بعد ان بدأ سوق العقارات في الانخفاض نهاية عام 2007 بسبب ازمة الرهن العقاري بالولايات المتحدة لم يعد يستعصي علي الكثيرين قراءة ما سيؤول إليه الوضع بالنسبة لهذا السوق في بريطانيا خلال 2008. واشارت صحيفة تلجراف إلي توقعات الاقتصاديين بداية عام 2008 الي انخفاض اسعار المساكن بنحو 5% في بريطانيا علي أكثر تقدير خلال العام، وقالت ان اسعار المساكن انخفضت بنسبة اكبر بكثير من تلك التوقعات إلي 14% ليكون هذا الانخفاض هو الأكبر منذ انهيار السوق بداية تسعينيات القرن الماضي. وكان محافظ بنك انجلترا ميرفن كنج اكد استحالة التنبؤ بأسعار المنازل. لكن رئيس بنك باركليز جون فاليري توقع انخفاض اسعار المساكن بنسبة 15% عام 2008 لتصل الخسارة في عامين إلي نحو 30% اما مؤسسة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني فتوقعت انخفاض الاسعار بنسبة 20% من جانبه احجم مجلس بنوك الاقراض العقاري، وهو احدي الجهات التي اصدرت توقعات متفائلة لعام ،2008 عن اصدار أي توقعات لعام 2009 لاسباب غير معروفة قد تكون بسبب عدم ثقته في التوقعات او جراء من يعانيه السوق من وضع سييء. وتقول تلجراف ان سوء الوضع بسوق العقارات يعود إلي سببين رئيسيين الاول ان السوق ينخفض بسرعة كبيرة بحيث يحجم المستثمرون عن الانفاق، كما ان ارتفاع معدل البطالة يدفع الأسر إلي بيع المنازل بعد فقدان الوظائف والتخلف عن تسديد القروض العقارية. اضافة إلي ذلك فإن اسعار المنازل كانت أعلي من قيمتها الحقيقة، ولا غرابة في انخفاض الطلب عليها وتوقعت الصحيفة انخفاض الطلب في سوق المساكن بالستة أشهر الاولي من عام 2009 بينما يرتفع معدل البطالة لكن يبقي احتمال تحسن سوق الاقراض العقاري خلال هذه الفترة مع احتمالات خفض بنك انجلترا للفائدة وقد تنخفض اسعار العقارات بنسبة لا تقل عن 10% حسب توقعات تلجراف التي قالت انه في حال مضاعفة الحكومة جهودها لتوفير السيولة لقطاع القروض العقارية وخفض سعر الفائدة فإن سوق العقارات قد يبدأ في التعافي عام 2010 لكن الاسعار لن ترتفع بشكل كبير لعدة سنوات.