تكاليف تنظيم دورة لندن الاوليمبية عام 2012 في ارتفاع مستمر بعكس الاسهم المالية في العالم ومحافظ الاستثمار التي تتراجع مما يؤرق المنظمين ويثير حذر اللجنة الاوليمبية الدولية ومنذ حصول العاصمة البريطانية علي شرف التنظيم في 6 يولية 2005 قفزت المقدرة ثلاث مرات من 4.4 مليار يورو الي 12.5 مليار". وفي هذا الاطار يبدو ان "لندن 2012" لن تكون استثناء وعزز هذا الاعتقاد الراسخ الازمة المالية العالمية مما جعل كثر يرددون ان العاصمة البريطانية لا تحتاج الي العاب اوليمبية كي تتجاوز الانكماش الاقتصادي وهو رأي يثير نقاشا مستفيضا علما بأن الاحداث الرياضية الكبري هي في حد ذاتها استثمارات تنموية محزية اذا احسنت ادارتها. ويعتمد ا لمنظمون علي الالعاب وانشطتها الموازية ليطلقوا التمنيات في شرق لندن، مع ما ستوفره من فرص عمل يقدرها رئيس اللجنة المنظمة سباستيان كو بالآلاف "فضلا عن الشقق الجاهزة ومشروعات النقل العام". في المقابل يحصر عمدة لندن بوريس جونسون الزيادة في الموازنة ب"2.9 مليار يورو فقط" جازما ان "العاب لندن 2012 ستكون اصغر من مثيلتها في بكين 2008 واكثر حميمية واقل كلفة وبالتالي سنوفر افضل العاب وفق معادلة الكلفة والنوعية" والتحول المنتظر سيكون في تعديلات ستطال مرافق الدورة، مما يضمن وفرا مقداره 110 ملايين يورو بعد تبديل مواقع مضمار سباقات دراجات الضاحية وميدان الرماية وميدان الفروسية ويبدو ان تمويل ورشة القرية الاوليمبية التي ستحتضن 17 ألف شخص "1.3 مليار يورو" يواجه متاعب أيضا ومبدأ بيع الشقق بعد انتهاء الالعاب علي غرار ما هو شائع في "مدن اوليمبية" يصطدم بتراجع اسعار العقارات علي ضوء الأزمة الاقتصادية وبعدما توقع المنظمون ان ترتفع الاسعار بنسبة 6% وفقا لحركة السوق ها هو ذا التراجع الحاد يقارب ال20% والشركة الاسترالية "لاندليز" التي فازت بمناقصة إدارة المشروع تجد صعوبة في تأمين مستثمرين وممولين. وسعيا الي خفض التكاليف طرحت فكرة خفض عدد الشقق الملحوظة في البناء (1200 شقة) مما يعني تخصيص شقة لكل خمسة رياضيين بدلا من أربعة. والمركز الإعلامي الدولي المقدرة كلفة بنائه ب500 مليون يورو قد يستعاض عنه بانشاءات مؤقتة إلا في حال تعهدت سلسلة المخازن الكبري "سانزبوري" بشرائه لاستخدامه مستودعات لبضائعها وسلعها، علما بأن الاستاد الاوليمبي في ستراتفورد الذي يتسع ل 80 ألف متفرج (650 مليون يورو) لن يبقي علي حاله بعد الالعاب، حيث سيصار إلي بيع مدرجاته العلوية (55 ألف متفرج) لتستقر سعته علي 25 ألف متفرج ويصبح "موقعا مثاليا" للقاءات الدولية في العاب القوي، ربما بدلا من ملعب بايتسهيد، وسبق أن بيعت مقاعد من ملاعب في المانيا كانت مدرجاتها قد وسعت مؤقتا لاستضافة مونديال 2006 لكرة القدم. ومثلا، تم نقل 16 ألف مقعد إلي جزيرة بربادوس التي نظمت كأس العالم للكريكيت.