زحفت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المصري خلال السنوات القليلة الماضية إلي حفلات الزفاف ليتبدل شكل الفرح الذي أصبحت تحييه العروس وصديقاتها بالرقص والغناء.. كما اختفت الفرق الموسيقية ليحل محلها اسطوانات ال. دي . جي أو التي تحمل عشرات من أغاني الأفراح، وظهرت موضة ليلة الحنة وإقامة أفراح صباحية وغيرها من البدع الحديثة في الأفراح، فهل أثرت الأزمة الاقتصادية علي بيزنس تنظيم الحفلات الذي اقتحمته شركات عديدة في السنوات الأخيرة؟ أحمد رخا وكيل الفنانين يؤكد أنه منذ ظهور ال.دي جي أصبحت الفقرات الفنية التي تقدم في الأفراح نادرة جدا بالإضافة إلي قلة إقامة حفلات الزفاف لظروف الأزمة الاقتصادية العالمية، وأحيانا يتم الاكتفاء بفقرة واحدة فقط وغالبا ما تكون راقصة مشهورة هي بطلة الحفل وأجرها يصل إلي 12 ألف جنيه، والمغمورة يصل أجرها إلي 3 آلاف جنيه. ويؤكد رخا أن الإقبال الأكبر علي المطربين الشعبيين وأشهرهم سعد الصغير الذي يصل أجره إلي 10 آلاف جنيه، وأمينة "مطربة الحنطور" وأجرها 6 آلاف جنيه، وهدي أجرها 5 آلاف جنيه، أما المطربين الشباب مثل محمود العسيلي الذي يلقي إقبالاً كبيراً في الوقت الحالي فأجره 12 ألف جنيه، وحماقي أجره 45 ألف جنيه، وتامر حسني 60 ألف جنيه، أما إليسا أو هيفاء فأجرهن يصل إلي 70 ألف دولار بالإضافة إلي 70 ألف جنيه مصري كمصاريف طيران وإقامة وتصاريح نقابة، وعلي حد قول رخا "الفلوس قيمتها تراجعت" فإذا كان أجر المطرب بمفرده يتكلف مثل هذا المبلغ فكم يدفع صاحب الفرح لبقية المتطلبات؟ ويبدأ سعر ال.دي جي من 200 جنيه ويصل إلي 6000 آلاف جنيه في الليلة، وأشهرهم دي جي وليد وياسر الحريري وتامر يحيي. ولا يوجد فرح بدون زفة كما يقول رخا فالزفة الدمياطي تكلفتها 1500 جنيه وهي أساسية في جميع الحفلات، وإن كان الغناء وصورة الزفة القديمة انتهت تماما لضعف الأجور، فالمبلغ يتم تقسيمه علي 30 أو 25 فردا وأحيانا يتم الاستعانة براقصات بالشمعدان من الفرقة وموسيقي القرب. ويؤكد رخا أن غالبية العاملين بالزفة الدمياطي من شباب خريجين جامعات من حملة المؤهلات العليا ومنهم معيد بإحدي الكليات كان يعمل أثناء فترة الدراسة، واستمر بالعمل بعد تعيينه حتي سفره للخارج لاستكمال دراسته العليا. حنة سوداني ونوبي أما ليلة الحنة فهي تقليد جديد انتشر في الآونة الأخيرة وأشهرهم بالطبع "ستونة"، وأجرها يصل إلي 3000 آلاف جنيه وفي الليلة تشمل أثواب سودانية ترتديها العروس وتقديم فولكلور نوبي أو سوداني، ولوازم رسم الحنة للعروس و10 فتيات من أقاربها، وهناك أيضا "سيدة" وهي نوبية تقوم أيضا بإحياء ليلة الحنة ومعها مجموعة من الفتيات، وأسماء أخري دخلت هذا المجال حديثا لوجود إقبال كبير من العائلات علي إقامة ليلة الحنة والرسم علي أيدي العروس والفتيات. أما عن حجز مكان الفرح فيختلف بحسب المستوي الاقتصادي وفنادق الخمس نجوم مثل شيراتون القاهرة يصل إيجار القاعة إلي 35 ألف جنيه، بدون مصروفات الكوشة والتصوير ولذا اتجه البعض إلي استئجار فيلات خاصة لإقامة حفلات الزفاف بالحديقة علي حمام السباحة، ويتراوح إيجار الفيلا من 2000 7000 آلاف جنيه في الليلة وأشهرها فيلا اندراوس في المنيب، وفيلات في طريق سقارة وشبرامنت وجمعية أحمد عرابي بطريق الإسماعيلية فهو بيزنس رائج هذه الأيام بعد ارتفاع أسعار الفنادق، فسعر العشاء بأي فندق 5 نجوم لا يقل عن 200 جنيه للفرد، في حين يصل السعر من أشهر محل يقدم مثل هذه الخدمة في الفيلا المستأجرة 55 جنيها، بالإضافة إلي 25 جنيها تكلفة مائدة وطقم السفرة والخدمة والتي يعتمد مستواها علي رغبة العميل فهناك خدمة 5 نجوم وأخري عادية وكله بثمنه.