ارتفاع اسعار البروتين الحيواني والداجني بعد ارتفاع اسعار غذائها من الاعلاف نتيجة لاستخدام هذه الاعلاف في الحصول علي الطاقة والوقود وتحويلها إلي غاز الايثانول بالدول الصناعية الكبري مما ادي إلي انخفاض كميات الاعلاف من ذرة وفول صويا ووصول سعرها محليا إلي ما يقرب من 4 آلاف جنيه للطن بعدما كان سعرها لا يزيد علي 700 جنيه العام الماضي جعل من الدول النامية ان تنظر إلي مصادر غذاء بروتين آخر اقل سعراً وهو الثروة السمكية ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن فهذه الثروة لدي مصر تتعرض للكثير من المشاكل علي الرغم من وجود مساحات شاسعة من المياه بالبحرين الابيض والمتوسط إلي جانب البحيرات علي السواحل البحرية والداخلية اضافة إلي مياه النيل واعظم بحيرة في العالم وهي بحيرة ناصر التي تبلغ مساحتها 250.1 مليون متر مربع وجميع هذه المساحات لا تنتج سوي 400 الف طن سنويا إلي جانب انتاج المزارع السمكية الذي يساهم بقدر كبير من سد الحاجة من الاسماك بمقدار 450 الف طن سنويا اي ما يقرب من 60% من اجمالي الانتاج الكلي للاسماك والمقدر حسب احصائيات الهيئة القومية للثروة السمكية بمقدار 800 الف طن إلي 850 الف طن سنويا. خبراء الثروة السمكية وضعوا ايديهم علي اسباب انخفاض الكميات المنتجة من المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي وهي ارتفاع سعر الاعلاف ورفض البنوك تمويل المزارع السمكية وقلة الاساطيل المجهزة للصيد وعدم استغلال المياه الاقتصادية ذات الاعماق البعيدة الي جانب تلوث البحيرات السمكية بالمبيدات ومياه الصرف الزراعي والصناعي. وطالبوا بضرورة تشجيع المستثمرين علي زيادة الانتاج السمكي من المزارع مع زيادة المدد الايجارية للمزارع إلي 25 عاما بدلا من 5 سنوات، وقيام الدولة بتطهير البحيرات المتناثرة علي السواحل من التلوث الصناعي والزراعي وتوفير اساطيل ضخمة مجهزة للوصول إلي المياه الاقتصادية ذات الاعماق البعيدة. واشار الخبراء إلي ضرورة توفير الغذاء الهيرموني للاسماك في حالة جيدة لاصحاب المزارع السمكية وتوفير خبراء من المراكز البحثية والجامعات للاشراف علي افضل وسائل الغذاء السمكي واعداد اساطيل نقل مجهزة بالثلاجات والمبردات لنقل الاسماك من اماكن صيدها إلي اماكن بيعها مع وضعها في اشكال محفوظة ومغلفة آلياً اذا تم عرضها بالمحلات كما تفعل الدول المصدرة للاسماك والتي تنافسنا في جودة واسعار الاسماك بانواعها المختلفة. "الأسبوعي" سيعرض في هذا التحقيق آراء الخبراء حول اسباب قلة الانتاج والحلول المقترحة لزيادته عن طريق تشجيع المستثمرين للدخول في هذا القطاع مع توفير الآليات الخاصة بهذا الاستثمار. الأعلاف امامنا تحديات كثيرة ارتفاع علف الاسماك حيث وصل سعر طن العلف 3 آلاف جنيه والبديل لهذا العلف قاتل وجعل معظم رجال الاعمال يغلقون مزارعهم البنوك ترفض تمويل معظم المزارع السمكية، قلة الربحية لما هو منتج نتيجة للتكلفة التي لا يقدر عليها صاحب المزرعة السمكية.. هكذا بدأ محمد المطري عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للاستزراع المائي بجامعة قناة السويس وصاحب مزارع سمكية بالاسماعيلية موضحا ان الحل في يد الدولة ففي امكانها أن تدعم لنا العلف الذي يرتفع يوميا بدون أي مبرر وتأخذ في مقابل هذا الدعم انواع الاسماك التي تنتجها المزارع السمكية بكميات ضخمة تصل إلي نصف ما ينتج من المصائد الاخري ويمكن للدولة ان تعرض هذه الكميات بالمجمعات الاستهلاكية للناس بأسعار مخفضة. واشار المطري إلي أن ما يحدث لغذاء الاسماك والذي يجعلها ترتفع بسرعة شديدة يحدث بالمثل لغذاء الدواجن فربح التاجر "المستثمر" يتآكل نتيجة لارتفاع التكلفة المستمرة ومعظم اصحاب المزارع اغلقوا مزارعهم نتيجة للخسائر التي يتعرضون لها مضيفا ان هناك من استخدم الغذاء البديل للاسماك فكانت النتيجة اشد مرارة لانه تعرض للمسألة من ناحية والناحية الثانية ان انتاجه كان مليئا بالسموم وتم اعدامه.