عاد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي يدق ابواب السلطة في ايران مرة اخري بعد ان اعلن ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة يونية القادم.. والرئيس خاتمي يقود اتجاها اصلاحيا متوازنا في ايران ولا يخفي رغبته في علاقات متوازنة مع الغرب وقد حاول ذلك كثيرا ولكن غطرسة وجنون الرئيس بوش حال دون ذلك.. ولا شك ان امام خاتمي فرصة كبيرة لكي يعود للسلطة في ايران.. هو رئيس سابق شهدت ايران في عهده فترة استقرار داخلي وكان يقود عملية اصلاح بطيئة لكنها مؤثرة.. كما انه علي المستوي الفكري والسياسي يتمتع بوسطية مميزة.. والرئيس خاتمي يتحدث اللغة العربية بطلاقة ويضع العالم العربي خاصة مصر في مكانة متميزة للغاية.. وهو يؤمن بالحضارة المصرية ويؤكد دائما ضرورة وجود علاقات طيبة بين مصر وايران وحتي الان لم يعلن الرئيس الايراني احمدي نجاد رغبته في الترشيح لفترة رئاسية ثانية وإن كانت امامه بالتاكيد فرصة كبيرة ليحكم ايران خاصة بعد الجولات التي خاضها ضد امريكا والغرب طوال حكم الرئيس بوش.. والواقع ان الغرب خاصة الادارة الامريكية السابقة في عهد بوش قد اضاعت فرصا كثيرة للتقارب مع ايران في عهد خاتمي وربما يعود للسلطة ويمكن ان يكون هناك تقارب بين خاتمي واوباما خاصة ان الاخير اظهر الكثير من التفهم لعلاقات طيبة مع ايران في المستقبل.. كان الرئيس خاتمي قد زار مصر والتقي بالرئيس مبارك واجتمع مع عدد كبير من المثقفين المصريين وتبادل الرأي معهم حول قضايا كثيرة في الفكر والدين.. وهو رجل يتسم بالسماحة والاستنارة ويستطيع ان يدير حوارا يتسم بالصراحة والعمق وقد لمست ذلك في لقاء ضم نخبة من مثقفي مصر في ضيافة كاتبنا الكبير الاستاذ محمد حسنين هيكل.. لم اخف يومها اعجابي الشديد بشخصية خاتمي وان الغرب اضاع فرصة ذهبية للحوار مع رجل يدرك مسئوليات الحكم ويفتح ابوابا كثيرة للخلاف في المواقف دون تزمت او تشدد.. وربما تشهد ايران مع خاتمي فترة جديدة تكون فيها اقرب الي معالجة قضاياتها بروح اكثر عقلانية واتزانا.. المهم الان هل يدخل نجاد المعركة الانتخابية ضد خاتمي ام يكتفي بفترة حكم واحدة.. هذه الاحتمالات تظل مفتوحة حتي موعد الانتخابات في الصيف القادم في ايران.