ربما تكون إقالة المدرب هي الحل الأقرب مع فشل أي فريق في ملاعب كرة القدم لكن النجاح لا يكون دائما كافيا لاستمرار المدربين في مناصبهم. ومع إقامة العديد من البطولات والمباريات في عام 2007 ووجود أكثر من حالة نجاح وفشل في مختلف البطولات ولفرق عريقة استحوذت حركة تعيين وإقالة المدربين علي اهتمام كبير خلال هذا العام. وكان 2007 عاما حزينا علي بعض المدربين مثل الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني الأسبق لريال مدريد الأسباني الذي أقاله النادي الأسباني بعد 11 يوما فقط من فوزه مع الفريق بلقب الدوري الأسباني للمرة الأولي التي يفوز فيها الفريق بلقب المسابقة منذ عام 2003. كذلك لم يشفع لقب الدوري الذي أحرزه تشيلسي الانجليزي في موسمين متتاليين لمديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو الذي اضطر للرحيل من تدريب الفريق في سبتمبر الماضي ب "الاتفاق المشترك" مع النادي الانجليزي. ولم يأت رحيل مورينيو بسبب نتائج الفريق خاصة أن الموسم كان لايزال في مراحله الأولي وإنما لأن الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش مالك النادي يريد أن يقدم الفريق كرة أكثر جاذبية من تلك التي قدمها تحت إشراف مورينيو. ولم يكن الوضع أفضل كثيرا بالنسبة للمدرب فيليز ماجات المدير الفني الأسبق لبايرن ميونيخ الذي قاد الفريق لإنجاز غير مسبوق بإحراز ناديه الدوري والكأس في ألمانيا لعامين متتالين قبل أن يقال في منتصف الموسم الماضي وبالتحديد في 31 يناير الماضي. وجاءت إقالة ماجات بعد أن حصل الفريق علي نقطة واحدة فقط من أول مباراتين له في الدور الثاني من المسابقة بعد استئنافها عقب انتهاء عطلة الشتاء وأعياد الميلاد. ولم يتأخر بايرن في تعيين مدرب جديد للفريق حيث أسند المهمة للمدرب أوتمار هيتزفيلد الذي درب الفريق سابقا وحقق معه العديد من البطولات. ولكن تغيير المدرب لم يكن الحل الأمثل فلم يتغير أداء الفريق أو نتائجه كثيرا بعد قدوم هيتزفيلد حيث أنهي الفريق الموسم في المركز الرابع بجدول البوندزليجا ليفقد الفريق الفرصة في التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولي منذ عقد من الزمان. وكان يوم رحيل ماجات من تدريب بايرن ميونيخ يوما كئيبا لباقي مدربي فرق البوندزليجا.. وأقيل أيضا توماس دول من تدريب فريق هامبورج، كما أقيل الهولندي ياب هاينكز من تدريب بروسيا مونشن جلادباخ لكن أيا منهما لم يحتج علي إقالته خاصة أن الفريقين كانا يقبعان اَنذاك في منطقة الهبوط بمؤخرة جدول المسابقة. كما فشل المدرب كويكي سانشيز فلوريس في تحقيق توقعات فريق بلنسية الأسباني وجماهيره ليصبح المدرب الثالث الذي يقال من تدريب بلنسية في غضون 3 سنوات فقط.. وحل مكانه المدرب الهولندي رونالد كومان الذي ترك تدريب ايندهوفن الهولندي. كما استقال المدرب الأسباني خواندي راموس من تدريب أشبيلية الأسباني ليتولي تدريب فريق توتنهام الانجليزي خلفا للمدرب الهولندي مارتن يول الذي أقيل من منصبه. ولم تكن إقالة يول من منصبه مفاجأة بسبب البداية الهزيلة للفريق في الموسم الحالي. ونال المدرب الانجليزي ستيف ماكلارين المدير الفني لمنتخب بلاده نفس المصير بعدما فشل في التأهل بالفريق إلي نهائيات كأس الأمم الأوروبية "يورو 2008" التي تستضيفها النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك. وتلقي ماكلارين نبأ إقالته المتوقعة بعد أقل من 12 ساعة فقط علي هزيمته المهينة أمام المنتخب الكرواتي في ستاد ويمبلي الجديد 2/3 في الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة ليورو 2008. وأصبح المنتخب الانجليزي الفريق الوحيد من بين الفرق الكبيرة صاحبة التاريخ العريق الذي يفشل في التأهل لنهائيات يورو 2008. وأفلت المنتخب الإيطالي بطل العالم من مواجهة نفس المصير بتغلبه علي نظيره الاسكتلندي في عقر داره باستاد هامبدن بارك في الجولة الأخيرة من التصفيات أيضا. وكان المنتخب الاسكتلندي قريبا للغاية من التأهل للنهائيات خاصة أنه تغلب علي نظيره الفرنسي ذهابا وإيابا في رحلة التصفيات لكنه سقط في النهائية وفشل في التأهل للنهائيات.. وفي نفس الوقت ثأر المنتخب الفرنسي لهزيمته أمام نظيره الإيطالي في نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا وتغلب علي المنتخب الإيطالي في تصفيات يورو 2008 ذهابا في فرنسا وتعادل معه إيابا في إيطاليا. كما شهد عام 2007 تفوق المهاجم الفرنسي تييري هنري علي مواطنه الأسطورة ميشيل بلاتيني وأصبح أفضل هدافي المنتخب الفرنسي عبر التاريخ. وحجز المنتخب اليوناني حامل اللقب بطاقة تأهله لنهائيات قبل نهاية التصفيات بمرحلتين، كما كان مشوار المنتخب الألماني رائعا في نفس التصفيات التي حسم بطاقته فيها قبل نهايتها بثلاث مراحل وبأكبر رصيد من الأهداف يسجله المنتخب الألماني في أي رحلة له بتصفيات بطولات كأس الأمم الأوروبية.