أكد الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء ان العالم بما فيه منطقة الشرق الادني يواجه تغيرات طبيعية من صنع الانسان سوف تؤثر علي مستقبل الزراعة في مقدمتها ظاهرة تغير المناخ واثارها السلبية علي الانتاج الزراعي بجانب التوجه الزائد لانتاج الوقود الحيوي وتزايد استخدام عدد من الدول الصناعية للمحاصيل الزراعية الاساسية كوقود وان هذا التوجه سوف ينعكس علي ارتفاع اسعار السلع الغذائية. وقال نظيف ان هذه الآثار ستكون مدمرة علي امن المنطقة الغذائي لأن معظم دولنا تعتمد علي استيراد المواد الغذائية من الخارج. واوضح نظيف في الكلمة التي القاها نيابة عنه امين اباظة وزير الزراعة واستصلاح الاراضي خلال افتتاح اعمال المؤتمر الاقليمي ال 29 لمنظمة الاغذية والزراعة "الفاو" امس ان هذه التحديات تدعونا الي التفكير في حلول مستدامة تساعد علي التكيف مع هذه الظواهر وطرح سياسات تمكننا من اغتنام القرص وحماية انفسنا من المخاطر. واضاف ان دور القطاع الخاص يعد من الادوار الاساسية لتحقيق تنمية زراعية حقيقية كما ان تقديم تسهيلات في هذا المجال سوف يحد من عمليات ارتفاع الاسعار ويساهم في ادخال تقنيات جديدة لتحديث هذا القطاع. واضاف د. جاك ضيوف مدير منظمة الاغذية والزراعة "الفاو" انه يوجد نحو 104 ملايين نسمة يعانون من نقص الغذاء، عالميا مشيرا الي ان النزاعات المسلحة في مختلف انحاء العالم بجانب التغيرات المناخية لها اثار سلبية علي الانتاج الغذائي. وقال انه وفقا لمؤشر "الفاو" الخاص بالاغذية فإن اسعار السلع الغذائية شهدت ارتفاعا حادا بداية من 2006 حتي 2007 بنسبة 27% مشيرا الي ان مركز الطوارئ التابع ل "الفاو" وقرر انشاء وحدة خاصة لمكافحة انفلونزا الطيور في مصر كما تم انشاء مراكز اقليمية للصحة الحيوانية. اضاف د. ضيوف ان الاستثمار في قطاع الزراعة لم يصل بعد الي المستوي المطلوب حيث لا يزيد اجمالي المساعدات الخارجية الموجهة لهذا القطاع الي دول المنطقة علي 27% كما توجد تحديات اخري في مجال المياه وتدهور الموارد الزراعية مؤكدا ان امام دول الشرق الادني بما فيها مصر فرصة كبيرة لتعظيم التجارة وتحقيق عوائد كبيرة من وراء تنمية الصادرات الزراعية خاصة الي الاتحاد الاوروبي. واشار نوري يقيني الرئيس المستقل لمجلس منظمة "الفاو" الي ان الارتفاع السريع في الاسعار الدولية للسلع الغذائية تسبب في كثير من الشكوك والغموض امام صانعي القرارات وان الوضع الحالي يضع اصحاب القرارات علي المستويين الدولي والوطني امام مستويات كثيرة تتجاوز اسعار الاغذية مشيرا الي ان النقض في الانتاج نتيجة للظروف المناخية يعد من العوامل المتهمة حيث نقص هذا الانتاج بنسبة 1% الي 2% خلال عامي 2005 - 2006 علي الترتيب كما ان الانتاج في ثمانية من اهم البلدان المصدرة للحبوب انخفض بنسبة 4%، 7% خلال نفس العامين كما ان الزيادة في تكاليف الوقود ادت الي زيادة تكاليف كل من الانتاج والنقل. واضاف انه حدثت بالفعل زيادات كبيرة في التكاليف الاجمالية للمواد الغذائية المستوردة تم تقديرها بنحو 745 مليار دولار خلال عام 2007 بنسبة ارتفاع 21% مقارنة بعام 2006 مؤكدا ان تفعيل دور القطاع الخاص يعد احد الحلول لتحقيق تنمية زراعية وضخ المزيد من الاستثمارات وتنفيذ برامج طويلة الاجل لضبط الاسعار. وكان المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة "الفاو" قد التقي امس والرئيس حسني مبارك وكذلك الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء.