طرح 10% من أسهم شركة امون القابضة للاكتتاب العام في البورصة وقضايا ارتفاع أسعار الدواء وتلاعب الشركات الاجنبية وغش وتهريب الدواء أبرز ما تناوله "الاسبوعي" في حواره مع د. ثروت باسيلي رئيس شركة امون القابضة وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني. أوضح د. باسيلي ان مناخ الاستثمار في مصر يعيش طفرة حقيقية وقطاع الدواء شاهد علي ذلك، وفترة ما بعد 2005 كانت أهم الفترات التي تنفس فيها الاقتصاد المصري الصعداء بعد أن دأب علي استجداء المستثمرين لمدة طويلة. كما قال ان قطاع الدواء المصري من ابرز القطاعات المستقرة في أسعارها ولا يمكن أن تكون هناك مخاوف من حدوث ارتفاعات في أسعار الدواء علي غرار ما حدث في قطاعات الحديد والاسمنت بالاضافة إلي قضايا أخري ساخنة في الحوار التالي: سألته متي سيتم بدء النشاط الفعلي لشركة امون القابضة؟ وما توجهاتكم في المستقبل؟ ** الشركة في البداية لن يكون نشاطها مجال الدواء وستكون متعددة الاستثمارات والانشطة كما سيتم طرح 10% من الشركة للاكتتاب العام خلال يناير أي بعد النشر لموافقة هيئة سوق المال ب 15 يوما وقد تم تحديد سعر السهم ب 5 جنيهات بواسطة خبير محايد وذلك بهدف زيادة رأس المال المدفوع للشركة إلي مليار جنيه حيث يبلغ 900 مليون جنيه وتم اختيار البنك العربي الافريقي الدولي كمستشار للفرع. ما تقييمك لمناخ الاستثمار في قطاع الدواء المصري؟! ** مناخ الاستثمار الان واعد وجاذب للمستثمرين ويكفي انه في خلال عام واحد تم بيع ثلاث شركات الاولي شركة امون وتم بيعها كلية ثم شركتا ؟؟ واللتان تم بيع اجزاء في الوقت الذي كنا نستجدي فيه المستثمرين في أي قطاع وليس الدواء فقط من 2001 حتي 2004 فقد كان المناخ في هذه الفترة طارد للاستثمار حتي تنفس الصعداء في الاعوام المتلاحقة. كما أن حجم المبيعات في قطاع الادوية وصل العام الحالي فقط إلي 18 جنيه كما ان مناخ الاستثمار في قطاع الادوية يمتاز بخصوصية شديدة ويغلق ابوابه امام الهواة فالأساس هنا هم أصحاب الخبرة ولا يمكن مقارنته بالقطاع العقاري. * ما تقييمك لارتفاع اسعار الدواء في مصر؟ وهل هذا الارتفاع مسئولية الشركات الاجنبية؟ ** أسعار الدواء في مصر لم ترتفع فجأة وانما بدأت منذ عام 1952 وبصورة تدريجية وهذا يتضح في الاصناف المتداولة من وقتها والتي لها باع في السوق المصري أما الحديث عن ارتفاعات فجائية فهو أمر مبالغ فيه من قبل وسائل الاعلام التي دأبت علي تضخيم الامور أما الاتهامات التي توجه للشركات الاجنبية بأنها تقوم بالتلاعب في ميزانياتها لابراز خسائر تعمل من خلالها علي اخذ تصريح برفع الاسعار فهو أمر غير واقعي، فقطاع الدواء في مصر غير أي قطاع اخر يتمتع بالثبات والاستقرار مقارنة بقطاعات أخري مثل الحديد والاسمنت التي تشهد ارتفاعات غير مسبوقة حتي ان الاستقرار لا يقتصر علي السوق فقط بل يمتد ليعبر قطاع الدواء في البورصة عنه والذي لم يشهد قفزات سعرية غير معبرة عن اداء الشركات، فأي زيادة في أسعار الدواء في السوق المصري لا يمكن أن تخرج عن اختصاصات لجنة تسعير الدواء التي تحدد الاسعار مهما ظهرت ارباح وخسائر في ميزانيات الشركات الاجنبية لا يمكن أن تكون ورقة ضغط لرفع الاسعار وأي ارتفاعات يتم اقرارها فإنها تأتي لظروف خارجية مثل الارتفاع العالمي في أسعار المواد الخام ولكنني اطمئن الجميع أسعار الدواء لن تتعرض للزيادة في عام 2008. غش الأدوية *هل غش الادوية يعتمد علي المادة الفعالة؟ ** في الحقيقة ان غش الادوية في مصر يعتمد علي الدواء باهظ اللثمن وليس الرخيص حتي يستطيع المزور تحقيق هامش ربح كما أنه يعتمد بصورة أساسية علي سرقة شعار الشركات بقدر أكبر من المادة الفعالة فكثير من الادوية يتم بيعها بالمادة الفعالة ودائما يتم سرقة حقوق ملكية الشركات وهو الهدف الأساسي لهؤلاء المتلاعبين، واكد ان مسئولية تعقب هؤلاء تعتمد في المقام الاولي في تدخل في مسئولية الشركات قبل الوزارة. * ولكن هناك بالفعل مشكلة في تهريب الدواء فما رأيك؟ ** لا يوجد أي سوق في العالم مدينة فاضلة بل يجب أن يوجد بعض التجاوزات ولكنها مازالت في الحدود الامنة وتحت السيطرة وحول تهريب الدواء المدعوم فهذه ظاهرة موجودة بالفعل في أدوية مثل الانسولين والتي تم تهريبها مع المسافرين وطرحها في أسواق الدول المستهدفة ليحقق المهربون ارباحا هائلة وضخمة ويبذل المسئولون جهودا للقضاء علي هذه الظاهرة. * دعنا ننتقل إلي قضية الأدوية المغشوشة في الأسواق؟ ** قضية الادوية المغشوشة تم تضخيمها وأخذت أكبر من حجمها، فغش الادوية في السوق المحلي يتم بصورة متفرقة في بعض المنازل التي تقع في الازقة وتحت بير السلم وبالتالي معظمها حالات فردية وجهود القضاء عليها تتم من قبل الشركات قبل وزارة الصحة والمسئولين فمن المؤكد أن كل شركة حريصة علي سمعتها وعلامتها التجارية، فنحن علي سبيل المثال تمكنا من ضبط فرد قام بضرب احد منتجات شركة امون الدوائية وتم فرض عقوبة حبس عليه، فالدواء سلعة مرتبطة بالأمن القومي ولا تهاون في غش الادوية كذلك فإن هناك دورا يقع علي الصيادلة لمنع قبول دخول مثل هذه المنتجات المغشوشة داخل صيدلياتهم وهذا ينطبق علي أي دواء باهظ الثمن يتم بيعه بأسعار غير معقولة، كما أن هناك أدوية مغشوشة يتم تزويرها في الخارج وتوجيهها إلي الأسواق بطريقة غير شرعية. * دعنا ننتقل إلي دعم الدواء ما تصوركم له وكيف يطمئن المواطن في الشارع بعدم وجود نية لإلغائه؟ ** مفهوم الدعم في قطاع الدواء ليس مطلقا وانما توجهه الحكومة لبعض الادوية المستوردة بمبلغ 70 مليون جنيه سنويا اضافة إلي 8 ملايين علبة من الألبان يتم دعمها سنويا ولا يوجد أي نية لتقليص أو إلغاء الدعم الموجة لهذه الادوية وانما تبذل الحكومة جهدا ضخما لتحسين السلع المدعمة وتوفر كميات كافية منها وبأسعار معقولة. بعيدا عن قطاع الدواء دعنا ننتقل إلي الجانب السياسي في عملك في الحزب الوطني ما تقييمك له؟ ** نمارس دورنا المنوط بنا بوضوح وشفافية من خلال المكتب السياسي بالحزب الوطني وجميع المناقشات تتم في داخل أروقته بصراحة وعقلانية شديدة بتوجيهات الرئيس مبارك والهدف الأساسي لنا هو تنفيذ توجهات الحزب وارساء دعائم الديمقراطية فضلا من توفير احتياجات كل بيت في ربوع مصر من خلال مفهوم المواطنة الواسع الذي لا يقتصر علي علاقة الاقباط والمسلمين بل يمتد إلي مفهوم أكثر شمولية.. فتوفير الخدمات وتحقيق احتياجات الشعب هما جزء لا يتجزأ عن قضايا المواطنة بمفهومها الواسع.