نعم أكرر ما ذكرته في عمود سابق.. الشعب المصري غاوي يتنصب عليه.. وأزيد.. مع سبق الإصرار والترصد! الحكومة أعلنت بدل المرة مائة أنه لا يوجد أي شركة قائمة لتوظيف الأموال في مصر، وقام الإعلام بكل وسائله بالتوعية بهذه الظاهرة وحذرت الحكومة والإعلام معاً في حملات سابقة المواطنين من التورط في إعطاء أشخاص أموالهم عبر طرق وتدابير تتجاوز أحكام قانون الرقابة علي الأدوات المالية غير المصرفية. ويبدو أن الناس لا تصدق الحكومة "في المطلق" حتي عندما تحذرهم لصالح حماية أموالهم. فالمسئولون دائما ما يعلنون أنه ومنذ إصدار القانون رقم 146 لسنة 1988 في شأن عمل شركات تلقي الأموال، والذي جاء في خضم الكشف عن قضايا شركات توظيف الأموال في الثمانينيات، لم تنشأ أي شركة وفق هذا القانون وإلي حد الآن! البعض يقول إن الشروط الواردة في القانون تعجيزية حيث ينص علي وجوب ألا يقل رأس المال المصدر لشركات تلقي الأموال عن 5 ملايين جنيه مدفوعة بالكامل، ومملوكة جميعا لمصريين وضروة أن تطرح نسبة 50% علي الأقل للاكتتاب العام.. ثم يشترط القانون ألا يجوز تحويل أي مبالغ منها إلي الخارج إلا بموافقة البنك المركزي. ولكني شخصيا أعتقد أن هذه الدعاوي غير صحيحة.. وحتي لو كانت هذه الشروط أكثر مرونة، وكان سعر الفائدة مرتفعا فإن هناك من سيبحث عن فوائد ذات ال 30% وسوف يطمع دائما بعض المصريين في الحصول علي أرباح سهلة، وبدون عرق أو جهد. ومادام الضحية لديه هذه النفسية "الغارقة في الطمع" ويسيل لعابه علي المال خاصة بدون "عرق" فسوف تستمر ظاهرة توظيف الأموال، والنصب علي الناس. والنصاب المحترف الذي يستطيع أن يجمع في مدة قصيرة أكثر من مليار و300 مليون جنيه من أموال المواطنين، قادر دائما علي إغرائهم وابتداع الوسائل لذلك ويظل يصرف لهم فوائد ضخمة لعدة شهور تصل إلي 30% "من دقنه وفتله"، يعني من أصل المبلغ، ويتمادي في جذب "كبار" القوم، من المشاهير، مثل الفنانين ولاعبي الكرة، والشخصيات العامة، لأن المواطن العادي الذي لديه تحويشة العمر من عمل في الخليج، أو مكافأة نهاية الخدمة عند المعاش بعد سنوات طويلة قضاها بعناء ومشقة في مهنته أو وظيفته، يرتاح إلي وجود هؤلاء المشاهير، وقد يشاهدهم بعينيه وهم في زيارة لدي "ذلك النصاب"، فيقرر مع سبق الإصرار والترصد أن يسلمه ماله، وحياته الباقية واستقراره.. وينام قرير العين، لا يخالجه شك في أنه قد يقع ضحية عملية نصب. ويلاحظ ان هؤلاء المواطنين الذين يسلمون "رقبتهم" إلي تلك الشركات الوهمية، لا يسألون سؤالاً مهما، بل غالبا ما يتجنبون طرحه، ويبعدونه عن مخيلتهم حتي إذا زارهم.. وهو هل بالامكان تحقيق هذه الأرباح الخيالية بحسابات السوق؟ ولماذا السماء فجأة، قررت أن تمطر ذهباً؟ ولماذا تمطر عليهم فقط؟ وإذا كانت الإجابة أن الله راض عنهم، والعصا السحرية التي ستحول الرمال إلي فلوس زارتهم لأنهم "أولاد حلال".. فهل هم الوحيدون "الأولاد الحلال" في البلد؟ أعتقد أن البوشي والذي "لهف" 250 مليون دولار علي الأقل، لتوظيفها في البورصة وأسماء يوسف التي "لهفت" 40 مليون جنيه من الصعايدة بدعوي توظيفها في تجارة الحاسبات والسيارات، ونصاب العمرانية الذي استولي علي ما لا يقل علي 200 مليون جنيه.. ونصاب طوخ الذي استولي بدوره علي 300 مليون جنيه.. وغيرها من القضايا التي تم الكشف عنها في الفترة الأخيرة، لا تختلف إطلاقا في السيناريو والاخراج عن بقية قضايا توظيف الأموال في القرن الماضي أو القرن الحادي والعشرين.. والسبب إن طمع المواطن الذي يقدم مدخراته علي طبق من ذهب بكامل إرادته لم يتغير.. و"الطمع يقل ما جمع"! وإذا كنت أستطيع أن اتفهم وقوع جميع هؤلاء المواطنين ضحايا لهذه الشركات، فإني أرفض أن أصدق وجود رجال أعمال من بين الضحايا. لقد سمعت وقرأت ان رجل الأعمال شريف الجبلي الذي أتابع نشاطه الصناعي الناجح منذ عقدين في مجال الأسمدة أعطي مليون بالتمام والكمال للبوشي، ومثله فعله حسن الرشيدي، صاحب مصانع الحلاوة والطحينة، ولم أتخيل، ولن أتخيل أن رجلي صناعة بحجميهما يدركان بديهيات العمل الاقتصادي ويعرفان جيدا أن أي أرباح صناعية لا تتحقق في أي مشروع يبذل فيه الجهد والعرق إلا بعد 3 سنوات علي الأقل، فكيف يقعان ضحية لتوظيف الأموال؟؟ ألم أقل لكم إنهم ضحايا مع سبق الاصرار والترصد! * الحب بمناسبة فالتين، لاحظت أن غالبية من يشتري الزهور والهدايا من محلات الورد والانتيكات هن إناث.. إنه انقلاب في سلوك المصريين فقد كانت المرأة منذ اختراع هذا العيد والهوس به في أوساط الطبقات الوسطي وخاصة العليا هي التي تتلقي الورد والهدايا.. موش مهم.. وكله بزنس!! علي ذكر الحب.. لقد كنت أشعر دائما إني مغمورة بحب أهلي وأخوتي منذ الصغر، فلم أتوقف أبداً عنده، وبدا لي الأمر طبيعي خاصة أن ترتيبي جاء في الوسط وولدت تالية لولدين سبقاني، فجاءت ولادتي اضفاء للسعادة علي عائلتي. ولكن شعرت بأن الحب يغمرني بمثل حب عائلتي وأكثر مؤخرا عندما اختبرني الله في صحتي، وحلت بي تلك الوعكة، لعلها خير.. بل هي خير لأني شعرت أن زملائي وأصدقائي يحبوني في الله، وقد كدت أن أتيقن قبلها أن هذا النوع من الحب انقرض، بعدما تفشي الرياء والنفاق، وعلاقات المصلحة. فشكراً لكم، أصدقائي وزملائي.. وأيضا قرائي الذين بحثتم عني عندما غاب مقالي. فحبكم هو الذي سأعيش به طوال حياتي الباقية وشكراً لوالدتي التي ظلت تدعو لي دائماً دون أن أعرف كنه ذلك "ربنا يحبب فيك خلقه".