تباينت آراء الخبراء حول مدي صلاحية تطبيق نظام تسليف الأسهم في الوقت الحالي نظرا لما يمر به السوق من تراجع.. جاء ذلك بعد الإعلان عن تطبيق نظام تسليف الأسهم الشهر القادم.. وعلي الرغم من اتفاق الخبراء علي أهمية النظام وقدرته علي زيادة حجم التداول إلا أن البعض طالب بضرورة وجود توعية وتوضيح للنظام وكيفية التعامل معه أولا لأنه قد يتسبب في خسائر كبيرة للمستثمر غير المحترف.. وفي نفس الوقت أكد البعض أن تطبيقه في الوقت الحالي مناسب فهو لا يتنافي مع تراجع السوق خاصة اننا نحتاج لأدوات جديدة لتشجيع الاستثمار وجذب شريحة جديدة. أشار أحمد العطيفي، مدير البحوث والتطوير بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية إلي أنه من الصعب تطبيق نظام تسليف الأسهم في الوقت الحالي نظرا لعدم وجود ثقافة لدي المستثمرين مما سيؤدي إلي حدوث تخبط كبير في السوق. لذلك علي البورصة أن تقوم بالشرح وتفسير النظام وكيفية التعامل معه ومخاطره أولا.. كما أنه لا يسمح لكل شركات السمسرة بتطبيقه ويجب السماح بتطبيقه للشركات الكبري فقط.. مما يؤثر علي حجم التداول وعلي السوق في وقت به التداول ضعيف.. مشيرا إلي أنه قد يؤدي لخسائر كبيرة في حالة استخدامه بطريقة خاطئة.. لذلك لا يمكن أن يتم تطبيقه بدون توعية مسبقة للمستثمرين. وذكر العطيفي أن نظام تسليف الأسهم له عدة مميزات منها زيادة احجام التداول لأن كل مستثمر سيتعامل وفقا لرؤيته للسوق.. مشيرا إلي أن المستثمر الذي يري أن السوق في اتجاه هبوطي بدلا من خروجه من السوق سيقوم بالبيع أولا ثم شراء نفس الأسهم بأسعار أقل لتحقيق مكاسب.. كما أنه يوجد بعض المستثمرين استثماراتهم طويلة الأجل بدلا من الانتظار، داخل الأسهم لفترة طويلة تقوم بتسليف اسهمها مما يزيد من حركة التداول. ورأي العطيفي أن السوق حاليا غير واضح مما يتسبب في هبوط السوق بشكل أكبر ما لم توجد توعية مناسبة للمستثمرين.. بالإضافة إلي فتح النظام لكل شركات السمسرة حتي لا تتآكل الشركات الصغيرة. وذكر وائل جودة محلل فني وخبير أسواق المال، أن تطبيق نظام تسليف الأسهم كخطوة مقابلة للبيع والشراء في نفس الجلسة له مميزات إيجابية فهو يحد من المضاربة ويساعد علي جذب شريحة جديدة من المستثمرين لأنه لا يعتمد فقط علي صعود السوق بينما يتم التعامل أيضا في أثناء الاتجاه الهبوطي. ولكن أضاف جودة أنه في حالة تطبيقه دون الارتباط بمدة محددة يتسبب في حدوث ضغط علي السوق وعبء كبير عليه. مشيرا إلي أنه قد يتسبب في خسائر كبيرة وغير متوقعة للمستثمر غير المحترف. ورأي هاني حلمي رئيس شركة الشروق لتداول الأوراق المالية، أن نظام تسليف الأسهم يساعد في ايجاد مشتر وسيولة جديدة في السوق. وأضاف أن الوقت الحالي مناسب لتطبيق النظام، لأنه لا يتنافي مع تراجع السوق كما أنه لا يتسبب في هبوط السوق كما يري البعض، بينما البيع الحقيقي هو السبب الرئيسي لهبوط السوق، مشيرا إلي أنه فرصة جيدة للمستثمر لأنه يستفيد من تحرك الأسعار، فهو يعطي فرصة للعميل في التحرك وعدم الثبات. مؤكدا أنه كان من المفترض تطبيقه منذ تطبيق نظام البيع والشراء في نفس الجلسة. وأوضح مصطفي بدرة خبير أسواق المال أن نظام تسليف الأسهم هو من ضمن الأنظمة التي يحتاجها سوق الأوراق المالية. ونحن نحتاج لأدوات جديدة تشجع الاستثمار ولكن رأي بدرة أن الوقت الحالي غير مناسب لتطبيق النظام، لأن هذه الأداة من صعوباتها أنه يتم البيع علي المكشوف وفي ظل أن السوق لا يتحمل وبه مبيعات مكتفة ومع النظام يؤدي لزيادة في البيع وبالتالي يؤثر علي السوق بالسلب. ولذلك من المفترض أن يطبق في أوقات ارتفاع السوق مثلما في بداية عام 2008. بالإضافة أنه حاليا لا توجد المنظومة لإدارة النظام مثل البنوك والشركات والمتعاملين. كما طالب بأهمية التوعية الجيدة للمتعاملين حتي تصبح الأمور مستقرة. كما رأي أهمية ألا تطبق علي كل الأسهم خاصة الأسهم الكبيرة حتي لا يكون لها وزن كبير في السوق وتحدث تأثيرا مضاعفا. وذكر محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية أن نظام تسليف الأسهم جزء من نظام البيع علي المكشوف وهو يتيح للمستثمر بيع أسهم لا يملكها علي أن يعاود شراءها مرة أخري خلال فترة محددة كي يستفيد من تحركات الأسعار في السوق صعودا وهبوطا. مشيرا إلي أن هذا النظام يساعد في إيجاد سيولة جديدة ويزيد من حجم التداول. بالإضافة أنه يعطي فرصة للمستثمر لتحقيق أرباح من خلال رؤيته للسوق واتجاه الاسعار ولكن مخاطره تكون عن طريق ارتفاع السهم لذلك لابد للمتعاملين في هذا النظام أن تكون لديهم خبرة ومعرفة بالسوق واتجاهاته ورأي الصهرجتي ضرورة ان توجد توعية ومعرفة للمستثمرين بمزايا النظام ومخاطرة وكيفية استخدامه ونصح ان يتم استخدام نظام تسليف الأسهم بحذر فهوه يضر السوق الا في حالة سوء استخدامه. واوضح مصطفي الاشقر محلل مالي ان نظام تسليف الاسهم يعد من أدوات التحوط التي يتم بها التحوط من مخاطر اسواق المال، مشيرا أن تطبيقه في السوق المصري حاليا مناسب جدا لان السوق حاليا يمر بمرحلة عرضية بعد الانهيارات الكبيرة وبسرعة كبيرة ووصول الاسهم لاقل من 75% من اعلي نقطة، مشيرا أن المرحلة الحالية غالبا تكون مرحلة تجميعية وانتقالية لدورة جديدة. مما يجعل الوقت الحالي افضل وقت لتطبيق آلية جديدة في السوق المصري مطبقة عالميا، وذكر الاشقر ان نظام تسليف الأسهم يتمتع بعده فوائد منها عمل نوع من الالتزام مع أداة البيع والشراء في نفس الجلسة كما يزيد من معدل الدوران وحجم التداول في السوق المصري مما يفيد شركات الوساطة المالية وهي أحد الافرع التي يقوم عليها السوق بالاضافة إلي هذا الوقت مناسب لاكتمال منظومة السوق المصري وفقا للمعايير الدولية، وتطبيق هذه الآلية مع تطبيق نظام صندوق الموشر وفي ظل ان هذه الأداة ستطبق مبدئياً علي أسهم معينة وليس السوق ككل وستكون هذه الأسهم غالبا قريبة من أسهم المؤشر مما يحدث اتزانا لأسهم المؤشر ولكن ينصح الاشقر هيئة سوق المال والبورصة قبل التعامل بهذه الآلية الا تكون كمية تسليف الأسهم للشركات الموجودة مثيلتها في نظام البيع والشراء أي يكون نصف عددها وعلي شركات الوساطة أن تختار العميل جيدا قبل استخدام هذه الآلية. كما يتطلب من المستثمر في سوق الأوراق المالية ان يعلم جيدا بكيفية تطبيق النظام ومخاطره ويأخذ بضرورة استخدام ادوات المستثمر الناجحة باستخدام التحليل المالي والفني وكيفية تطبيق الادوات المالية والتدريب جيدا قبل تطبيقه لخطورته العالية.