في القائمة الجديدة لشركات فورتشن 500 التي تضم أكبر 500 شركة أمريكية لعام 2007 من حيث حجم الإيرادات جاءت سلسلة متاجر وول مارت في المركز الأول، كما حدث في قائمة العام السابق بإيرادات حجمها 378.8 مليار دولار تليها إكسون موبيل في المركز الثاني 372.8 مليار دولار وتشيفرون في المركز الثالث 210.8 مليار دولار وجنرال موتورز في المركز الرابع 182.4 مليار دولار أما المركز الخامس فقد احتلته كونوكو فيليبس بإيرادات حجمها 178.6 مليار دولار تليها جنرال اليكتريك في المركز السادس 176.7 مليار دولار وفورد موتور في المركز السابع 172.5 مليار دولار وسيتي جروب في المركز الثامن 159.2 مليار دولار وبانك أوف أمريكا في المركز التاسع 119.2 مليار دولار أما المركز العاشر فقد احتلته شركة الاتصالات AT&T AIG التي كانت تحتل المركز العاشر في قائمة العام الماضي فقد انزاحت إلي المركز الثالث عشر في قائمة هذا العام. وتقول لنا قراءة قائمة فورتشن 500 الجديدة التي تعد القائمة رقم 53 حيث إنها صدرت لأول مرة عام 1955 إنه قد دخلتها 31 شركة جديدة وخرجت منها بالمقابل 31 شركة، وكانت شركة العقارات والممتلكات فاني ماي التي احتلت المركز رقم 53 هي أبرز الداخلين بإيرادات حجمها 43.4 مليار دولار وشركة كرافت فودز التي احتلت المركز رقم 63 بإيرادات حجمها 37.2 مليار دولار وشركة GMAC. وقد كان عدد الشركات التي منيت بخسائر علي الرغم من ورودها في قائمة فورتشن 500 الجديدة 57 شركة علي رأسها شركة جنرال موتورز التي بلغت خسائرها 38.7 مليار دولار وشركة سبرنت نكستيل وبلغت خسائرها 29.6 مليار دولار وبنك الاستثمار ميريل لينش الذي كانت خسائره 7.8 مليار دولار وشركة فورد موتور التي بلغت خسائرها 2.7 مليار دولار أما إجمالي خسائر الشركات ال 57 فقد بلغ 116.7 مليار دولار. وتقول الأرقام أيضا إن جملة إيرادات شركات القائمة الجديدة بلغت 10.6 تريليون دولار بزيادة 7.1% عن العام الماضي، أما جملة أرباح الشركات الخمسمائة فقد هبطت إلي 645 مليار دولار بنقص يعادل 17.8% عن قائمة العام الماضي. يذكر أن أزمة أسواق الائتمان الأمريكية التي بدأت في نحو منتصف العام الماضي وكان لها تأثير مؤلم علي كل الشركات بما في ذلك الشركات الكبري.. ويعد الهبوط الذي طرأ علي جملة أرباح قائمة فورتشن 500 الجديدة هو أول هبوط من نوعه منذ 5 سنوات. ويؤكد لنا واقع الحال أن أزمة أسواق الائتمان الأمريكية لم تنته بعد وأن لها توابع زلزالية لاتزال تعمل حتي الاَن وسوف تؤثر دون شك علي أرباح شركات فورتشن 500 في قائمة العام القادم. لقد قال الاقتصادي البريطاني العظيم جوزيف شومبيتر ذات يوم: إننا نعيش في عصر لاشيء فيه يقوم ليبقي وإن كل الأشياء في حالة صيرورة ولاشيء يبقي علي حاله.. وقال الرجل أيضا: إن التدمير الخلاق هو ثمرة لتقدم التكنولوجيا حيث يأتي الجديد دائما ليمحو القديم ويزيله.. وفي قراءة قام بها الخبير جيم كوللينز لتاريخ قائمة فورتشن 500 يثبت الرجل صحة مقولات شومبيتر من خلال عدة ملاحظات مهمة. الأولي: أن قائمة فورتشن 500 الأولي التي صدرت عام 1955 قد ضمت شركات كلها صناعية أما الاَن فإن القائمة تضم أيضا شركات الخدمات بعد التطور التقني الذي قادنا من الثورة الصناعية إلي عصر الاقتصاد الخدمي ثم إلي عصر اقتصاد المعرفة. والثانية: أنه من بين الخمسمائة شركة التي ضمتها القائمة الأولي لم يعد باقيا الاَن في القائمة الأخيرة سوي 71 شركة فقط.. والباقي شركات جديدة تماما. والملاحظة الثالثة: أنه قد ظهر في قائمة فورتشن 500 منذ صدورها حتي الاَن نحو ألفي شركة وأن معظمها قد خرج وأحيانا اندثر. رابعا: أن بعض أقوي الشركات في قائمة فورتشن 500 حاليا مثل إنتل ومايكروسوفت وأبل وديل وجوجل قد بدأت من الألف إلي الياء معتمدة علي تكنولوجيات جديدة وأنها طردت من القائمة كثيرا من الشركات ذات التكنولوجيات القديمة كما أن هناك عشرات من الشركات في قائمة فورتشن لم يكن لها وجود أصلا عندما صدرت القائمة لأول مرة عام 1955. خامسا: أن بعض الشركات الشهيرة تاريخيا في قائمة فورتشن 500 لم تعد تجد لها مكانا في هذه القائمة بعد أن تدهورت أحوالها من المقدمة إلي المؤخرة ثم إلي الخروج كليا منها مثل كرايزلر وسكوت بيبر وزينيث ووارنر لامبرت وبتلهايم ستيل وتبليداين وغيرها. وبالمقابل فإننا لو تأملنا القائمة سنجد فيها نماذج تدعو إلي الأمل لشركات بدأت صغيرة عام 1837 أي قبل الحرب الأهلية الأمريكية بعشرين سنة مثل بروكتر اند جامبل ولكنها في أول قائمة لشركات فورتشن 500 احتلت المركز رقم 27 وهي في القائمة الأخيرة تحتل المركز 23 وشركة جونسون اند جونسون التي بدأت عام 1886 واحتلت المركز 159 في القائمة الأولي وهي تحتل الاَن المركز 35 في القائمة الجديدة والأمثلة هنا كثيرة لا يتسع المقام لذكرها خصوصا أنها تتضمن شركات سبق أن واجهت صعوبات شديدة ولكنها عادت فتغلبت عليها لتحتفظ لنفسها بمكانة لائقة بين أكبر 500 شركة أمريكية.