بدأ البرلمان بمجلسيه الشعب والشوري دورة انعقاد جديدة أمس وبخلاف ما يتم في الجلسات الاجرائية من انتخاب رئيس مجلس الشعب ونائبيه ورؤساء اللجان فقد سيطرت علي مناقشات المجلسين الأزمة المالية العالمية إلي جانب ما تعرض له مجلس الشوري من حريق خلال فترة الاجازة البرلمانية. شهد مجلس الشعب في جلسته اعادة انتخاب الدكتور أحمد فتحي سرور رئيساً للمجلس للعام ال 19 مسجلاً بذلك رقما قياسيا في تاريخ المجلس وحصل علي 335 صوتا من اجمالي 337 صوتا هم أعضاء الحزب الوطني الحاضرين بعد مقاطعة نواب المعارضة والاخوان، كما فاز بمنصب الوكيلين عبد العزيز مصطفي والدكتورة زينب رضوان واستمر رؤساء اللجان كما هم حيث احتفظ أحمد عز برئاسة لجنة الخطة والموازنة ومحمد أبو العينين بالصناعة وطارق طلعت مصطفي بالاسكان وحمدي الطحان بالنقل والدكتور مصطفي السعيد بالاقتصادية. ووجه الدكتور سرور كلمة شكر فيها نواب الحزب الوطني وقال ان الصيف الماضي شهد احداثا جسيمة علي رأسها ما أصاب مبني مجلسي الشعب والشوري من حريق ثم حريق المسرح القومي علاوة علي انهيار صخرة الدويقة وأخيراً اندلاع الازمة المالية العالمية. وأشار الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية للازمة المالية العالمية واجراءات الحكومة في تفعيل دور البنك المركزي وقال انه لاشك لديه ان المجلس سوف يناقش هذه الأزمة بتوسع. وفي مجلس الشوري هنأ صفوت الشريف رئيس المجلس جميع الاعضاء علي الانجاز الذي تم منذ حريق مبني الشوري وانهم يجتمعون مرة اخري في نفس مكانهم التاريخي. وقال الشريف اننا سنتعامل مع نتائج التحقيق وما يسفر عنه بكل الحزم ردعا وتصحيحا وتصويبا.. لن نفرط في مسئوليتنا. ووجه الشريف الشكر لاعضاء المجلس أغلبية ومعارضة ومستقلين لمساندتهم بالجهد والمال لاقامة مبني ملحق جديد علي مستوي عال سابق التجهيز مع تأثيثه وقال الشريف ومن حق مجموعة شركات "النساجون الشرقيون" ان اوجه لهم الشكر والتقدير كما أوجه الشكر إلي شركة المقاولون العرب برئاسة المهندس ابراهيم محلب التي قبلت التحدي مع الزمن ومواصلة العمل ليلا ونهارا. أوضح الشريف ان الدورة البرلمانية تبدأ واقتصاد العالم يشهد ظلال سحابة سوداء وريحا عاتية يتعرض لها العالم كله وعلي وجه الخصوص الدول المتقدمة من ازمة مالية ومصرفية صنعتها الدول الغنية بسياسات مالية وبنكية داخلية غير منضبطة وبإنفاق لسياسات متخبطة وتقديرات موقف غير موفقة لتغطية عمليات عسكرية ضخمة في العراق وافغانستان وغيرهما مما اطاح باستقرار بورصات وبيوت مالية عملاقة. واكد الشريف ان الخبراء اكدوا ان الازمة سوف تترك آثارها البعيدة علي اقتصادات هذه الدول وغيرها من دول العالم المتقدمة والنامية دون استثناء الامر الذي سوف يعرض الاقتصاد العالمي لموجات متتالية من الانكماش والركود والكساد. قال الشريف علينا ان نتعامل مع هذه الازمة بقراءة صحيحة بعيداً عن التهوين او التهويل لاحتواء انعكاساتها علي الاقتصاد المصري وعلي مستوي معيشة المواطنين. اشار الشريف الي انه عهد إلي لجنة الشئون المالية والاقتصادية ولجنة الانتاج الصناعي باعداد تقرير في شأن طلب مناقشة حول الازمة المالية العالمية ومدي تأثيرها علي الاقتصاد المصري وموقف الصناعة المصرية في مواجهة هذه الازمة لاستيضاح سياسة الحكومة حولها لمناقشته داخل القاعة بحضور عدد من الوزراء المعنيين والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الذي غاب عن جلستي المجلسين لأول مرة لوجوده في موسكو.