قررت شركة البترول الروسية الحكومية "جازبروم" أن تدخل السوق الليبية للتنقيب عن الغاز وذلك بمشاركة شركة "ايني" الإيطالية. وقد عقدت "جازبروم" اجتماعا مع مسئولي "ايني" في موسكو في الأسبوع الماضي تم فيه الاتفاق علي المشاركة في التنقيب عن البترول، وبالذات الغاز في ليبيا. ومعروف أن أوروبا تعتمد في ربع وارداتها من الغاز علي الشركة الروسية التي تري أن غاز ليبيا يمثل إضافة لإنتاجها من الغاز. وستضاعف الشركة الإيطالية "ايني" إنتاجها من الغاز الليبي بمعدل 8 ملايين متر مكعب سنوياً تنقل عبر البحر المتوسط من ليبيا إلي إيطاليا. وستنفق "ايني" 28 بليون دولار خلال السنوات العشر القادمة في ليبيا.. وسيمد خط أنابيب عبر المتوسط من ليبيا مشاركة مع "جازبروم". ورغم الإنتاج الوفير من الغاز الروسي إلا أن شركة جازبروم كانت تحاول دائماً أن تجد موضع قدم في ليبيا وقد جاءتها الفرصة بالاتفاق مع "ايني" التي لها امتيازات للتنقيب في ليبيا. وفي الوقت نفسه فقد عرضت الشركة الروسية استثمار بلايين الدولارات في نيجيريا لتنافس بذلك الشركات الغربية وستبني خط أنابيب طوله 4128 كيلو متراً من نيجيريا عبر الصحراء الإفريقية من دلتا نهر النيجر ليتصل بمنفذ شركة سونتراك في الجزائر الذي يمتد إلي أوروبا. ومعروف أن شركة "ايني" هي أكبر مستورد للغاز الروسي ولديها اتفاقات مع الشركة الحكومية الروسية للتنقيب عن البترول في روسيا وتصديره. ومن ناحية أخري فإن "جازبروم" اختارت "ايني" لتكون شريكتها في مد خط أنابيب للغاز يتكلف عشرة بلايين دولار عبر البحر الأسود من روسيا إلي بلغاريا ويمتد إلي وسط وجنوب أوروبا. وهذا الخط الجديد يعتبر منافسا لخط أنابيب "نابوكو" الذي سينقل غاز بحر القرم عبر القوقاز إلي تركيا وأوروبا. ووصول روسيا إلي غاز ليبيا كان يعتبر حلما للروس من قديم عندما يدخلون إلي غاز وبترول شمال إفريقيا وأيضا إلي جنوب القارة وهي المناطق البترولية التي كانت مقصورة علي شركات البترول الأمريكية والبريطانية والفرنسية. وإذا كانت الصين تنطلق إلي السودان وإفريقيا بحثا عن البترول فروسيا تنطلق إلي القارة السوداء بحثا عن الغاز!