توالت ردود الفعل الدولية علي قرار سبعة بنوك مركزية عالمية بينها الاحتياطي الفيدرالي الامريكي "المركزي الامريكي" والبنك المركزي الاوروبي، تخفيض معدلات فائدتها الرئيسية في مواجهة تفاقم الأزمة المالية العالمية غير ان هذه الخطوة لم تتمكن من ايقاف التدهور في البورصات بالعالم التي واصلت انحدارها. وسارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي، إلي ابداء ارتياحه لمبادرة البنوك المركزية معتبرا انها قرار "مهم جدا" . فيما رأت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أن القرار قد يساعد في "اعادة الثقة". كما رحب البيت الابيض بجهود البنوك المركزية المنسقة، معتبرا انها "مهمة ومفيدة". في المقابل رأي متعاملون بالسوق ان مبادرة البنوك المركزية مهمة، لكنها ليست كافية، وقال الخبير الاستراتيجي في تداول الاسهم في مصرف بادر بنك في فرانكفورت روبرت هالفرت، انه يتعين علي البنوك المركزية خفض معدلات فائدتها اكثر، "لقد اهدرنا الكثير من الوقت". فيما قال سليفان برواييه من مصرف الاعمال ناتيكسيس إن تأثير هذا التخفيض بمعدلات الفائدة لن يظهر قبل سنة علي الاستثمارات، معتبرا ان الاجراء سيكون له "تأثير نفسي". وإلي جانب البنك المركزي الاوروبي والاحتياطي الفيدرالي الامريكي، اعلنت البنوك المركزية في كل من السويد وبريطانيا وكندا وسويسرا والصين، تخفيض معدلات فائدتها نصف نقطة. واتخذت هذه البنوك القرار بالتشاور وبشكل غير متوقع، ويعود آخر تحرك مماثل منسق إلي عام ،2001 بعد هجمات 11 سبتمبر، غير ان الخطوة التي اتخذت آنذاك كانت اقل حجما. ولم تدم ردة الفعل الايجابية علي قرار التخفيض سوي ساعتين حيث انتعشت البورصات العالمية وارتفع سعر اليورو، قبل ان يعود التشاؤم ليسيطر علي اداء الاسواق المالية، وتغلق البورصات الاوروبية علي تراجع كبير، يتراوح بين 5 6%. وأقفلت بورصة باريس مسجلة تراجعا اضافيا إذ انخفض مؤشر كاك بنسبة 6.39%، كما اقفل مؤشر داكس في فرانكفورت بتراجع 5.88%، واقفلت بورصة لندن مسجلة تراجعا كبيرا بمؤشر فوتسي بنسبة 5.18%، كما فتحت اسواق وول ستريت الامريكية علي تراجع يفوق 2%. وكانت الاسواق الآسيوية قد اغلقت بدورها علي انخفاضات كبيرة. وفي سياق المساعي الدولية لتخطي الازمة المالية كشفت بريطانيا عن خطة بخمسين مليار جنيه استرليني (87.84 مليار دولار) لضخها في نظامها المصرفي، تهدف إلي توافر السيولة علي المدي القصير للبنوك للمحافظة علي سهولة الاقراض. وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اثناء اعلانه عن الخطة التي ستؤدي إلي تأميم اكبر ثمانية بنوك بريطانية بشكل جزئي "إن الاوقات الاستثنائية تستدعي اتخاذ حلول جريئة"، وبموجب الخطة ستضخ بريطانيا رءوس اموال جديدة في البنوك علي هيئة اسهم ممتازة أو ادوات مماثلة. كما ستخصص الحكومة مبلغ 200 مليار جنيه علي شكل قروض قصيرة الأمد، و200 مليار جنيه لضمان القروض بين البنوك. وقال وزير المالية البريطاني اليستر دارلينج إنه يأمل في ان تساعد الخطة علي تعزيز عمليات الاقراض واستعادة الثقة.