اختتم وزراء مالية الدول الثماني الكبري اجتماعاتهم في طوكيو، بالتعهد للتصدي للمخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي المتمثلة في ارتفاع أسعار البترول والغذاء، ومساعدة الدول النامية في جهود مكافحة الاحتباس الحراري. ورغم عدم تضمينه في أجندة النقاش الرسمية، إلا أن الدولار الذي هوي لمعدلات قياسية أمام العملة الأوروبية يورو مؤخرا، فرض نفسه علي المداولات التي استغرقت يومين. ووضع وزراء مالية الدول الكبري الثمانية بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، روسيا، بجانب الولاياتالمتحدة خارطة طريق لقمة قادة المجموعة التي ستقام شمالي اليابان الشهر المقبل. وانعقدت اجتماعات وزراء مالية الدول الكبري وسط سلسلة من التحديات الجسيمة التي تهدد بزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، منها القفزة الهائلة في أسعار البترول، التي شارفت علي مستوي 140 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي. وأجبر الارتفاع القياسي العديد من دول آسيا: منها الهند وإندونيسيا وماليزيا علي قطع الدعم الحكومي عن مشتقات البترول، مما أدي بدوره لقفزة في أسعار المواد الاستهلاكية. ويواجه العالم أزمة غذاء طارئة محتملة جراء ارتفاع أسعار الحبوب والمنتجات الزراعية الأخري تمخض عنها أعمال شغب وعنف في العديد من الدول في آسيا وإفريقيا، مما عزز المخاوف من شبح أزمة غذاء عالمية قد تهدد ملايين البشر بالمجاعة وسوء التغذية. ولم تتضح ماهية القرارات التي توصل إليها وزراء مالية الدول العظمي في شأن هذه القضايا المحورية. وأسفر ارتفاع الأسعار في مايو الماضي، عن تضخم هو الأسوأ خلال الأشهر الستة الماضية، وفق البيانات التي كشفت عنها وزارة العمل الأمريكية، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، التي سجلت أعلي قفزة خلال 18 عاما في إبريل الماضي، بأكثر من 3.0% الشهر الماضي. وتعهد وزير مالية اليابان، فوكوشيرو نوكافاجا، بالعمل عن كثب مع الولاياتالمتحدة أقرب الحلفاء لمواجهات الأخطار الاقتصادية المحدقة. وأضاف قائلا عقب اجتماعه بوزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون: نحن بحاجة لتنسيق تحركاتنا عن كثب لأن هناك الكثير من عوامل الخطر. كما أعرب عن قلقه علي الاقتصاد الأمريكي، الذي تعتصره أزمة الائتمان والرهن العقاري. وينظر إلي ضعف الدولار كعامل محوري ساهم في ارتفاع أسعار البترول إلا أن العملة الخضراء بدأت مؤخرا استرداد عافيتها، فيما حذر بولسون من إمكانية تدخل الحكومة في سوق العملات لكبح تردي سعر صرف الدولار. وساهم إعلان رئيس الاحتياط الفيدرالي "المصرف المركزي الأمريكي" بن برنانكه، عن امكانية رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، في وقف الدولار من تدهوره المتواصل. ومن جانبها، أعربت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجاردين عن رضاها من الارتفاع الأخير في سعر صرف الدولار، مشيرة إلي ترابط العملات والتضخم وأسعار البضائع.