هللت الصحف الاسبانية لفوز منتخب بلادها بلقب كأس اوروبا لكرة القدم للمرة الثانية بعد 1964 وكان ابرز عنوان لصحيفة "إل بايس" التي كتبت "اسبانيا تغزو اوروبا". اما صحيفة "ال مونوندو" فعنونت في موقعها علي شبكة الانترنت "المجد الاسباني" مضيفة: "اسبانيا تغلبت علي منتخب الماني كان اقل شأنا منا في معظم فترات المباراة". اما "اي بي سي" فكتبت :"انا اسباني انا اسباني" ناقلة بهذه العبارة ما كانت تهتف به الجماهير الاسبانية في العاصمة مدريد بعد صافرة النهاية. ولم تكن المواقع الالكترونية للصحف الاسبانية في عطلة وكان عنوان "لافنجارديا" "اسبانيا ملكة اوروبا"، فيما عنونت "ال بيريوديكو": "اسبانيا الموهوبة فازت بكأس اوروبا" و"سبورت": "انت الافضل"، و"موندو ديبور تيفو": "اسبانيا تغزو اوروبا وتفتح حقبة جديدة للكرة الاسبانية". وبدورها عنونت صحيفة العاصمة "اس" التي طبعت 600 ألف نسخة: "نحن الابطال!" فيما كتبت "ماركا": واخيرا في اشارة منها الي انتظار منتخب بلادها 44 عاما لكي يعود مجددا الي ساحة التتويج. ووسط الافراح الهائلة للاسبان بعد التتويج ابطالا لكأس اوروبا للمرة الثانية بعد غياب دام 44 عاما جدد لويس اراجونيس المدير الفني لاسبانيا تأكيداته بأن المباراة النهائية لكأس الامم الاوروبية كانت الاخيرة له مع المنتخب علي الرغم من الفوز باللقب وقال اراجونيس: "فرص بقائي في منصبي تساوي صفرا" واوضح: "لم يطلب مني احد البقاء عقب التأهل الي اليورو حينها قررت الرحيل عقب البطولة ولا يمكن اثنائي عن هذا القرار" وأضاف: هذا اللقب هو نقطة تحول في مسار الكرة الاسبانية وتابع: "آمنت بقدرات اللاعبين وآمنوا هم بقدرتهم علي انتزاع اللقب اسبانيا الان تمتلك فريقا فوق العادة". ومن جانبه اكد مدرب المنتخب الالماني لكرة القدم يواكيم لوف ضرورة العمل في العامين المقبلين استعدادا لنهائيات كأس العالم المقررة في جنوب افريقيا عام 2010 وذلك عقب الخسارة امام اسبانيا صفر 1 في المباراة النهائية لنهائيات كأس اوروبا. وقال لوف: "اود أولا ان أهنئ المنتخب الاسباني ومدربه، يجب الاعتراف بجودة لعبهم الكبيرة لقد قدموا بطولة رائعة علي جميع المستويات خصوصا الفنية، سنحت امامهم العديد من الفرص ويستحقون الفوز". وتابع: "نحن مستاءون لكننا مرتاحون لمستوانا في البطولة لاننا لعبنا جيدا ويجب ان نواصل عملنا في العامين المقبلين في تصفيات كأس العالم ،2010 لقد تعلمنا اشياء كثيرة في الاعوام الاخيرة ويجب ألا نضيع الوقت ويتعين علينا استئناف العمل" واضاف: "لن اقوم الان بتحليل للمباراة لمعرفة اسباب فشلنا في النهائي.. يجب ان ننتظر بعض الشيء، احيانا نقدم مباريات رائعة في البطولة الاوروبية واحيانا اخري نقدم مباريات اقل جودة لكن الاسبان كانوا رائعين طيلة البطولة ويستحقون لقبها". وتابع: "بالنسبة لنا فان بلوغ المباراة النهائية انجاز رائع، واللاعبون قدموا كل ما لديهم". واشاد لوف بالقائد بالاك وقائلا: "انه قائدنا وزعيمنا.. سعدت كثيرا عندما علمت بامكانية خوضه المباراة" مشيرا الي ان فيليب لام تعرض الي الاصابة ولذلك اضطر الي تغييره. وكانت اسبانيا قد وضعت حدا لانتظار دام 44 عاما لاحراز اللقب عندما حققت فوزا مستحقا علي المانيا بهدف مقابل لا شيء سجله فرناندو توريس في المباراة النهائية لبطولة كأس اوروبا لكرة القدم وإستحقت ألمانيا التي لعبت لأول مرة في النهائي منذ عام 1984 الفوز بعد ان تفوقت علي المنتخب الالماني بفضل تمريراتها المتقنة وانضباطها الدفاعي. وسجل توريس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 33 لتحرز اسبانيا اللقب للمرة الثانية في تاريخها بعد ان فازت به لأول مرة علي ارضها عام 1964 بينما اخفقت المانيا في مساعيها لاحراز اللقب للمرة الرابعة. ولم تقدم المانيا رغم البداية القوية في المباراة والفرصة الضائعةمن المهاجم ميروسلاف كلوزه في الدقيقة الثالثة المستوي المنتظر وظهرت بعيدة تماما عن مستواها الذي اهلها للمباراة النهائية بفوزين متتاليين علي البرتغال وتركيا بنفس النتيجة 3-2. وشكل كلوزة والقائد مايكل بالاك الذي مثلت مشاركته مفاجأة بعد غيابه عن التدريبات يومين قبل المباراة واعلان إصابته في عضلة بالساق خطورة علي منطقة جزاء اسبانيا لكن غابت اللمسة الأخيرة عن هجمات الالمان التي حملت رائحة الخطورة. واوشك توريس ،الذي فضل المدرب لويس اراجونيس مشاركته وحيدا في خط الهجوم بعد اصابة ديفيد فيا هداف البطولة في الدور قبل النهائي، علي افتتاح التسجيل في منتصف الشوط الأول عندما لعب برأسه كرة قوية ارتدت من القائم الايمن لمرمي الحارس الالماني ينس ليمان بعد عمل جيد من الظهير الاسباني سيرجيو راموس في الجانب الايمن. لكن المهاجم الشاب تجاوز الظهير الالماني فيليب لام وسبقه إلي تمريرة بينية من تشابي قبل ان يسدد الكرة من فوق ليمان لحظة خروجه لملاقاته محرزا هدف التقدم لاسبانيا. واصاب بالاك مدربه يواكيم لوف بالقلق في الدقيقة 36 بعدما سقط علي الارض والدماء تسيل من رأسه إثر اصطدامه مع ماركوس سينا في وسط الملعب لكنه عاد بعدما تلقي العلاج. وانطلق الالمان مع بداية الشوط الثاني بحثا عن هدف التعادل ودخل مارسيل يانسن في مركز الظهير الايسر بدلا من لام الذي فشل تماما في التصدي لسرعة توريس. وتحسن الاداء الالماني قليلا مع مشاركة كيفن كوراني كمهاجم آخر بدلا من تواماس هيتسلشبرجر فسدد بالاك كرة بقدمة اليمني بجوار القائم مباشرة. لكن التحسن الطفيف في اداء المانيا لم يستمر طويلا بعد عودة النشاط لخط الوسط الاسباني بمشاركة تشابي الونسو وسانتي كازورلا بدلا من فرانسيسك فابريجاس وديفيد سيلفا ولعب الظهير سيرجيو راموس كرة برأسه في الزاوية الضيقة ابعدها ليمان ثم ابعد تورستن فرينجز لاعب الوسط الالماني كرة سددها اندريس انيستا من علي خط المرمي. وكاد سينا في أول تقدم له داخل منطقة جزاء الالمان ان يضيف هدفا ثانيا بعدما وصلته تمريرة بالرأس من البديل دانييل جويزا الذي شارك بدلا من توريس في الدقيقة 78 لكن لاعب الوسط المولود في البرازيل أخطأ الكرة وهو علي بعد امتار قليلة من مرمي ليمان. وسيطرت اسبانيا علي الكرة في الدقائق الأخيرة وفشلت المانيا في تشكيل اي خطورة علي مرمي الحارس كاسياس لتنطلق الاحتفالات في العاصمة الاسبانية مدريد بأحراز اللقب بعد انتظار 44 عاما.