رصد العاملون بشركات الصرافة أمس زيادة في الطلب علي شراء الدولار، وهو الأمر الذي كان لافتا للنظر عقب فترة استمر فيها المعروض من العملة الأمريكية طوال الأسابيع الماضية. وأكدوا أن حركة الطلب قادها المستوردون الذين وجدوا في وصول سعر الدولار إلي 5.58 جنيه للشراء، و5.59 جنيه للبيع، وبلوغه 5.57 جنيه للشراء في بعض الشركات - فرصة جيدة للشراء خاصة مع قيام الصين بفتح باب الاستيراد، واستعداد المستوردين لشهر رمضان عن طريق استيراد مستلزماته. وأشاروا إلي أن زيادة الطلب مع استمرار المعروض من الدولار أديا لحدوث توازن في السوق بين حركتي البيع والشراء علي العملة الأمريكية وهو ما دفع السعر للاستقرار عند 5.58 جنيه للشراء و5.59 جنيه للبيع. وفي المقابل، تراجع الطلب علي شراء اليورو والاسترليني أمس بالصرافات، واقتصر علي الذين يحتاجونهما في تعاقداتهم من المستوردين في حين فضل المضاربون الانتظار تخوفا من أن يواصل سعراهما التراجع. وقد انخفض سعر اليورو أمس بمقدار 5 قروش مسجلاً 7.70 جنيه للشراء، و7.80 جنيه للبيع، مقابل 7.75 جنيه للشراء و7.85 جنيه للبيع أمس الأول، وفقد سعر الجنيه الاسترليني نفس القيمة ليصل إلي 8.90 جنيه للشراء، و9 جنيهات للبيع، مقابل 8.95 جنيه للشراء و9.05 جنيه للبيع أمس الأول. وأكد محمد فودة مدير تسويق شركة مصر-السعودية للصرافة أن السوق شهد زيادة الطلب مجددا علي الدولار خلال اليومين السابقين، وذلك بعد فترة شهد خلالها السوق زيادة كبيرة في حركة التخلص من الدولار، وأشار فودة إلي أن هذه الزيادة في الطلب قادها الأفراد والمستوردون الذين يحتاجون الدولار بالفعل لتغطية احتياجاتهم، وللاستيراد منالخارج، وقد اعتبروا أن مستوي السعر الحالي للدولار مغر جدا للشراء. وأضاف فودة أن حركة العرض من الدولار مستمرة ولكن وجود طلب علي الشراء ساعد علي إحداث توازن بالسوق وساعد علي استقرار الدولار عند نفس معدلاته، مشيرا إلي أنه لو كانت حركة التخلص من العملة الأمريكية قد استقرت عند نفس معدلاتها السابقة دون وجود طلب علي الشراء، لدفع ذلك الأسعار للتراجع ثانية، لكن هذا الإقبال علي الشراء ساعد علي توازن الحركة علي العملة الأمريكية. وأضاف فودة أن هناك عرضا من اليورو من بعض العملاء الذين فضلوا بيعه قبل أن يواصل التراجع فيما انخفضت الطلبات عليه وإن كانت مستمرة بشكل طفيف. وأشار محمد فودة إلي أن العملاء لا يفضلون شراء اليورو وقت انخفاضه، في حين تزايد الإقبال علي الاسترليني بشكل أكبر إذا ما قارناه بالحركة علي اليورو. وأوضح محمد فودة أن هناك زيادة في المعروض من الريال السعودي والدينار الكويتي، مشيراً إلي أن هذا الأمر متوقع خلال هذه الفترة من العام مع عودة المصريين العاملين بالخارج والعرب لقضاء الإجازة في مصر. ومن جانبه، أكد أسامة علي بشركة النوران للصرافة أن هناك زيادة واضحة في الطلب علي الدولار لم تحدث منذ فترة وأرجعها إلي قيام الصين بفتح باب الاستيراد وقرب حلول شهر رمضان الكريم حيث يستعد المستوردون لشراء مستلزمات رمضان، كما أن السعر الحالي للدولار مغر جدا للشراء، وهو الأمر الذي دفع المستوردين إلي اقتناص الفرصة والشراء. وأضاف أن العرض من العملة الأمريكية مستمر وهو يوازي الطلب أو يزيد عليه بشكل طفيف وهو الأمر الذي ساعد علي استقرار أسعار الدولار بالصرافات عند 58.5 جنيه للشراء و5.59 جنيه للبيع. وأوضح أسامة علي أن الطلب علي اليورو تراجع بعد انخفاض سعره في حين تزايد المعروض منه. وأشار إلي أن العملاء لا يفضلون الشراء وقت انخفاض سعر اليورو تخوفا من أن يواصل الانخفاض في حين يسارعون لشرائه عند صعود أسعاره، ويوجد طلبات خفيفة من المستوردين الذين يحتاجون اليورو لإنهاء تعاقداتهم مع الموردين بأوروبا. وارتفع سعر ال 100 ين الياباني ليصل إلي 6.01 جنيه للشراء و6.11 جنيه للبيع، وذلك بسبب ارتفاعه عالمياً حيث هبط سعر اليورو بنسبة 0.3% أمام الين ليسجل نحو 128.54 ين وتراجع الدولار بنسبة 0.3% إلي 92.20 ين حيث تزايد الإقبال علي العملات التي تنطوي علي مخاطر في ظل حالة الترقب التي تسيطر علي المتعاملين بالبورصة قبل تصريحات جان كلود تويشيه بشأن دعم الائتمان. وكان سعر الين قد ارتفع علي نطاق واسع أمس في حين حقق الدولار مكاسب أمام العملات التي يعتقد أنها تنطوي علي مخاطر أكبر أمس وسط مخاوف بشأن نتائج أعمال الشركات الأمريكية التي تترقب الأسواق صدورها وتراجع التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد العالمي. وكان انخفاض الأسهم الأوروبية بنسبة 0.4% واستمرار التراجع الحاد في أسعار النفط قد حد من الإقبال علي الأصول التي تنطوي علي مخاطر. ويترقب المستثمرون نتائج أعمال بعض الشركات الأمريكية منها جولدمان ساكس واينتل وجيه بي مورجان وسيتي جروب. وكان الين قد استقر مقابل العملات الرئيسية الأخري في بداية التعاملات الأسيوية صباح أمس مع متابعة المتعاملين التحركات في الأصول التي تتضمن مجازفة مثل الأسهم والنفط، ولم يبد الين رد فعل علي صدور نتائج انتخابات محلية رئيسية جرت أمس الأول وهزم فيها التكتل الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الياباني تاروا اسو في انتخابات طوكيو التي ينظر إليها علي أنها مؤشر للانتخابات العامة التي تجري في غضون 13 شهراً.