كثيرون من المصريين يحلمون بالفلوس، وأغلبهم لم ير في حياته ورقة النقد الجديدة فئة ال 200 جنيه وكذلك ورقة "المية"، وقليل منهم يحلم بها كل ساعة والفرق بين هذه القلة والأغلبية أنهم يرون أوراق النقد مصرية وأجنبية بألوانها الزاهية و"البكاوي" في أغلفتها.. يحملونها بين أيديهم، يشمون رائحتها، ولكنهم لا يحتكمون علي مليم أو بنس منها. ومن هؤلاء العاملين في أمن البنوك ويقفون كسعاة في مكاتب البورصة.. أو ساعي معالي الوزير، وقابلت "الأسبوعي" نماذج منهم بينهم ساعي مكتب معالي الوزير د. علي المصيلحي، وتشابهت أحلام الجميع مع نهاية عام ومطلع عام جديد وتمثلها العبارة الأثيرة للشعب المصري "الصحة والستر"، فهم لا يحلمون برصيد في بنك أو مال دائر في بورصة وأقصي ما يحلمون به "جمعية" يدفعون قسطها أول كل شهر ويطيرون من الفرح عندما يتقاضونها. ونبدأ مع "هاني" رجل الأمن الذي يحرس أحد فروع بنك الإسكندرية الذي تمني الستر والصحة فهو يعمل منذ 12 عاما أمام هذا البنك ولكنه لم يفكر يوما في فتح دفتر توفير فيه أو التعامل معه بأي شكل من الأشكال وقال: "إحنا بنعيش اليوم بيومه يا مدام"، ولم أفكر في ذلك إلا عندما رزقني الله بأولادي ولكن بفتح دفتر توفير لهم البوستة وليس في البنك. و"عم بدر" رجل الأمن بإحدي شركات الصرافة يستقبلنا بابتسامة من لا يخاف من أي شيء كباقي الذين قابلتهم "الأسبوعي" ويقول لنا: "كله علي الله وكل ما اتمناه" تنخفض الأسعار لكي استطيع ستر البنات" ويوضح أنه يعمل في هذه المهنة منذ 7 سنوات بعد أن خرج علي المعاش المبكر من وزارة الصحة ورغم ذلك لم يفكر يوما في متابعة أسعار العملات لأن ذلك علي حد تعبيره "حاجات مانفهمش فيها لأنها أمور الناس الكبار وليس الغلابة". أما طارق رجل الأمن ببورصة الأوراق المالية فقد بدا عليه الخوف عندما سألناه عن طموحاته وأحلامه وبعد طمأنته قال: "نحن ناس غلابة والاستثمار والبورصة للكبار" وأضاف: "نحن ممنوعون من تداول الأسهم بالبورصة طبقاً للائحة وإذا سنحت لي الفرصة لن استثمر أموالي في البورصة ولكني أفضل الدخول في جمعية وشراء قطعة أرض، لأن ذلك أضمن من البنوك والبورصة". وعندما سألته عن بطاقة التموين قال: "لا يوجد أحد يستخرج بطاقة تموين هذه الأيام، وأنا أعيش علي بطاقة والدي التي لا تكفي". وأخيراً التقينا مع "عاطف" فراش وزير التضامن الاجتماعي أو "وزير الدعم" كما يطلق عليه البعض الذي قال لنا: كل ما اتمناه أن أعلم أولادي أفضل تعليم حتي لا يواجهوا الذي واجهته في حياتي من "شقا"، وأضاف: مرتبي لا يكفي ولكنني أحاول الدخول في الجمعيات لشراء مسكن لي أو قطعة أرض وهو ما اعتبره اضمن شيء بالنسبة لي ولأولادي "أما بطاقة التموين فلا تكفي" وأخاف أن يحولوها إلي دعم نقدي فتزيد الأسعار وأنا أحصل كل شهر علي تموين ب 22 جنيهاً فقط كما أخاف أن تزيد الأسعار لأن المرتبات لا تكفي سواء لي أو لغيري.