السيولة العالية التي تمتلكها البنوك لابد لها من طرق مناسبة لاستغلالها ومن ثم تأتي الاكتتابات التي يتم طرحها في سوق الاوراق المالية تمثل وعاء استثماريا مهما وحيدا يمكن استغلال السيولة به. البنوك المصرية لاتزال حتي هذه اللحظة تتعامل مع البورصة واكتتاباتها علي انها وعاء استثماري خطر للغاية ولا تضخ سيولة به الا القليل. خبراء البنوك حددوا الاسباب الخفية لعزوف القطاع المصرفي عن الاكتتابات المطروحة في سوق المال. اكد الخبراء اهمية ان تدخل البنوك في الاكتتابات التي يتم طرحها في السوق مؤكدين ان يسهم في العمل علي توظيف السيولة الموجودة لدي البنوك وايضا اتساع الطلب علي الائتمان في المجتمع ولكن بشرط ان تقوم البنوك بحساب درجة المخاطر جيدا مشيرين إلي أن دخول البنوك الي الاكتتابات التي تم طرحها في السوق مؤخرا كان محدودا للغاية. اشار اسماعيل حسن رئيس مجلس ادارة بنك مصر ايران للتنمية الي ان البنوك تقوم بتجميع المدخرات من العملاء لاعادة ضخها مرة اخري في شرايين الاقتصاد لتسهم في زيادة الانتاج والدخل القومي وامتصاص قدر من البطالة، مؤكدا ان هذا هو دور البنوك الاساسي الذي يجب ألا نبتعد عنه. اوضح ان السياسة النقدية للبنك المركزي تقوم بمساندة البنوك لقيامها بهذا الدور، مشيرا الي انه يلاحظ خلال الفترة الاخيرة زيادة حجم السيولة لدي البنوك، ويصعب القول بأن ذلك يرجع الي احجام البنوك عن الاقراض ولكن لعدم توافر الفرص الائتمانية الجيدة امامها. واكد اسماعيل حسن ان البنوك يجب ان تقوم بحساب المخاطرة وان تبتعد عن التوظيفات ذات المخاطر المرتفعة. اشار الي ان البنك المركزي ادخل الي سوق النقد آلية الكوريدور التي بموجبها يقبل من البنوك ايداعات لليلة واحدة ويقوم بتحريك سعر الفائدة من وقت لاخر وفقا لمقتضيات السياسة النقدية، مما ادي الي فتح باب لتوظيف السيولة لدي البنوك دون اي مخاطر ويبلغ هذا السعر حاليا 10% اضافة الي انه يمثل اسعار الفائدة التي تقرض البنوك بها عملاءها. ويري اسماعيل حسن انه يجب علي البنوك ان تقوم بالبحث جديا عن فرص التوظيف الاخري للموارد التي لديها ويتطلب ان تقوم البنوك بتأسيس شركات او الدخول في الاكتتابات التي يتم طرحها في السوق من اسهم، موضحا ان ذلك يحقق امرين اولا توظيف السيولة لديها بعائد مناسب وثانيا: اتساع الطلب علي الائتمان في المجتمع ولكن بشرط ان تقوم البنوك بحساب درجة المخاطر جيدا. ويري انه يمكن ان تقوم البنوك بتأسيس الشركات او الدخول في الاكتتابات اذا وجدت ان العائد مجز لها ويكون اعلي من العائد الذي تحصل عليه من آلية الكوريدور موضحا انها تعتبر توظيفا قصير الاجل أما تأسيس شركات او الاكتتابات فيمثل توظيفا طويل الاجل. يري انه يجب علي البنوك ان تبتعد عن الدخول في الاوراق المالية بغرض المضاربة علي اسعارها. اشار الي انه خلال الاونة الاخيرة شهد السوق العديد من الاكتتابات التي تم طرحها موضحا ان الغالب منها كان طرحا عاما او حتي خاصا لاسهم شركات قابضة لشركات قائمة، مؤكدا ان نسبة دخول البنوك في هذه الاكتتابات كانت محدودة للغاية. ويري انه ليس هناك جد ما يمنع من دخول البنوك في الطرح العام او الخاص اذا كان بغرض الاستثمار والاستحواذ علي جانب مهم من الشركة المطروحة اسهمها اذا كانت دراسة الجدوي تبرر ذلك للبنوك. أوضح طارق حلمي نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب بالمصرف المتحد ان البنوك عملها الاساسي الاقتراض والاقراض وليس الاستثمار بإنشاء مشروعات او الدخول في الاكتتابات الجديدة، موضحا ان اي بنك يقوم بالاستثمار في البورصة كمستثمر وبنسبة بسيطة حتي لا تعرض اموال المودعين للخطر، مؤكدا ان البنوك لا تضارب بأموال المودعين لكنها تبحث عن الفرص الآمنة لاستثمار اموالها فيها، مشيرا الي ان التجارب السابقة للبنوك اثبتت فشلها عند قيامها تأسيس شركات مما ادي الي تعرض اموال المودعين للخطر. اوضح ان اي مشروع او شركة يحتاج الي خبرات معينة مؤكدا ان هذه الخبرات سواء الفنية او التسويقية غير متوافرة لدي البنوك موضحا ان دخول البنوك في الاكتتابات او المشروعات الجديدة مخاطرة مرتفعة ولهذا تبتعد البنوك بتعد عن هذه الانشطة. اشار اكرم يحيي مدير ادارة القروض المشتركة ببنك القاهرة الي ان البنوك تحكمها الفرص التي تحقق لها العائد المرتفع لافتا الي ان دخول البنوك في الاكتتابات يمثل اوجه الاستثمار ولكن اذا وجدت البنوك فرصة بديلة تحقق لها العائد الاكبر فإنها تقوم بالدخول فيها مؤكدا ان هدف البنوك هوالعمل علي تعظيم العائد موضحا انه من الممكن ان يكون العائد من الاكتتابات اقل من تكلفة الاموال في البنوك.