فيما لا تزال الأسواق المالية العالمية تسير وفق استراتيجية ملازمة حسب عمليات الصعود والهبوط والانهيارات والطفرات ايضا بما يعني انها لم تزل ذات ارتباط وثيق فيها بينها.. تبقي البورصة المصرية كإحدي الاسواق الناشئة بالعالم الأقل تأثيرا بنظيراتها العالمية والاقل مخاطرة في أوقات الازمات وفق ما يراه المراقبون وخبراء الأسواق. لعل الانهيارات التي اعقبت ازمة الرهن العقاري الامريكي والمخاوف التي سيطرت علي الاسواق العالمية جميعها من الكساد الذي يلاحق الاقتصاد الامريكي أوجدت تساؤلات كثيرة علي الصعيد المحلي في مقدمتها ان البورصة الامريكية باتت من اكثر البورصات العالمية تأثيرا علي أسواق العالم باستثناء بورصة الصين التي تسير وفق استراتيجية محلية. بقي السؤال كيف تصل البورصة المصرية إلي مرحلة من الانفرادية بل وتصبح ذات تأثير علي الاسواق المجاورة! ربط غير منطقي الخبراء اكدوا أن هناك ربطا غير منطقي بما يحدث بالأسواق العالمية والسوق المحلي خاصة وان اسباب الصعود والهبوط ليست متماثلة في كثير من الاحيان، غير انهم اشاروا إلي أن معامل الارتباط بين بورصات العالم جميعها هو المستثمر وهو العنصر المحتكر بين كل تلك البورصات، ووفق ما يراه علاء عبد الحليم العضو المنتدب لشركة المجموعة المتحدة للأوراق المالية فإن المستثمر الاجنبي مثلا اذا ما وجد تراجعا بسوقه المحلية عادة ما يلجأ إلي العودة إلي ما يسمي بالسوق الاقليمي اما لتغطية مراكزه المكشوفة هناك او لتفضيل الاسعار خاصة في مراحل الانهيارات الحادة التي تصل بالاسعار الي مستويات مغرية للشراء. لفت عبد الحليم الي ان البورصة المصرية من بين البورصات العربية هي الاقل تأثرا بالبورصات العالمية الا ان هذا لا يعني انها لا تتأثر، لكن التأثر عادة ما يكون قصير الآجل ومحدودا في كثير من الأحيان وهذا ظهر مؤخرا مع ظهور ازمة الرهن العقاري بأمريكا والتي تأثرت بها جميع البورصات العربية والعالمية وكان تأثيرها محدودا علي السوق المصري. حول قوة البورصة المصرية ومدي قدرتها علي الاستقلالية والتأثير في البورصات والاسواق المجاورة يري عبد الحليم ان السوق المصري اصبح اكثر اسواق المنطقة استيعابا لآليات اوجدت شريحة كبيرة من الاجانب داخله غير انه لم يزل يفتقد لشركات متعددة الجنسيات التي تهم مختلف المستثمرين بالعالم. اكد العضو المنتدب لشركة المجموعة المتحدة للاوراق المالية ان البورصة المصرية ستجد خلال العامين القادمين فرصتها في التأثير علي محيط البورصات المجاورة خاصة وهي تتجه وبقوة في الوقت الحالي الي مزيد من الآليات والشمولية في الاداء وهو ما سيجعلها الاكثر تقدما والاقل مخاطرة بين البورصات الناشئة. اسواق آسيا اسواق جنوب شرق آسيا استطاعت خلال فترة وجيزة ان يوجد لنفسها دور بين بقية الاسواق في العالم واستطاعت ايضا ان تؤثر علي بقية الاسواق المجاورة وحتي الاسواق العربية بشكل ملحوظ، ولعل ذلك يرجعه محمد عبد الهادي العضو المنتدب لشركة حلوان للسمسرة إلي أن الاسواق الاسيوية تعمل وفق اقتصاديات قوية ومندمجة فيما بينها وبين الاقتصاديات العالمية وهو ما جعلها ذات تأثير مباشر علي بقية الاسواق المحيطة وحتي العالمية جميعها. رأي عبد الهادي ان المناخ الاستثماري والنشاط الاقتصادي الذي تلعبه مصر في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط علي وجه العموم قادر علي ايجاد دور لبورصتنا بين البورصات المجاورة غير ان احتمالية تأثير بورصتنا علي البورصات العالمية لن يأتي إلا اذا ما وصلنا لما وصلت إليه اقتصاديات الدول العظمي في العالم. حول مدي تأثر البورصة المصرية بالسوق الأمريكية علي وجه التحديد فإن عبد الهادي يري ان السوق الامريكي له تأثير كبير علي كل اسواق العالم نظرا لما تتمتع به امريكا من اقتصاد ذي تشعب هائل مرتبط ببقية بلدان المعمورة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وهو ما يجعل حكة المؤشرات الامريكية عنصرا رئيسيا في نفوس المستثمرين قبل التعامل في بورصاتهم الاقليمية. قال عبد الهادي المشكلة الحقيقية التي تواجه البورصة المصرية ليست هي معامل ارتباطها بالاسواق العالمية لكنها تكمن في تزايد عدد المستثمرين الاجانب الأمر الذي قد يوجد شيئا من القلق حال و؟؟ ان احداث سلبية قد تؤدي بنزوح اولئك المستثمرين حتي ولو بشكل مؤقت وهو سوف يترك فراغا استثمارياً ويؤثر بشكل مباشر علي سوق المال. منظومات مختلفة. اختلف هاني هنداوي رئيس شركة العربية لتداول الأوراق مالية مع الرأي السابق وقال إنه ليس من المنطقي ان نربط البورصة المصرية واداءها بالبورصات العالمية سواء الامريكية منها او الآسيوية خاصة انها جميعا تسير وفق منظومات مختلفة تماما عن بعضها لافتا إلي أن البورصة المصرية تتسع لشرائح متعددة من المستثمرين علي رأسهم المحلليين وبالتالي فهم الاكثر تأثيراً بالسوق. ورأي أن الاقتصاد المصري الاكثر استقراراً من الاقتصاديات الاخري سواء الامريكية او الآسيوية خاصة وان مصر تواجه مشاكل سياسية سواء علي الصعيد الاقليمي أو العالمي وبالتالي فهناك حالة من الطمأنينة في البورصة المصرية ناشئة عن كل ذلك علي عكس بعض الأسواق المجاورة. اشار إلي أن قوة السوق المصري هو التأثير علي الاسواق العربية خلال الفترة القليلة المقبلة خاصة في ظل الاقبال الاستثماري الذي تحقق خلال الأعوام الثلاثة الماضية وشريحة العرب والاجانب القادمة وهم يعلمون جيدا ان السوق المصري هو الملاذ الامن بين اسواق المنطقة. واستطاعت جذب شرائح من المستثمرين الاجانب فضلا عن الوعي الذي نشأ بين المحللين من المستثمرين وهوما يؤهل السوق المصري في الوقت الحالي لتكون قائدا لاسواق المنطقة العربية. الدكتورة عنايات النجار تري ان السوق المصري مازالت تنقصه نقاط قليلة ليصبح قائدا بين اسواق المنطقة ومن بين تلك النقاط هو متوسطات التداول اليومية وسرعة دوران رأس المال التي تنشأ من وجود سيولة مالية جديدة وهو ما لا يزال السوق ينتظره. حول القوة التي اكتسبتها البورصة الامريكية وبعض بورصات دول آسيا في التأثير علي بقية الاسواق العالمية فرأت النجار هذا مستبعداِ في الوقت الحالي بالنسبة للسوق المصري خاصة مستندة إلي أننا لا يمكننا مقارنة الاقتصاد المصري علي سبيل المثال بالاقتصاد الصيني ومن ثم تأتي مقارنة البورصات ايضا غير منطقية. اشارت إلي أن البورصة المصرية مقارنة بالبورصة العربية المجاورة اصبحت هي الاكثر نشاطا والاقل مخاطرة والاكثر ربحية وهو ما جعلها تستفيد بشرائح جديدة من المستثمرين الاجانب والعرب ايضا ويؤهلها لأن تكون سوقا قائدة بالمنطقة العربية.