أكد المصرفيون أن فوز "قوي 14 آذار" أو الموالاة أو تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري بأغلبية مقاعد مجلس النواب "البرلمان" علي حساب المعارضة التي يتزعمها حزب الله سيكون له أثر ايجابي علي لفت أنظار المستثمرين العرب خاصة الخليجيين إلي لبنان لأن الوضع سيكون أكثر استقرارا لكنهم استبعدوا في المقابل تماما أن يؤثر مثل هذا التطور علي توجه الاستثمارات لمصر لسبب بسيط هو أنه لا توجد منافسة أو مقارنة بين مصر ولبنان فيما يتعلق بعوامل جذب الاستثمارات مثل الاستقرار السياسي أو الكثافة السكانية أو المكانة.. ويتوقع د. رءوف كدواني مدير عام إدارة الخزانة بالبنك المصري لتنمية الصادرات أن يزيد حجم الاستثمارات المتوجهة إلي لبنان خلال المرحلة القادمة خاصة وأن حزب الله كان له العديد من المشكلات مع بعض الدول المجاورة مثل إسرائيل كما أن الشعب اللبناني يتميز بالحرفية في المجال التجاري كما يتوقع كدواني أن يكون هناك تعاون تجاري واستثماري بين مصر ولبنان لكنه يستبعد أن يؤثر اتجاه الاستثمارات إلي لبنان سلبا علي الاستثمارات إلي مصر لأن مصر لها جاذبيتها من الناحيتين السياسية والاقتصادية بالإضافة إلي أنها قلب العالم العربي والأكثر استقرارا والدليل اختيار أوباما للقاهرة لتوجيه خطابه للعالم الإسلامي، فضلا عن أن مصر بها توازن سياسي قوي وهو سبب لاندفاع الاستثمار إليها وبالتالي لن تخطف لبنان الأنظار من مصر. ويقول كدواني إن الموقع الجغرافي للبنان حساس وليس لديه الاستقرار السياسي المتوقع أو البنية التحتية المتاحة مثل مصر. ويقول أحمد الخولي رئيس قطاع الخزينة والمراسلين بالمصرف المتحد إن مصر مازالت هي الأكثر جذبا لأي مستثمر لأنها تتمتع بميزة الكثافة السكانية الكبيرة التي يمكن أن تستوعب أي استثمارات لكبر حجم الاستهلاك وهو العامل الأكثر جذبا للاستثمار الذي من خلاله يستطيع تسويق منتجاته واستهلاكها. أضاف الخولي أن المناخ السياسي في مصر أكثر استقرارا إذا كنا نتحدث عن عامل الاستقرار كعامل جاذب للاستثمار. وقال إن مصر جاذبة للاستثمارات اللبنانية نفسها والدليل وجود أكثر من بنك لبناني دخلت السوق المصري للتمتع بما فيه من مزايا كسوق ناشئ خاصة بالنسبة للقروض الشخصية والخدمات البنكية ومازال يستوعب الكثير. ويشير إلي أن هؤلاء المستثمرين جاءوا لكبر حجم القوي الاستهلاكية داخل السوق وليس لأسباب أخري لأنه لا توجد حركة تجارة قوية بين مصر ولبنان تستدعي وجود بنك ولكنها جاءت لتربح، ويتفق د. عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لصناديق الاستثمار مع الآراء السابقة، مستبعدا أن تكون انعكاسات الانتخابات النيابية في لبنان من حيث الاستقرار سببا في تحول وجهة الاستثمارات من مصر إلي لبنان. ويوضح خليفة أن مصر هي أكثر الدول الجاذبة للاستثمارات في المنطقة وهي الأكثر استقرارا من الناحية السياسية، بالإضافة إلي أن الاقتصاد المصري الأكثر استقرارا وأثبت ذلك بمروره بسلام من الأزمة المالية العالمية. وقال د. حافظ الغندور المدير العام بالبنك الاهلي المصري إن ما اسفرت عنه نتائج الانتخابات في لبنان سيجعل المناخ اكثر استقرارا، ولكن الاستثمارات لا تتحرك بالسرعة التي تتحرك بها التيارات السياسية. أكد الغندور أن الاستثمارات ستزيد في لبنان ولكن ليس شرطا أن تؤثر علي الاستثمارات داخل مصرمرجعا الزيادة المتوقعة في الاستثمارات المتجهة إلي لبنان إلي فوز "14 آذار" ومعظم اعضائه من رجال الاعمال ولهم علاقات خارجية قوية تساعدهم في جذب الاستثمارات وهذا حدث بالفعل عندما تولي رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري رئاسة الوزراء في لبنان. ويشير الغندور إلي أن زيادة الاستثمارات في لبنان ليس معناه أن نقل في مصر لأن فرض الاستثمار في الوطن العربي كثيرة وأصبحت اكثر جذبا بعد الازمة المالية بدوره، يقلل عادل قابيل مدير عام أول قطاع المخاطر بالبنك المصري الخليجي من فوز قوي 14 آذار بالانتخابات في لبنان. وقال إنه ليس معني ذلك استقرارا سريعا للاوضاع هناك مشيرا إلي أنه مازال هناك مشكلة هي "الثلث المعطل" الخاصة بالنظام السياسي والذي يمنح المعارضة أفضلية في عرقلة أي قرار ترغب الحكومة في تمريره. ويضيف قابيل قائلا إنه حتي لواستقرت الاوضاع في لبنان فلم يحدث تحول للاستثمارات من مصر إلي بيروت لاسباب عديدة منها أن مصر مازالت هي الاكثر جذبا لأي استثمارات سواء عربية أو اجنبية خاصة بعد الازمة المالية وتجنب بعض المستثمرين الاستثمار في امريكا وأوروبا أما السبب الثاني والكلام لقابيل أن مصر الاكثر استقرارا بالاضافة إلي حجم الاستثمارات المتاحة كبير جد من تستطيع لبنان استيعابه فلن يحدث ابدا تحول كبير إلي لبنان. ويؤكد قابيل أن المرحلة القادمة ستشهد زيادة في حجم الاستثمارات الموجهة إلي لبنان ولكن لن نقلل فرص الاستثمارات وجاذبية المناخ الاستثماري داخل مصر.