علي الرغم من قيام الشركات القابضة الحكومية لشراء كميات كبيرة من أسهم الشركات الحكومية التابعة لها خلال الفترة الأخيرة فإن اسهم هذه الشركات مازالت تواصل تراجعها الحاد وتبحث عن منقذ. أعلنت الشركة القابضة المعدنية مؤخرا شراء مليون سهم من أسهم شركة الحديد والصلب المصرية بسعر 13 جنيها وتم تنفيذ الصفقة إلا أن سعر سهم الشركة مازال يواصل تراجعه ويتداول في حدود 10 جنيهات للسهم. يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة القابضة للصناعات الكيماوية ايضا عن رفع مخصصاتها لشراء أسهم الشركات التابعة لها من 380 مليون جنيه الي 420 بنسبة 1% مع ارتفاع جاذبية اسعار الأسهم خلال الفترة الأخيرة. وأكد المهندس عادل الموزي رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية توافر سيولة كبيرة لدي الشركة تمكنها من شراء اسهم الشركات التابعة مشيرا الي ان الشركة رفعت من حصتها في أسهم بعض الشركات التابعة لها خلال الفترة الماضية. واضاف ان الشركة استفادت من الإجراءات الفعالة التي اتخذتها هيئة سوق المال من خلال رفع بعض القيود التي كانت تواجه عمليات شرائها لمزيد من الاسهم خاصة رفع الشرط الملزم للشركة بضرورة التقدم بعرض شراء لكامل الاسهم في البورصة في حال رغبتها في رفع نسبتها علي 33%. وفي نفس الوقت كثفت الشركة القابضة للصناعات الكيماوية مشترياتها في أسهم شركاتها التابعة حيث قامت بزيادة حصتها في الشرقية للدخان والصناعات الكيماوية "باكين" مستفيدة من انخفاض الاسعار وتوافر السيولة حيث تشير الأرقام الي ان القابضة رفعت حصتها في باكين الي 40% والشرقية للدخان من 50% الي 55%، كما دخل للمرة الأولي في هيكل الملكية لأبوقير للأسمدة بنسبة 5.2% حيث قامت الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بشراء 400 ألف سهم من أسهم شركة الشرقية للدخان واشترت 400 الف سهم من اسهم شركة باكين وذلك لدعم أسهم هذه الشركات ورغم ذلك مازالت الأسهم تواصل تراجعها حيث يتداول السهم قرب ال21 جنيها للسهم. ويؤكد مصطفي الاشقر محلل اسواق المال ان الشركات القابضة فشلت في دعم اسهم الشركات التابعة لها فرغم قيامها بعمليات شراء مكثفة فيها خلال الفترة الماضية فإن هذه الاسهم مازالت تحتاج الي دعم من الشركات القابضة وهناك تخوف من استحواذ بعض الاجانب علي حصص في بعض الشركات الحكومية الاستراتيجية وعلي رأسها شركة مصر للألمونيوم التي يتداول سهمها حاليا قرب ال25 جنيها ورغم ذلك فالشركة القابضة لم تتدخل لدعم السهم وكذلك سهم شركة الحديد والصلب المصرية التي مازالت تتداول باسعار متدنية ومن الممكن ان يستحوذ الاجانب علي حصص فيها. ويطالب الاشقر بضرورة استمرار الشركات القابضة بدعم اسهم الشركات التابعة لها والتدخل لشراء كميات اخري من أسهم هذه الشركات. ويضيف ان شركة مصر الجديدة لديها سيولة ضخمة ورغم ذلك لم تعلن عن شراء كميات كبيرة من اسهمها بل أعلنت عن شراء 200 ألف سهم فقط باعت منها 75 ألف سهم وأدي ذلك الي تراجع سهم الشركة الي مستويات لا تصدق فهو يتداول حاليا قرب ال17 جنيها بنسبة تراجع تصل الي 90% من سعر السهم خلال العام الماضي وشركة باكين تتداول حاليا قرب ال21 جنيها وبعض المستثمرين تقدموا العام الماضي بسعر شراء يفوق ال65 جنيها للسهم ورغم ذلك فالأسهم لا تجد من يدعمها ومن كان يريد الاستحواذ عليها ب65 جنيها والحكومة رفضت في وقتها من الممكن ان يستحوذ عليها ب20 جنيها فقط ولذلك فهذه الشركات مطالبة بالاستثمار في أسهمها ومحاولة دعمها.