قامت الجامعة الأمريكية بانشاء كلية إدارة الأعمال وهي أول كلية من نوعها في مصر والشرق الأوسط متخصصة في هذا المجال، "الأسبوعي" حاورت د. شريف كامل عميد الكلية حول دور الكلية في توفير كوادر متخصصة في ظل تعطش السوق للعمالة المؤهلة، وتحديات التعليم في مصر وكيفية ربط التعليم بالسوق. قال د. شريف الواقع انه علي مدار ستين عاما درسنا فيها إدارة الأعمال في الجامعة كنا حريصين علي التواصل مع السوق ومعرفة متطلباته، وقبل انشاء الكلية كنا ندرس إدارة الأعمال من خلال كلية الإدارة والاقتصاد والإعلام ولكننا في الفترة الماضية مع النمو الاقتصادي والتغيرات في الاقتصاد المصري شعرنا أن هناك حاجة لزيادة الاهتمام بتدريس الإدارة والواقع أننا أجرينا دراسات منذ عامين وتوصلنا إلي أن مصر والمنطقة العربية في حاجة إلي كلية متخصصة في إدارة الأعمال. أضاف: هناك تخصص المحاسبة كان يدرس في الجامعة ولكن سيصبح له قسم متخصص في الكلية الجديدة وهناك تخصصات أخري سنسعي في الفترة القادمة لادخالها في الكلية فمثلا لن نقتصر علي تدريس التسويق بشكل عام ولكننا نسعي لتقديم تخصص في العلامات التجارية، كما أن السوق لا يحتاج فقط إلي الطالب المؤهل بتخصص معين ولكن هناك مهارات عديدة يحتاجها السوق ونحن نسعي لتنميتها في الطالب، فنحن نوجه الطالب لعمل البحوث ونتيج له ممارسة ما يدرسه عمليا من خلال "سيميوليشن" يقوم خلاله بالدخول في مناقصات افتراضية ويشتري ويبيع في البورصة، افتراضيا أيضا هذا إلي جانب أننا نمكن الطالب من التدرب في الشركات، وهي العوامل التي تجعل الطالب الخريج لديه خبرة في التخاطب مع المؤسسات المختلفة وعرض أفكاره، كما أننا لا نقتصر في مناهجنا علي تقديم حالات من السوق المصري ولكننا نقدم حالات من أسواق أخري علي مستوي العالم وهو ما يجعل الطالب يتعرف علي بيئة الاستثمار والبنية التشريعية في هذه الأسواق، وأود أن أشير هنا إلي أن الجامعة الأمريكية تتميز بأن الطلبة فيها يقومون سنويا بدعوة الكثير من الأكاديميين والاقتصاديين لتبادل الخبرة معهم وبناء علي هذه اللقاءات يتعرف مجتمع الأعمال علي تجربة الجامعة، وكما تلاحظ هناك الكثير من رجال الأعمال أسهموا في بناء مبان في الجامعة تحمل أسماءهم وذلك لاقتناعهم بالدور الذي نقوم به. منافسة عالمية * سألته: هناك تنافس قوي بين الجامعات الخاصة الجديدة علي تدريس إدارة الأعمال وأن هناك طلباً في السوق المصري يواري حجم أقسام إدارة الأعمال التي تنشأ في مصر بشكل مستمر؟ ** نعم أري أن السوق في مصر كبير، وعموما نحن لا نعمل علي مستوي السوق المصري فقط ولكننا نستهدف السوق الاقليمي والعالمي، ففي العالم 45 ألف كلية إدارة أعمال، وكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية من ضمن 540 كلية إدارة أعمال علي مستوي العالم معتمدين من "رابطة تطوير كليات إدارة الأعمال الدولية" وأغلب هذه الكليات المعتمدة من الرابطة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية باستثناء 85 كلية، إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية واحدة منها، وهذا يزيد من وضعنا التنافسي علي مستوي العالم. * المشروعات الصغيرة من أهم القطاعات التي تحتاج إلي تدريب كوادرها لضمان نجاحها.. فهل تقومون بتوفير التدريب في هذا المجال؟ ** لدينا أنشطة عديدة في هذا المجال فالجامعة تقدم دورة تدريبية في مجال المشروعات الصغيرة ونقوم بعمل مسابقة بين كل الجامعات حول أحسن 3 مشروعات صغيرة. * ولكن كوادر المشروعات الصغيرة تحتاج لبرامج تدريبية منخفضة التكلفة تناسب مقدرتها المالية؟ ** لدينا في كلية إدارة الأعمال مركز تدريب وهو يعمل منذ 1966 ويقدم برامج في مجال المشروعات الصغيرة بتكاليف ليست مرتفعة وتناسب الكثيرين والمركز يدرب سنويا 15 ألف متدرب، كما أننا نقدم تدريبا مجانيا متخصصا لسيدات الأعمال في مجال المشروعات الصغيرة مع بنك جولدمان ساكس، وأود أن أشير بصفة عامة إلي أن التعليم والتدريب يجب أن يكونا الأولوية الأولي في اهتماماتنا في مصر. * تطوير التعليم يتطلب المزيد من النفقات التي قد لا تستطيع الدولة تحملها؟ ** لا أتحدث عن دور الدولة فقط ولا أريد أن أحملها ما يفوق طاقتها ولكن أقول انه يجب أن يتجه الاهتمام إلي الاستثمار في التعليم، ففي القرن العشرين كان التركيز علي الاستثمار في البترول والبترول في طريقه للنفاد والثروة الوحيدة التي لن تنفد هي العقول البشرية، وهناك نماذج عديدة قدمتها التجارب العالمية لتنمية التعليم منها من اعتمدت علي دور الدولة وأخري اعتمدت علي القطاع الخاص وثالثة اعتمدت علي التعاون بين الاثنتين، وأود أن أوكد أننا لدينا كثافة سكانية من الممكن أن تكون مشكلة إذا لم يكونوا متعلمين ومؤهلين ومن الممكن أن يكونوا ثروة إذا تم الاهتمام بتعليمهم.