه منذ فترة طويلة وليس الآن ومن المستحيل أن يبقي أحد من هؤلاء المضاربين علي سنت واحد ليخسر فيه قرشا. ويؤكد بيومي عليوة الخبير المصرفي ومستشار المصرف العربي الدولي أن هذا الموضوع ليس له علاقة بالعرض أو الطلب ومشيرا إلي أن عملية الاحتفاظ بالعملة أو التخلص منها ما هو إلا "مزاج" شخصي لا يتدخل فيه احد وفي الغالب يقوم كبار العملاء بالاحتفاظ بالعملة في حالة انخفاض سعرها لمواجهة أي متطلبات في المستقبل. ويطالب عليوة بضرورة ترك البنك المركزي لجنة السياسات النقدية لاتخاذ ما يرونه صالحا للاقتصاد فالمركزي احيانا يدخل بائعا أو مشتريا لصالح الاقتصاد وضبط آليات السوق. وفرة العملة أما الدكتور محمد حسين استاذ المحاسبة وكيل كلية التجارة بجامعة حلوان فيري عكس ما يتردد حول عملية التخلص من الدولار وأن الدولار ليس مرتبطا بالعرض والطلب إلا أنه توجد حالة من الثبات في العملة بل هناك اتجاه للتحول إلي شراء كميات كبيرة من العملة من أجل الاستفادة منها لأنها عملة دولية يحتاجها الجميع في أي وقت وحيث من المتوقع إن يرتفع سعرها خلال الشهور القادمة خاصة شهر رمضان والاعياد وموضحا أن المعروض من العملة متوفر نتيجة لزيادة المعروض منها بعد عودة العاملين بالخارج والقضاء علي السوق السوداء للعملة والمؤشر السائد بالاسواق هو ثبات في سعر الصرف للعملات الاجنبية أمام الجنيه المحلي. ويؤكد يحيي نور مدير عام فروع بنك الشركة المصرفية العربية الدولية أن ما يتردد من أن هناك بعض من العملاء يتخلصون من الدولار ما هور إلا شائعات وليس لها أي اساس من الصحة ولا يمكن أن نطلق عليها ظاهرة لافتا ان الفارق بين سعر الاسابيع بل الشهور الماضية لا تزيد علي 4 إلي 5 قروش وان السبب في وصول الدولار إلي هذا السعر هو زيادة المعروض في الاسواق وهذا يحدث بصفة مستمرة منذ عشرات السنين خلال شهري يوليو واغسطس من كل عام حيث يتواجد السياح وعودة العاملين من الخارج ثم تبدأ هذه الحصيلة في التراجع خاصة في مناسبات الاستيراد طوال شهر رمضان والاعياد وموضحا أن مسألة التخلص من الدولار كانت منذ فترات طويلة وليست الآن. ويوضح يحيي نور أن عملية التخلص من الدولار يمكن معرفتها من حجم التداول بين البنوك من خلال الإنتربنك الدولاري الذي يتم التعامل به يوميا وقياس حركة المبيعات.