انكشف جون ماكين وبان عريانا كرمز اقتصادي وسياسي أجوف بلا قيمة حقيقية ولارنين.. كشف عورته الاقتصادية منافسه الديمقراطي باراك أوباما، ذلك أنه لا يملك في الاقتصاد نظرية ولا سياسة، وأنه سوف يستعير من جورج بوش نظامه الاقتصادي والسياسي الحزبي، ويمنحه فترة رئاسة "ثالثة".. وكأن الحكم الأمريكي نعل قديم يتجدد بمجرد تركيب "نصف نعل"!.. وتجاهل سناتور ماكين أنه، إن نجح في الفوز بالبيت الأبيض، سوف يواجه تحديات جسيمة أخري، وفرصا مختلفة غير التي واجهها بوش.. وأساء التصرف فيها! دوجلاس هولتز ايكن، المستشار الاقتصادي لماكين، اعتكف لبضعة أيام ليصوغ ردا استراتيجيا علي هجمة أوباما الاقتصادية.. وعاد إلي الساحة برد ضعيف، فيه يتهم أوباما بأنه الأكثر شبها بجورج بوش، لأنه مثله من المسرفين العظام "big spender" والدفعة الاقتصادية لحملة أوباما جارية، تتعاظم دوائرها وتتسع.. ومعظم جهودها تجري في الولايات المهمة التي ساندت بوش في انتخابات 2004. بدأت بالإصلاحات الاقتصادية علي المدي القصير، لمساندة المناضلين من أهل القاع الأمريكي لكي يواصلوا الحياة باستقلال وكرامة. انتقل بعدها إلي إصلاحات المدي الطويل، وأولها استثمارات التعليم، والبنية الأساسية، والطاقة النظيفة. ثم انداح إلي تفاصيل أولويات الإصلاح علي المدي القصير ذات الحجم الكبير، وأولها برنامج الحث الاقتصادي "Stimulus". أما الفقرة الإنسانية الأخيرة في برنامج أوباما الاقتصادي فجاءت في صورة منح دراسية قدرها 4000 دولار في السنة لكل طالب جامعي يلتزم بالعمل بعد التخرج في خدمة المجتمع. ... وكلها برامج تكشف عن مدي إلتزام أوباما بقضايا تقدم المجتمع الأمريكي، ليس اليوم وإنما منذ الأمس البعيد.. مثلما تكشف، علي الجانب الآخر، إن منافسة جون ماكين لا يملك من دروس الاقتصاد إلا شبحا يتراءي لجورج بوش.. وطائرة خاصة ملك غيره، يستعيرها بطيارها ووقودها، أينما زار موطنه في فينكس أريزونا! ........................... كلما انطفأت سيرة حرب العراق، والمخرج الاستراتيجي من براثنها وتبعاتها العظام.. كلما عاودت الاشتعال مرة أخري! سألوا جون ماكين، قبل أيام، إن كان يملك الآن فكرة أفضل لعودة القوات الأمريكية من العراق، أجاب بمنتهي الإفلاس: "لا.. لكن الأمر ليس بهذه الأهمية البالغة".. إجابة ناح لها الشعب الأمريكي وولول! ... واسترسل ماكين بعد نفس عميق من الهواء النقي مد أعصابه بشيء من البرودة والاسترخاء: "القوات الأمريكية مازالت في كوريا واليابان وألمانيا، رغم انقضاء عقود طويلة منذ الحرب، ومازالوا قادرين علي البقاء لانقضاء أي مخاوف من الخسائر البشرية".. لكنه لم يردد اسطوانته القديمة المثيرة لأعصاب أسر الجنود المكلومة: "وجود القوات الأمريكية في دول مسالمة ليست أمرا مشكلا.. وإن القوات الأمريكية يمكنها البقاء في العراق 100 عام"! جون كيري مرشح الرئاسة السابق شد هته تصريحات جون ماكين الشاردة.. لم يتردد في أن ينتقده بشدة ويسلخ بدنه.. بكلماته: "إن تصريحات ماكين غير مفهومة بشكل لا يصدق.. وهي لا تتفق ولا تتنسق مع احتياجات الشعب الأمريكي ولا تستجيب لاهتماماته.. خاصة الجماهير الغفيرة من عائلات المحاربين المفتربين في أحضان الخطر، والذين يتمنون عودتهم سالمين إلي أرض الوطن. وأفكار ماكين التي حملتها تصريحاته المتوالية لا تنهي الحرب.. ولا تعيد القوات.. وإنما تبقيهم أسري حرب العراق إلي آماد تطول"! وشاركت في انتقاد خرافات جون ماكين سوزان رايس المساعد السابق لوزير الخارجية لشئون إفريقيا.. وريتشارد دانزيج وزير الاسطول الأمريكي السابق.. وعدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ، منهم سناتور هاري ريد وسناتور جوزيف بايدن.. وجميعهم استنكروا تصريحات ماكين وشجبوها بشدة وغضب! وردت حملة ماكين علي استحياء، وشارك في الرد سناتور جوزيف ليبرمان وسناتور جون ثيون، بمساندة من راندي شيونمان مستشار السياسة الخارجية للحملة.. والعجيب أن ليبرمان يصوت دائما مع الديمقراطيين، لكنه من المساندين لحرب العراق حتي آخر قطرة بترول.. قال السناتور في دفاعه عن ماكين: "هذا الهجوم الحزبي ينطوي علي محاولة لتشويه كلمات المرشح الجمهوري، وإلهاء الشعب الأمريكي عن موقف ماكين الشجاع في مناصرة القوات الأمريكية في العراق ودعمها بمزيد من القوات.. أما باراك أوباما فهو مخطئ وخارج علي السياق"! .. والعقل زينة كل مهموم بالسياسة.. أما الجنون، فإنه فنون!