في مواجهة من العيار الثقيل يلتقي اليلة الماتادور الاسباني مع الدب الروسي في الدور قبل النهائي من بطولة كأس الامم الاوروبية يورو 2008 وذلك بعد ان تأهل الأول بفوزه علي الطليان ابطال العالم في دور الثمانية والثاني بتفوقه علي المنتخب الهولندي 3/1 الذي كان ابرز المرشحين للحصول علي اللقب وتبرز صعوبة مباراة اليوم في انها المواجهة الثانية بين الاسبان والروس بالبطولة حيث التقيا في الدور الأول وكان الفوز الساحق من نصيب الاسبان 4/1. ويسعي منتخب روسيا إلي ضرب عصفورين بحجر واحد. ويتمثل الهدف الأول بالثأر للخسارة القاسية التي تعرض لها المنتخب الروسي امام اسبانيا بالذات 4 - 1 في الدور الأول ضمن منافسات المحموعة الرابعة في مباراة شهدت تألق مهاجم الاخير دافيد فيا صاحب الثلاثية ومتصدر ترتيب الهدافين برصيد 4 اهداف اما الهدف الثاني فيتمثل ببلوغ روسيا المباراة النهائية للمرة الأولي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي إلي عدة جمهوريات عام 1990. وتحسن اداء المنتخب الروسي كثيرا وبدا واضحا ان خسارته المباراة الأولي كان مردها غياب صانع الالعاب المتألق اندري ارشافين احد ابرز نحوم البطولة الحالية خصوصا بعد عرضيه الرائعين في المباراتين الأخيرتين ضد السويد وضد هولندا. وغاب ارشافين عن المباراتين الاوليتين ضد اسبانيا واليونان لوقفه بعد ان طرد في المباراة الأخيرة في التصفيات ضد اندورا. ولم يكن ارشافين وحده الذي لفت الانظار، فقد تألق ايضا المهاجم رومان بافليوتشنكو الدي سجل ثلاثة اهداف، والظهير الايسر يوري زيركوف ولاعب الوسط الآخر سيرجي سيماك وقدموا اداء هجوميا رائعا أمتع الجميع. ويقود هذه الفرقة الرائعة المدرب المحنك جوس هيدنيك الذي استغل المواهب التي يتمتع بها هؤلاء من سرعة في بناء الهجمات المرتدة ومن فنيات عالية لكي يبني فريقا سيكون له شأن في المستقبل خصوصا ان معدل اعمار لاعبيه لا يتخطي الخامسة والعشرين. وأعرب هيدينك عن سروره للطريقة الهجومية التي ينتهجها فريقه بقوله: " انا مسرور لان فريقي يقدم كرة ممتعة واسلوبا شيقا". وأمل هيدينك ان يظهر فريقه بشكل افضل من المباراة الأولي ضد اسبانيا وقال "اتمني ان اري وجها جديدا للمنتخب الروسي في المباراة المقبلة، ولكن اسبانيا فوية جدا وسيطرت تماما علي الدور الأول من خلال 3 انتصارات، والاعبون الاسبان يملكون خبرة أكثر منا لذلك هم مرشحون للفوز". وسيعاني المنتخب الروسي من غياب قلب دفاعه الصلب دينيس كولودين الموقوف لنيله البطاقة الصفراء الثانية في البطولة. وكان كولودين قد انتقد كثيرا أثر الخسارة الفادحة امام اسبانيا وحملته الصحف المحلية المسئولية، لكنه عاد ونظم خط الدفاع بشكل رائع ولم يدخل مرماه سوي هدف واحد في المباريات الثلاث الأخيرة عندما تمكن الهولندي رود فان نيستلروي من ادراك التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي باربع دقائق. ومن المرجع ان يحل مكانه فاسيلي بيريزوتسكي الذي ستكون مهمته مراقبة ثنائي خط الهجوم الاسباني فرناندو توريس ودافيد فيا. في المقابل، لم يقدم المنتخب الاسباني عرضا مقنعا في مباراته الأخيرة ضد ايطاليا والتي حسمها بركالات الترجيح 4 -2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والاضافي بالتعادل السلبي وبدا واضحا قدرة المنتخب الاسباني علي السيطرة علي مجريات اللعب في خط الوسط لكن ظهر واضحا ايضا عدم قدرته في التقدم بالعمق عندما يواجه دفاعا متراصا في وجهه اذ غالبا ما يتبادل لاعبوه الكرة بالعرض خصوصا ثنائي برشلونة اندريس اينيستا وخابي، وبالتالي يتوجب علي المدرب لويس اراجونيس البحث عن اسلوب جديد ربما باقحام سيسك فابريجاس اساسيا علي حساب احد هما. واجمع لاعبو المنتخب الاسباني بان فوزهم علي روسيا في الدور الأول لا يعني شيئا علي الاطلاق وان ظروف المباراة ستكون مختلفة كليا وقال حارس المرمي ايكر كاسياس بطل المبارة ضد ايطاليا في دور الثمانية بعد نجاحه في التصدي لضربتي جزاء "الفوز الكبير الذي حققناه علي روسيا في الدور الأول لا يعني شيئا علي الاطلاق". اما صانع الألعاب سيسك فابريجاس الذي سدد الضربة الترجيحية الحاسمة ضد ايطاليا فقال : " سنخطئ كثيرا ادا اعتبرنا بأننا سنواجه المنتخب الروسي ذاته الذي واجهناه في الدور الأول". وأضاف: "تحسن اداء المنتخب الروسي كثيرا في مبارياته الأخيرة وتدارك الاخطاء التي وقع فيها في مواجهتنا واصبحت معنويات لاعبيه عالية.