أعلن بنك عودة اللبناني والمجموعة المالية هيرميس في بيان صدر أمس انهما أوقفا محادثات الاندماج بينهما وقال البنكان إن المفاوضات توقفت علي ضوء الظروف الراهنة في السوق المالية. ولم يوضح البيان أي تفاصيل أخري كما لم يوضح مدي توقف المحادثات أواي تفاصيل عما وصلت إليه مفاوضات الإندماج بين المؤسستين التي استمرت منذ مارس الماضي. من جانبها أكدت المجموعة المالية - هيرميس أمس أنه لا نية لديها لبيع حصة الأقلية التي تملكها في بنك عودة اللبناني "في الوقت الحالي" و"تملك هيرميس حصة تبلغ 23% في بنك عودة". وتصدر سهم "هيرميس القابضة" الأسهم القيادية أمس بتراجع قدره 01.6% ليصل إلي 25.24 جنيه ويتزامن ذلك عقب إعلان المجموعة "المالية هيرميس القابضة" و"بنك عودة" ايقاف الاندماج. كما سجلت المجموعة المالية هيرميس من قبل خسائر بلغت نسبتها 19.6% بسبب الضبابية في الاندماج بين بنك عودة اللبناني وهيرميس وعدم الإفصاح عن اتجاهات صفقة الإندماج. وكانت المفاوضات بين الجانبين قد توقف من قبل بسبب أحداث العنف الأخير في لبنان وهو الأمر الذي جعل الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس ياسر الملواني يسارع إلي توضيح الأمر مؤكدا أن الاندماج مع بنك عودة اللبناني أمر محوري لخطط هيرميس التوسعية لافتا إلي أن أعمال العنف التي وقعت مؤخراً في لبنان عطلت هذا الاندماج. وكان من المقرر أن ينبثق عن الدمج بين المجموعة المالية هيرميس وبنك عودة كياناً اقتصادي عملاق سيظهر في المنطقة لضخامة قدراتهما. وكانت المفاوضات قد بدأت في مارس الماضي وتوقفت في مايو إثر الأحداث اللبنانية الأخيرة، لكنها استؤنفت من جديد، منذ نحو شهر، وخاصة أن مجموعة هيرميس المصرية تملك نحو 23% من أسهم بنك عودة وكان الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية المصرية ياسر الملواني قد أوضح في وقت سابق أن الإندماج مع بنك عودة اللبناني يعتبر أمرا محوريا لخطط هيرميس التوسعية، لافتاً إلي أن المجموعة لا تزال تسعي وراء المفهوم المصرفي العالمي، واندماج عودة والمجموعة المالية هيرميس يحقق ذلك. وفي حالة عدم اتمام الاتفاق فإن هيرميس قد تحتفظ بحصتها في بنك عودة أو تطرحها للبيع، وهي تبلغ نحو 680 مليون دولار بحساب سعر السوق لسهم عودة البالغ نحو 92 دولارا، ويشار إلي أن هيرميس كانت قد اشترت حصتها في بنك عودة بسعر 70 دولارا للسهم. وتقدر قيمة سهم بنك عودة اللبناني وفق تقييم مصرف "جي. بي. مورجان" الأمريكي في وقت سابق ما بين 90 دولاراً و 115 دولاراً، أما قيمة سهم هيرميس فيقدرها المصرف الأمريكي بين 9.5 دولار و11.5 دولار، أي أن قيمة سهم عودة تعادل نحو عشرة أضعاف قيمة سهم هيرميس. وإذا كان النقاش يدور علي قيمة الأسهم في الدمج، فإن مجموعة عودة ستملك 10 أسهم في الشركة القابضة الأم التي ستنشأ في دبي مقابل كل سهم لشركة هيرمس، وبعد تنفيذ العملية التي يبلغ حجم أموالها الخاصة 3.7 مليار دولار، وسترتفع إلي 4.7 مليار كنتيجة طبيعية لرفع رأسمال مجموعة عودة بحدود المليار دولار، تصبح الشركة الجديدة في المرتبة الثالثة علي لائحة أكبر المصارف العربية. وكان مصرف لبنان قد أعطي موافقته المبدئية علي عملية التجميع، مشترطاً الحصول علي موافقته علي كل مرحلة من مراحل التنفيذ، التي ستخضع بدورها إلي شروط تكفل أن تستمر القرارات الأساسية لمجموعة عودة سرادار تحت إشراف السلطة النقدية اللبنانية، وذلك حرصاً منه علي الحفاظ علي أموال المودعين في أكبر مصرف لبناني. وتتوزع ملكية أسهم مجموعة عودة -سرادار علي النحو الآتي: 30% لمجموعة دويتشه - بنك نيويورك، مقابل شهادات إيداع عمومية مملوكة من الجمهور و23% لمجموعة هيرميس المصرية و7% لعائلة عودة و7% لعائلة سرادار و5.6% لعائلة الحميضي الكويتية و5.7% لآل الصباح و5.3% للشيخ دياب بن زايد آل نهيان من الإمارات العربية المتحدة و15.5% لباقي المساهمين الأفراد. ويقول محللون أنه إذا ما اتفق الطرفان عودة هيرميس فإنه كان من المخطط تأسيس ثلاث شركات قابضة، الأولي لبنانية وتملك أسهم مجموعة عودة سرادار، والثانية في دبي وتملك أسهم مجموعة هيرميس المصرية، أما الثالثة فتكون الشركة القابضة الأم للشركتين القابضتين ومقرها في دبي.