تعهد الرئيسان الامريكي جورج بوش والكوري الجنوبي لي مايونج باك بالقيام بكل جهد ممكن لحث جهازيهما التشريعيين للتصديق علي اتفاق التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة خلال العام الجاري ، وإلي قرار سيول لرفع حظرها علي وارداتها من لحوم الأبقار الأمريكية ، مزيلة بذلك عقبة أساسية لجعل الكونجرس الأمريكي يصادق علي اتفاق التجارة الحرة الموقع في يونيو الماضي. اتفق الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك مع نظيره الأمريكي جورج بوش علي تدعيم التحالف الأمني القائم بين بلديهما منذ حوالي نصف قرن من خلال القيام بجهود مشتركة من أجل السلام ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، والحصول علي الموافقة البرلمانية علي اتفاق التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة خلال العام الجاري. وفي ختام يومين من مباحثات القمة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، عقد لي وبوش مؤتمرا صحفيا مشتركا يدعوان فيه واشنطن وسيول إلي تأسيس تحالف استراتيجي للقرن الحادي والعشرين مبني علي الثقة، وتوسيع العلاقات الثنائية المفيدة في المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والثقافية. وفي تأكيد علي الثقة الشخصية المتبادلة بينهما والوئام المبني علي اللقاءات غير الرسمية في المنتجع الجبلي، قبل بوش دعوة لي لزيارة سيول في شهر يوليو المقبل، عندما سيزور الرئيس الأمريكي آسيا للمشاركة في قمة قادة الدول الثماني الصناعية الكبري بحسب البيان الصادر عن القمة. وخلال البيان، حث الرئيسان كوريا الشمالية علي أن تنهي وبشكل عاجل تفكيك منشآتها النووية في مجمع يونج بيون وأن تقدم قائمة كاملة وصحيحة عن كل برامجها النووية، قائلا إن كوريا الشمالية المسلحة نوويا لن يكون أمرا مقبولا. وقد توقف تنفيذ الاتفاقية التي تم التوصل إليها خلال المحادثات السداسية والتي تجبر كوريا الشمالية علي أن تنتهي من الإعلان عن قائمة بكل برامجها للأسلحة النووية، عندما فشلت الدولة الشيوعية الشمالية في الالتزام بالمهلة النهائية في نهاية ديسمبر الماضي، وذلك نتيجة الخلافات حول برنامجها المشتبه به في تخصيب اليورانيوم، ودورها في تقديم تكنولوجيا نووية إلي سوريا. وفي الوقت نفسه، أكد لي وبوش مجددا علي التزام بلديهما بالتحالف العسكري الصلب، ووافقا علي إلغاء خطة واشنطن لتقليص عدد القوات الأمريكية في كوريا 3500 جندي إضافي لتصل إلي 25 ألفا في نهاية العام الحالي. وبالإضافة إلي ذلك، وافق الرئيسان علي زيادة كمية المبيعات الخارجية العسكرية لكوريا الجنوبية للحفاظ علي استقرار التحالف العسكري. ويهدف برنامج المبيعات الخارجية العسكرية إلي تسهيل مبيعات التسليح الأمريكية والأجهزة الدفاعية، والخدمات الدفاعية والتدريب العسكري إلي الحكومات الأجنبية. وفي حين رحب لي وبوش بمذكرة التفاهم الخاصة ببرنامج التخلي عن تأشيرة الدخول "الفيزا" التي وقعها رئيسا وزراء البلدين، فقد وافقا علي القيام بكل الجهود لإدراج المشاركين الكوريين الجنوبيين في البرنامج الأمريكي للتخلي عن تأشيرة الدخول خلال هذا العام، بالإضافة إلي زيادة التبادل الطلابي المشترك بين البلدين. كما وافق الرئيسان أيضا علي تعميق التنسيق السياسي من أجل الحفاظ علي السلام، والقيام بجهود إعادة الإعمار في أكثر المناطق نزاعا مثل العراق وأفغانستان، بالإضافة إلي أنهما وافقا علي أن يبحثا معا القضايا العالمية مثل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والتحالف الدولي ضد الإرهاب وعمليات حفظ السلام، والتغير المناخي، وحماية أمن الطاقة وحماية البيئة. كما أعلن لي أن بوش يخطط لزيارة كوريا الجنوبية في يوليو المقبل لإجراء مزيد من المحادثات لتعزيز التحالف الاقتصادي والأمني المشترك بين البلدين. وبالإشارة إلي اتفاق التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة، حث بوش الكونجرس الأمريكي علي الموافقة علي الاتفاق بنهاية العام الجاري، قائلا: إنه يمثل أولويه لإدارته. وأصبح لي أول رئيس كوري جنوبي يزور منتجع كامب ديفيد، والذي يقع علي بعد 100 كليومتر شمالي واشنطن، في تأكيد واضح علي الروابط الحميمة بعد تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ في فبراير الماضي. ويقال إن الرئيس التنفيذي السابق، يشبه بوش في كثير من الأمور، بما فيها الاعتقاد الديني، والسياسة الصارمة تجاه كوريا الشمالية المسلحة نوويا، والالتزام تجاه اقتصاد السوق. وكان لبوش علاقات غير مريحة مع الرئيسين الكوريين الجنوبيين السابقين، واللذين ركزا بشكل أكبر علي العلاقات الثنائية المشتركة بين الكوريتين بدلا من نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، كما بحثا عن سبل لتقليل الاعتماد علي الولاياتالمتحدة وسط مخاوف من ضعف التحالف الثنائي بين البلدين. ومن المقرر أن يغادر لي في زيارة إلي اليابان في مساء يوم السبت القادم بعد إنهاء زيارته التي استغرقت خمسة أيام إلي الولاياتالمتحدة بحفل غداء وداعي مع بوش في منتجع كامب ديفيد.