الوضع بالنسبة لفيروس انفلونزا الخنازير مختلف سبق وواجهنا فيروس الانفلونزا الآسيوية "سارس" ثم انفلونزا الطيور، ولم تحدث هذه الضجة وحالة الذعر التي طالت كل شيء بما فيها رحلات العمرة التي طالب البعض بتأجيلها.. والبعض الآخر بإلغائها.. ودعا اصحاب الأراء الوسطية إلي الاعتمار مع الاحتراز. ويختلف الوضع تماما في شركات السياحة التي تؤكد ان الطلب لايزال موجودا علي رحلات العمرة وعدم حدوث أي حالة إلغاء واحدة، ويضعون أيديهم علي قلوبهم خوفا من أي قرار قد يعرضهم لخسائر فادحة. ومع كل الاطراف حول هذه القضية.. كان ذلك التحقيق. هناك أراء تطالب بالتأجيل لفترة بسيطة قد تصل إلي ثلاثة اسابيع مثلما قال د. حاتم الجبلي وزير الصحة وأراء أخري من جانب بعض رجال الدين تطالب بإيقاف تنظيم العمرة هذا العام، ومن بينهم الشيخ علي أبوالحسن مستشار شيخ الازهر لشئون الفتوي الذي كان قد أفتي بجواز تأجيل أداء الحج والعمرة والحد من التجمع في المساجد لمنع انتشار فيروس انفلونزا الخنازير. وقال "لا مانع شرعا من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة إذا حدث ما يضر المسلمين" استنادا إلي القاعدة الفقهية "درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع" واستدل أبوالحسن بقول الرسول صلي الله عليه وسلم "إذا نزل الطاعون في أرض وأنتم خارجها فلا تدخلوها وإذا نزل وأنتم داخلها فلا تخرجوا منها"، مؤكدا انه يمكن تأجيل الحج والعمرة إلي العام المقبل لحين زوال الخطر. وكما يلفت الدكتور بهاء أبوزيد مدير عام مستشفي معهد ناصر إلي ان الموقف الآن بالنسبة لمرض انفلونزا الخنازير مازال آمنا بالنسبة لمصر والسعودية وجميع الدول الاسلامية، لكن هذا لا يمنع الحذر والاحتراس من انتشار الفيروس، خاصة انه ينتقل عن طريق الهواء والرزاز والتقبيل وعدم النظافة والزحام وخلافه. ويوضح د. أبوزيد انه في حالة وصول المرض للدرجة السادسة فيجب ألا نلقي بأنفسنا في التهلكة وفي هذه الحالة يجب إرجاء العمرة لوقت آخر. ونأخذ حذرنا الكافي ولا نجازف بحجة "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" لأن الله سبحانه وتعالي قال: "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة". كما يؤكد د. محمد مصطفي استاذ أمراض الباطنة ان شعائر المسلمين في الصلاة تلزمهم بالوضوء والتطهر خمس مرات يوميا وهذا يعد أهم مبررات الوقاية من مرض انفلونزا الخنازير بجانب عدم التزاحم وعدم الاختلاط والتقبيل، مشيرا إلي انفلونزا الخنازير تنتقل بسرعة مثل انتقال الانفلونزا البشرية بين المواطنين. ويضيف ان المواطنين وصلوا لدرجة من الوعي تجعلهم قادرين علي اتخاذ قرار أداء العمرة في هذا التوقيت أم لا دون النظر إلي اتخاذ قرار رسمي من الدولة، لكن للأسف الشديد معظمنا يفكر بعواطفه وليس بعقله وهذا من الممكن ان يضعنا في أخطار نحن في غني عنها. وعلي الجانب الآخر في قطاع السياحة يشير باسل السيسي عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة إلي ان السلبية الوحيدة التي تحدث الآن هي إثارة البلبلة والمخاوف بين المعتمرين، موضحا انه لم يحدث أي إلغاء للرحلات، وان الاقبال لايزال طبيعيا علي العمرة ولا يزيد الامر عن زيادة استفسارات الناس حول الوضع وماذا يفعلون للاحتياط ضد المرض. ويوضح انه لا صحة لما تردد عن انخفاض الاعداد خلال هذه الفترة وان الوضع الحالي عادي جدا.. في مثل هذين الشهرين من كل عام "مايو. ويونيو"، حيث تقل رحلات العمرة لسبب رئيسي وجوهري.. وهو انهما شهرا امتحانات آخر العام للمراحل التعليمية المختلفة وليس بسبب انفلونزا الخنازير. ويشير السيسي إلي انه في حالة صدور قرار رسمي بتأجيل رحلات العمرة فسيتم دعوة لجنة الازمات بالغرفة لاجتماع طارئ يتم خلاله تحديد مسارات العمل خلال الفترة القادمة، خاصة ان هناك رحلات تم حجزها بالفعل مع شركات الطيران والوكلاء السعوديين المختصين بحجز مساكن المعتمرين بمكة والمدينة. وأوضح انه لابد ان تراعي جميع الجهات المعنية ما يترتب عليه من تداعيات حتي لا يضار أي طرف سواء المعتمر أو شركات السياحة أو الطيران أو الوكيل السعودي والتنسيق مع القنصليات السعودية لمد التأشيرات واتخاذ جميع التدابير بما يضمن تنفيذ الرحلات بمجرد انتهاء فترة التأجيل. حرب منظمة بينما يؤكد اللواء رضا داود المدير العام والعضو المنتدب لاحدي كبري شركات السياحة بقطاع الاعمال العام ان ما يتردد حاليا بخصوص العمرة هو حرب منظمة ومخططات من جهات غير معلومة رغم ان هذا لا يستدعي كل الذعر والرعب الموجود حاليا من جراء مرض انفلونزا الخنازير الذي لم يظهر في أي بلد عربي أو اسلامي حتي الآن. ويشير في نفس الوقت إلي اننا سننفذ ونلتزم بالقرارات الرسمية التي تصدر من الدولة بخصوص هذا الموضوع أما غير ذلك فإننا سنستمر في تنفيذ رحلات العمرة خاصة في ظل وجود طلب علي العمرة في الوقت الحالي.