الكاتب الأمريكي توماس فريدمان حاصل علي جائزة بوليتزر الصحفية لثلاث مرات، وأحد الكتاب الأمريكيين المؤثرين في شئون السياسة الأمريكية الخارجية وخاصة ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وقضايا العولمة. التقت الإعلامية لميس الحديدي مع فريدمان في حوار خاص لبرنامج "اتكلم" بالتليفزيون المصري، وجاء الحوار ساخنا علي خلفية الأوضاع الأمريكية الحالية مع إدارة جديدة تواجه قضايا المنطقة وشاغلها الأول التعامل مع الأزمة المالية العالمية. جاء الحوار ساخنا للغاية حول عدة ملفات علي رأسها عملية السلام والمبادرة العربية والحكومة الاسرائيلية المتطرفة، اضافة إلي الملف النووي الايراني والعلاقات مع سوريا. وفيما يلي أسئلة لميس واجابات توماس فريدمان التي قد يتفق البعض معها أو يختلف، كما قالت له ذلك لميس في بداية الحوار. * كثير من التفاؤل لمجيء إدارة أوباما في العالم العربي، هل هذا التفاؤل له اساس علي الأرض؟ ** أعتقد أنكم علي صواب يا لميس.. وسأقول لكي لماذا أعتقد أننا سنري خلال الاشهر القادمة، إذا لم يشغل الاقتصاد العالمي أوباما ويجعله يركز عليه، هناك أمران مهمان خلال الاشهر الستة القادمة وهما مرتبطان بأصدقائنا في الشرق الأوسط، الأمر الأول هو أن أوباما سيلقي كلمة للعالم العربي والاسلامي في تركيا لمحاولة شرح موقفنا في الماضي وإلي أين تريد أن تأخذنا الادارة الجديدة، أي أنها محاولة لتصفية الأجواء بشكل اساسي بعد السنوات الثماني الماضية. ولا أعتقد أنها ستكون رسالة اعتذار، بل ستركز علي توضيح طريقة التفكير في الماضي وإلي أين سنتوجه في المستقبل. الأمر الثاني، أعتقد أننا سنري اسلوب تفكير جديد بشأن الصراع العربي الإسرائيلي هنا ستكون ثلاث رسائل الأولي لإسرائيل بضرورة تجميد المستوطنات.. الثانية رسالة للسعودية وجامعة الدول العربية، فمبادرة السلام العربية وثيقة مهمة للغاية يمكنها أن تكون اساس المرحلة التالية في عملية السلام، ولكنك لايمكن أن ترسليها لإسرائيل بالفاكس، بل عليكم تسليمها شخصيا، ويجب أن تكون مصحوبة بتقدم، فعلي والانتقال إلي مستوي جديد. الثالثة رسالة للقادة العرب بصورة أعم سواء في مصر أو سوريا أو الخليج أو شمال افريقيا، ستكون هناك رسالة جديدة حول الديمقراطية، نحن ننتظر ونتابع انتخاباتكم وبدون انتخابات لن تكون هناك حرية أو تقدم. وستتضمن الرسالة ايضا أننا نتمني أنه مقابل تعاوننا معكم نريد أن نراكم تتحركون علي المسار السياسي الجماعي. نريد أن نري المزيد من السياسة الجمعية، المزيد من المجموعات المشاركة في السياسة بدءا من المجموعات الاسلامية علي اقصي اليمين حتي المجموعات العلمانية علي اقصي اليسار، نريد أن نري مجموعات نسائية ومنظمات أهلية، نريد رؤية مجتمع مدني يتم بناؤه ونريد أن نكون شركاء معكم، أي أننا لا ننظر إليكم من اعلي، فالدرس الكبير الذي تعلمناه من العراق هو أن الانتخابات لا تخلق مجتمعا مدنيا، فهي انتخابات فقط، وسنري إدارة أمريكية تريد بناء ذلك. إسلام ونتنياهو * دعني أتوقف عند الرسالة لإسرائيل "لا ترسلوها بالفاكس ولكن ارسلوها شخصيا"، ماذا تعني؟ ** أعتقد ذلك لأنني كنت مشتركا في مبادرة السلام من البداية وأؤمن بأنها وثيقة مهمة وتقدم مهم. * يجب أن اذكر أن مبادرة العاهل السعودي افصح عنها لأول مرة من خلال حوار اجراه توم مع الملك عبدالله في جريدة النيويورك تايمز. ..جري هذا الاجتماع مع الملك عبدالله منذ سبع سنوات، وأولا أعتقد أننا في الولاياتالمتحدة لم نقم بالشيء الكافي تجاه هذه المبادرة تحت حكم بوش ولم تقم اسرائيل بالعمل الكافي بشأنها، منذ اعلانها كمبادرة عربية كاملة في قمة بيروت، ونحن الآن بعد سبع سنوات من اعلان المبادرة لايمكننا تفعيلها بمجرد ارسالها مرة أخري. * نتحدث هنا عن زيارة للسعودية؟ ** نعم أود أن أري الملك عبدالله يقول لإسرائيل أريد أن آتي لأصلي في المسجد الأقصي وأعرف أن كل تلك الأمور صعبة لو كانت سهلة لتم تحقيقها من قبل، ولكن إذا لم يذهب إلي إسرائيل يستطيع أن يدعو صحفيين إسرائيليين أو اعضاء البرلمان الإسرائيلي للتحدث معهم ويقدم لهم المبادرة بشكل شخصي، فهذا شيء من شأنه تحفيز العملية بأسرها، واعتقد أن دفع النظام السياسي الإسرائيلي لتجميد المستوطنات سيكون صعبا ولكن علينا القيام بهذا، وعلي الادارة الأمريكية أن تقول لنتنياهو رئيس الوزراء الجديد لن نبدأ بالحديث عن الماضي، لقد فكرنا كثيرا وتركنا المستوطنات تمتد، علينا أن نقوم بترسيم الحدود، وإذا كنا نريد بداية جديدة فعلي إسرائيل البدء من مكان مختلف وكذلك علي جامعة الدول العربية البدء من مكان مختلف ونحن ايضا علينا البدء بموقف مختلف عبر المجتمع المدني.