مع استمرار تراجع الجنيه الاسترليني تجاه اليورو يزداد الجدل في بريطانيا حول انضمامها إلي منطقة العملة الأوروبية المشتركة فوزير الاقتصاد البريطاني ماندلسون يري امكانية الانضمام واردة علي المدي الطويل لكن تراجع العملة البريطانية إلي أدني مستوياتها مقابل اليورو منذ اعتماد الاخير كعملة أوروبية مشتركة عام ،1999 فقد هبط سعر الجنيه إلي أقل من 1.12 يورو خلال الايام القليلة الماضية مقابل 1.40 يورو قبل سنتين، وفي عدد من البنوك يعرض الجنيه للبيع مقابل يورو وهو ما يؤكد ان هذه الفترة هي الافضل لكي تبدأ بريطانيا في اعتماد اليورو كعملة رئيسية للبلاد. ويتوقع المراقبون مع تراجع سعر الجنيه تجاه العملة الأوروبية احتدام الجدل مجددا حول اعتماد بريطانيا للعملة الأوروبية فالخبير الاقتصادي فيل هوتون احد الاقتصاديين القلائل المؤيدين لليورو يري بأن العملة الأوروبية لا تحظي بتأييد غالبية البريطانيين إذ لاتزال أكثر من نصفهم ضدها أما الحكومة البريطانية فقد وعدت سابقا بطرح الموضوع للاستفتاء غير ان هوتون يري في تصريح له في صحيفة التايمز ان الامر لا ينبغي ان يقتصر علي الاستفتاء وحسب بل علي التوعية الناس بأهمية دخول منطقة اليورو قبل ذلك. وتشير الصحيفة الي انه عندما دخل اليورو في التداول كان البريطانيون يطلقون عليه تسمية "عملة التواليت" للتدليل علي استخفافهم به غير ان هذه التسمية نادرا ما تسمع اليوم، لكن البريطانيين لايزالون يرون في عملتهم رمزا للاستقلال والخصوصية، حتي رئيس الوزراء البريطاني جولدن براون فإنه لايزال ملتزما بعدم طرح النقاش حول اليورو امام الرأي العام رغم ان البريطانيين يقومون بذلك بشكل متزايد. ولكن عندما صرح رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه باروسو مؤخرا بأن البريطانيين أقرب إلي اليورو من أي وقت مضي اتخذت الصحف البريطانية موقفا سلبيا من أقواله، أما رد فعل وزير الاقتصاد البريطاني بيتر ماندلسون فكان متوازنا إذ قال: "إن اعتماد اليورو غير وارد في الوقت الحاضر غير انني اعتبر ذلك واردا علي المدي الطويل". الخبير هوتون يعتقد بأن ايجابيات اعتماد اليورو كعملة لبريطانيا أكثر من سلبيات اعتماده، صحيح ان اكثرية البريطانيين لاتزال تعارض اليورو غير أن رأي الكثيرين سيتغير مع استمرار تراجع العملة البريطانية.