في أمريكا يطلقون الآن علي فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا وحاكمها الفعلي اسم فلاديمير بونابرت إشارة إلي أنه يريد الحروب والتوسع في أوروبا مثل نابليون بونابرت ويطالبون بوقف غزوته في جورجيا ومنع الاعتراف بجمهوريتين أوستيا وابخازيا ويعتبر انهما لايزالان جزءا من جورجيا. ويقولون أيضا إذا لم يوقف بونابرت الجديد فإن عينه الآن بعد جورجيا علي اوكرانيا وربما دول البلطيق الثلاث. ويطالبون حلف الأطلسي بأن يتخذ خطوة جديدة ضد روسيا ولكن بوتين لا يأبه بما يقال فهو يعرف ان وزراء خارجية حلف الأطلسي لن يجتمعوا إلا في ديسمبر القادم بعد أن يكون جورج بوش قد رحل عن البيت الأبيض وأعلن انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد. وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات كثيرة ضد بوتين باعتبار أن حربه في جورجيا التي توقفت دون انسحابه من أراضيها إذا لم توقف ويتخذ موقف موحد ضده فإن بوتين سيتوسع ولن يتوقف. وبوتين يعرف أن كلا من فرنسا وألمانيا وايطاليا لا تريد اتخاذ موقف عنيف ضد روسيا التي لا تأبه بمقاطعة اقتصادية لها فإن الدول الثلاث الأوروبية تعرف ان لها علاقات استراتيجية بموسكو التي تمدها بالطاقة. وفي الوقت نفسه يدرك بوتين ان حلف الأطلسي أصبح يضم 24 دولة بعضها من الكتلة الشرقية التي كانت في يوم من الأيام جزءا من الاتحاد السوفيتي كما ان هناك 7 دول تريد الانضمام إلي الحلف منها البانيا واوكرانيا وجورجيا وكرواتيا التي كانت تتبع موسكو أيام الحرب الباردة. وبوتين ورئيس جمهورية روسيا يعلنان أنهما لا يأبهان بعودة الحرب الباردة بين الشرق والغرب كما كان الأمر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والزعيمان يعرفان ان الغرب لن يتوحد ضد روسيا لأسباب كثيرة الطاقة الروسية احدها ولكن العامل الأهم أن بوش في طريقه للرحيل وأن جورجيا لا تهم دول أوروبا سواء بقيت مستقلة أو انضمت لحلف الأطلسي أو عادت إلي حظيرة موسكو فهي مجرد ممر للبترول الروسي إلي أوروبا الغربية. ولكن الإنسان يتوقف أمام شراسة الحملة المعنوية ضد غزو الروس لأوكرانيا ويعتبرون ذلك حربا توسعية وعدوانا اثما بينما عارضت بعض دول أوروبا غزو العراق ولكن بطريقة لينة لأن أمر دول الشرق الأوسط لا يعني أوروبا إلا بقدر حاجتها للبترول فحسب أما شعوب الشرق الأوسط فهي كم مهمل بالنسبة لأوروبا!