صناعة التعبئة والتغليف من الصناعات المهمة والمربحة التي يمكن من خلالها تحقيق عائد اقتصادي كبير وبتكلفة معتدلة، كما أن لها اهمية اقتصادية كبيرة حيث تعتمد عليها معظم الصناعات القائمة سواء علي مستوي التصنيع المحلي أو التصدير، فالشكل الخارجي للسلعة يساعد في جذب المستهلك بجانب جودة المنتج إلي جانب أهمية هذه الصناعة في الحفاظ علي السلع التي تحتاج الي طرق تخزين معينة وجودة العبوات هي المتحكم الرئيسي في الحفاظ علي مثل هذه المنتجات. هذه الصناعة هذه تواجه مشاكل عديدة مؤخرا ويأتي علي رأسها ارتفاع اسعار المواد الخام وخاصة مادة البولي ايثلين التي تستخدم في صناعة عبوات البلاستيك بالاضافة الي ارتفاع اسعار الورق عالمياً وهو ما يمثل عبئا اضافيا علي اصحاب المصانع خاصة إذا ما علمنا ان التعبئة والتغليف تستحوذ فيما بين 30 و 50% من تكاليف الانتاج. يشير جورج فلتس - رئيس مجلس إدارة مجموعة فلتس جروب للصناعات البلاستيكية إلي أن اساس التصدير يعتمد علي صناعة التعبئة والتغليف لانها الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها المحافظة علي جودة المنتج لفترات طويلة والدليل علي ذلك وضع مصر مؤخرا علي خريطة الدول المصدرة للزيتون، حيث قمنا منذ 4 سنوات بتصنيع برميل صالح لتصدير المواد الغذائية وخاصة الزيتون ويتناسب مع شروط الدول الاوروبية، مضيفا ان المستورد الخارجي يشترط المحافظة علي سلعته بحيث تظل في أمان مع ضمان عدم حدوث تلف للكونتينر أو المركب الذي يحمل البضاعة لان حدوث أي خطأ قد يعرضه لخسائر ضخمة يصعب تعويضها. ويوضح فلتس أن الحكومة تقدم دعما لهذه الصناعة ولكن الامر يحتاج إلي المزيد حيث حصلنا علي حماية لمدة عشر سنوات لتصنيع برميل خاص بحفظ المواد الغذائية مثل الخرشوف ولب الخضار والفاكهة والطماطم والزيتون، منوهاً أن البراميل الخاصة بحفظ هذه المنتجات تشترط صناعته بدقة حتي يستطيع تخزين كميات كبيرة داخله بالإضافة الي امكانية حمل برميل فوق الآخر حتي يتمكن المستورد من توفير قيمة الشحن. ويضيف فلتس: قمنا بتصنيع برميل وزن 230 لترا بالاضافة الي تصنيع جميع الاحتياطات اللازمة للوصول بالمنتج إلي بر الأمان حيث قمنا بعمل بلف تهوية في البرميل حتي يمكن تخفيض درجة الحرارة التي تصل إلي 90 درجة مئوية. موضحا ان القيمة الاساسية لمواد التعبئة والتغليف تتضح في المنتجات التي يتم تصديرها نصف تصنيع حيث يطلبها بعض المستوردين كمادة خام ويقومون بإعادة تصنيع المنتج وتعبئته مرة اخري في نفس العبوات وهو ما يعني توفيرا في الميزانية. وينوه فلتس الي وجود مشاكل عديدة بدأت تظهر مؤخراً في هذا القطاع وأهمها الزيادة المطردة في سعر الخامات خاصة مادة البولي ايثلين، مشيرا إلي أن سعر هذه الخامة كان يصل إلي 3 آلاف جنيه منذ خمس سنوات تقريباً ووصل الآن الي 11 ألف جنيه موضحا ان هذه الازمة بدأت تؤثر علي مستوي الصناعة المحلية والكميات التي كان يتم تصديرها حيث شهد العام الماضي بعد ظاهرة ارتفاع الاسعار اتجاه العميل الايطالي إلي الارجنتين، مشيرا إلي أن المستورد الخارجي لدية تكاليف واعباء عديدة منها الشحن والتأمين والعمالة وإذا لم يتم تحقيق التوازن في الاسعار بحيث يتمكن المستورد من تحقيق نسبة أرباح معقولة فسوف يلجأ الي الاستيراد من دول اخري ويكشف فلتس قيام معظم المصانع المنتجة بشراء الخامات بأسعار مرتفعة ويقول: اضطررنا لتقليل نسبة المكاسب التي كان يتم تحقيقها مسبقا وحتي نتمكن من الاستمرار في السوق وهو الامر الذي يحتاج الي تدخل الدولة وتقديم دعم تصدير لصناعة التعبئة والتغليف وليس لصاحب المنتج فقط. أما وليد هلال - رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية - فيؤكد ان صناعة التعبئة والتغليف تتمتع بدعم الدولة حيث يتم منحها دعم صادرات خاصة انها من اكبر القطاعات الصناعية القائمة حاليا ويتم عن طريقها انتاج عبوات خاصة بمجالات وقطاعات وسلع عديدة منها الادوية والمنظفات والمبيدات وصناعة التجميل، بالاضافة الي التغليف وزجاجات المياه مشيراً إلي أن الفترة الماضية شهدت ارتفاع اسعار الخامات التي تستخدم في هذه الصناعة والتي يتم استيرادها من الخارج، الامر الذي دعانا الي اللجوء لوزير البترول حيث طالبناه بضرورة النظر في اسعار الخامات ال BBC.