رغم الارتفاع الذي شهدته البورصة المصرية الاسبوع الماضي فإن الترقب لا يزال السمة المميزة لغالبية المتعاملين. ويتوقع المحللون الماليون استمرار حالة الهدوء في التداولات خلال الفترة المقبلة والتي ستنعكس علي حركة الاسهم حتي يستعيد السوق ثقة المستثمرين تدريجيا. واكدوا أن السوق يحتاج لفترة من الوقت حتي يستطيع تحديد اتجاهه مشيرين الي أنه في حالة حدوث هبوط مرة أخري لن يكون بنفس حدة الفترة الماضية . اكتتابات أشار خالد عبد السلام المدير التنفيذي بشركة الشروق لتداول الأوراق المالية الي أن السيولة موجودة بالسوق ولكنها لا تظهر الا في اوقات الارتفاع حيث يدور حجم التداول حاليا حول مليار جنيه مقارنة بنحو ثلاثة مليارات جنيه في بداية العام الحالي و هذة الظاهرة ترجع بالاساس الي سببين الاول حجم الاموال الجديدة التي تتدفق الي السوق في الاكتتابات. واتفق ايهاب فتحي محلل مالي مع الرأي السابق مؤكدا أن السيولة موجودة في السوق لكن لاشك إنها انخفضت عن ذي قبل وذلك نتيجة كثرة الاكتتابات وزيادة رؤوس أموال الشركات بالاضافة الي خوف صغار المستثمرين من المخاطرة بها في مثل اوضاع السوق الحالية. واكد علي ضرورة عودة المؤسسات للشراء بقوة خاصة حتي تعود ثقة المستثمرين في السوق. ونبه إلي أن أسعار الاسهم المصرية لا تزال رخيصة للغاية من حيث مضاعفات الربحية مقارنة بنظيراتها في الاسواق الخليجية خاصة بعد الهبوط الاخير الذي سجلته سوق الاسهم المصرية وافقدها الكثير من قيمتها بعد سلسة الارتفاعات التي حققتها بنهاية عام 2007 وبداية عام 2008. وتوقع زيادة أحجام التداول مرة أخري بعد عودة الثقة في السوق من جديد وتحديد السوق لاتجاهه سواء بمواصلة الصعود أو القيام بحركة تصحيحية مرة اخري. ونوه أنه مع بداية انخفاض الأسعار بدأت كميات التداول في الانخفاض وهذا لا يعني عدم وجود السيولة في السوق ولكن يشير إلي ضعف ثقة المستثمرين ورفضهم البيع بأسعار متدنية والخسارة . واشار الي ان هذه الظروف دفعت الكثير من المستثمرين الي تحويل استثماراتهم إلي طويلة الأجل، والبعض الآخر فضل الخروج من البورصة والاستثمار في أدوات أخري كالبنوك أو العملات. ارتفاع الفائدة والتضخم واوضح باسم رمزي مدير قسم التحليل المالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية ان هناك حالة من القلق من الوضع الاقتصادي العام في مصر علي الرغم من ان جميع التقييمات بالنسبة للسوق المصري والاستثمار في مصر ايجابية والذي انعكس علي اداء البورصة التي شهدت عمليات بيع واسعة من مستثمرين عرب واجانب . وأكد أن من ضمن اسباب التراجعات التي تشهدها البورصة ارتفاع معدلات التضخم ليصل الي 20% وهو ما سبب بعض القلق من جانب المستثمرين وايضا قرار الكثير من البنوك رفع اسعار الفائدة لسحب السيولة الموجوده بالسوق. وتوقع رمزي استمرار حركة الهدوء في التداولات خلال الفترة المقبلة في البورصة المصرية وسيظهر هذا الهدوء في حركة الاسهم بصورة عرضية حتي تتحسن الصورة وتبدأ المؤسسات والاجانب ضخ اموال في السوق . حركة المؤشر ومن جانبه اختلف علي رزق -المدير الاقليمي بشركة بايونيرز للسمسرة - مع الرأي السابق مؤكدا أن دور المؤسسات قد زاد في الفترة الاخيرة بنسبة ملحوظة واتجه بعضها للشراء اضافة الي اقبال المستثمرين الواعين علي الاسهم القيادية التي انخفضت اسعارها كثيرا وتتداول حاليا بأقل من قيمتها العادلة والتي من المفترض أن تتجاوب مع حركة المؤشر في أثناء صعوده بينما المستثمر قصير الاجل يعتمد علي المضاربات والانسياق وراء الأسهم الصغيرة والتي كانت سببا رئيسيا لهبوط السوق. وأكد أنه يجب علي المستثمرين الشراء في مكونات المؤشر الرئيسية خاصة أن نقطة 9200 تعد نقطة دعم قوية للمؤشر من الصعب كسرها هبوطا الا في حالة واحدة فقط هي استمرار البيع العشوائي بعنف من قبل المستثمرين خوفا من مزيد من الهبوط للبورصة المصرية ولكنه استبعد ذلك مؤكدا أن المؤشر سيبدأ رحلته الصعودية لتعويض ما فقده من خسارة الفترة الماضية مستهدفا 9500 نقطة ثم 10250 نقطة.