علي الرغم من الاداء المتذبذب لمؤشر البورصة المصرية الفترة الماضية الا ان ظاهرة الاسهم الصغيرة عادت الي السطح بقوة وشهدت أسهم المضاربات نشاطا ملحوظا لترتفع أسعارها لمستويات كبيرة، بقيادة أسهم النصر للأعمال المدنية والنصر لتصنيع الحاصلات الزراعية والعامة لصناعة الورق "راكتا" وتصنيع الفلام والبلاستيك "سيسب" وغيرها من الأسهم الأخري التي ارتفعت علي الرغم من نفي مجالس إداراتها وجود أحداث جوهرية تؤثر في أسعار الأسهم . ووجه العاملون في السوق تحذيرات جديدة للمستثمرين من الاسهم الصغيرة التي لا تمتلك اي مقومات مالية.. مؤكدين ان استمرار هذه الظاهرة سيكون له تأثيره السلبي علي البورصة بصفة عامة لان هذه الاسهم تتضخم اسعارها بصورة ملحوظة وتمثل فقاعة يمكن ان تنفجر في اي لحظة . تفاعل مع السوق محمد الشيخ مدير إدارة المحافظ بأحد البنوك أكد أن أسوأ ما يشهده السوق حاليا هو عودة لعبة "الجيمات" علي بعض الأسهم وبشدة، خاصة الأسهم الصغيرة التي تقوم علي الشائعات، رغم نفي شركاتها لحدوث أحداث جوهرية. واضاف أن التلاعب الذي تشهده البورصة المصرية في الفترة الحالية علي بعض الأسهم بات مؤثرا كبيرا علي تعاملات واتجاهات مؤشرات السوق. وأشار إلي أن المضاربين باتوا يستغلون كل الوسائل المتاحة لتحقيق أغراضهم بما فيها وسائل الأعلام خاصة صفحات الإنترنت وشبكات المعلومات. وأكد الشيخ أن هناك صوراً شرعية للتلاعب تحت غطاء القانون متمثلة في الجيمات علي الأسهم وهي الظاهرة الأكثر انتشارا في البورصة المصرية حاليا، مشيرا إلي أن البورصة في الاساس وسيلة من وسائل الاستثمار والتمويل لكنها تحولت إلي وسيلة إلي تمويل خزائن المضاربين بالطرق المشروعة وغير المشروعة. وأضاف أن التلاعب لا يحتاج فقط إلا الي أن تعلن الشركة عن بعض الأحداث التي يمكن أن تتفاعل مع السوق مثل التجزئة أو الاكتتابات وتتضاعف أسعار الأسهم. اسهم الجيمات واكدت رانيا الكردي سمسار بشركة الشروق للسمسرة أن الفترة الاخيرة شهدت لجوء صغار المتعاملين الي شراء اسهم الجيمات ومعظمها شركات خاسرة وعلي وشك الإفلاس ولكن يتم خداعهم عن طريق كبار المضاربين الذين يستغلون فرصة حدوث أي اضطرابات بالسوق ويقومون بإحداث صعود مفتعل لبعض الأسهم مما يدفع صغار المتعاملين إلي شرائها ثم يتخلص المضاربون من هذه الأسهم الرديئة ومن يحصل عليها يعاني من خسائر هائلة. تذبذبات ومن جانبه أشار سامح فراج سمسار بشركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية الي أنه من المفروض في أي بورصة في العالم عندما يحدث هبوط أن يلجأ المتعاملون إلي شراء الأسهم الدفاعية ذات الملاءة المالية الجيدة ومعدلات نمو جيدة مثل حديد الدخيلة وأموك وسيدي كرير....الخ ولكن بالطبع الحل السهل بالنسبة للبعض هو اللجوء إلي اسهم الجيمات لكي يخسروا البقية المتبقية من أموالهم. وأكد فراج أن أغلب الجيمات تتم داخل سوق خارج المقصورة فعلي الرغم من انخفاض المؤشر إلا أن أسهم سوق خارج المقصورة يشهد أغلبها ارتفاعات قياسية. واضاف أنه لضبط سوق أوامر خارج المقصورة يجب أن يطبق عليه سياسة الإفصاح والشفافية مثل الشركات الأخري المقيدة داخل السوق الرئيسي. وأوضح أن المضاربات لا يقتصر وجودها علي سوق أوامر خارج المقصورة ولكنها شائعة أيضا في السوق الرئيسي وبالتالي يكون من الضروري إلزام الشركات المتداولة في السوق المفتوح بالإفصاح والشفافية. وتوقع أن تؤدي تعديلات قانون سوق المال التي أقرها مجلس الشعب إلي مزيد من الاستقرار بالسوق خاصة أن المعلومات الخاصة بالميزانيات ونتائج الأعمال في حاجة إلي مزيد من الرقابة عليها بما يضمن حقوق المساهمين خاصة صغار المستثمرين. مقاومة عنيفة واكد ايمن حسنين المدير التنفيذي بشركة حلوان لتداول الأوراق المالية إن المؤشرات تواجه مقاومة عنيفة عند مستوي 11.400 نقطة لان هذا المستوي سيحدد حالة السوق ما إذا كان الصعود الذي شهده السوق علي المدي القصير أم البعيد وانه بمجرد اختراق المؤشر لهذا المستوي ستواصل المؤشرات الصعود هادفة تحقيق مستويات قياسية جديدة. وأكد حسنين أن التباين الذي شهده السوق خلال التعاملات اليومية بسبب استمرار المخاوف بتكرار حدوث هزات جديدة للبورصة. وأضاف أن أداء السوق مازال غير مستقر نتيجة استمرار عمليات جني الأرباح، مؤكدا أن استمرار عمليات جني الأرباح هي التي دفعت السوق للتباين، والاتجاه العرضي.