أنا من عشاق مارينا التي لا يعرفها إلا البسطاء من أفراد الطبقة فوق المتوسطة، لا الطبقة المترفة ولأني أحب مناخ هذا المكان، وأعشق قصة كليوبترا التي أحبت اثنين كل منهما كان قيصرا، لذلك أقضي الوقت من أوائل مايو إلي منتصف أكتوبر بجانب حمام هذه المرأة التي عشقت السلطة والثروة في آن واحد، ومن العجيب أن حمام كليوبترا يقع كمكان فاصل بين أهل الثراء المقيمين في بورتومارينا وبين شاليهات رجال الإدارة العليا في مجتمعات اسسها حسب الله الكفراوي، وواصل اعمارها د. إبراهيم سليمان، وتخلي عنها الوزير أحمد المغربي، خصوصا بعدما أعلن أنه سبق له أن طلب شاليها أو فيلا لنفسه أيام الوزير إبراهيم سليمان، فلم يستطع الحصول عليها، فصار بينه وبين مارينا قطيعة، وترك كل أمورها للمحترم الرقيق الحازم الفريق أحمد شفيق وزير الطيران، والعمل اليومي والأسبوعي والشهري هو من مسئولية المهندس إبراهيم صبري، والودود الدقيق الرقيق. ودعك من حكاية تأجير الشواطئ، وهي مسألة يجب أن يضع لها مجلس الأمناء لمارينا حلا، فليس من المعقول أن تدفع ثمن الشاليه أو الشقة، ثم تدفع لكل فرد في الأسرة ما يقرب من الخمسمائة جنيه كي ترتاح علي شاطئ ما، ولابد من أن تكون الشواطئ عامة، لكل البشر، أو علي الأقل يجب اعداد قدر من الشواطئ يماثل احتياجات كل المقيمين وكل الزوار، فثمانية عشر كيلو متراً هو طول شاطئ مارينا، ويمكن اعداد مساحات منه كشواطئ، لأن الأغلبية من المقيمين صيفا لا يملكون شاليهات علي البحيرات أو في الجزر الصناعية، ولكنهم يسكنون كما يسكن أهل الإسكندرية في منطقة الرمل، يعني بالقرب من البحر ولا يطلون عليه. ولكن لا مفر من أن تعلم أنك في مارينا تعيش أمانا صحيا لائقا، يواصل حاتم الجبلي العناية به، فعن نفسي هاجمتني نوبة من ضغط الدم المرتفع، ولما كنت أتلقي علاجي بالقاهرة عند واحد من أهرام مصر الطبية د. شريف مختار، وواحدة من أولياء الله الصالحات تلميذته د. عالية عبدالفتاح، لذلك كان لابد من الاستعانة بخبرة د. أكرم غباشي مدير المركز الطبي بمارينا، هو رجل أقل ما يوصف به أنه ناعم كالحرير حاد كالسيف يدير الموقع في خدمة الفقراء والأثرياء معا، وقبل أن تسأل: هل هناك فقراء في مارينا؟ سأجيببك ان اجر العامل الزراعي الذي يرعي الحدائق لا يزيد أبدا عن اثني عشر جنيها، وأجر عامل شركة كير سيرفس لا يزيد عن الخمسة عشر جنيها، وهم كثرة غالبة، تفرح هذا العام لمجرد أن رمضان سيأتي في أغسطس، ومعني ذلك أن موائد الرحمن ستجد لهم متسعا، وسيذوقون اللحم أو الفراخ، كما أقسم أحدهم من أنه يري اللحم أو الفراخ أيام رمضان فقط وفي موائد الرحمن. المهم أن د. أكرم غباشي رشح لي أخصائي القلب الذي يعمل هذا الصيف في مركز مارينا الطبي وهو الدكتور أسبري بشاي وهو استشاري القلب بمستشفي المنيرة بالسيدة زينب، والخبثاء من الصحفيين - وأنا من الصحفيين ولست من الخبثاء - لا يكفون عن امتحان الطبيب الذي يكشف عليهم، وأشهد أن الحدس الاكلينيكي الذي يتميز به د. أسبري هو شهادة لاطباء وزارة الصحة بالاحترام، وكلنا نعلم أن أطباء وزارة الصحة قد يكونون من أهل تقدير الامتياز بكليات الطب ولكنهم ليسوا من الأقارب أو المحاسيب لذلك لا يعملون بالتدريس الجامعي، وقد يكونون من أهل تقدير مقبول أو في الطيف المتسع بين "مقبول" و"امتياز"، علي كل حال لم أسأل د. أسبري عن تقديره عندما تخرج، لأني أعلم أن عديدا من أساتذة الطب في الجامعات يمارسون العمل بحكم الوراثة لا بحكم الابداع، ولكني أشهد أن د. أسبري هو واحد من قلة يمكنها أن تعلم طيفا شاسعا من الأطباء الشبان كيف يكونون أطباء أسرة متميزين، أو أطباء رعاية حرجة فوق العادة.