يشعر المواطن بأهمية سلعة ما عندما تعود عليه هذه السلعة بالفائدة ولم يشعر الشعب المصري طوال تاريخه بأهمية السياحة رغم أنه في الحقيقة الشعب الأول في العالم الذي عرف السياحة فعندما كان العالم لايزال يصارع من أجل البقاء كان الشعب المصري ممثلا في كل من مدينة الأقصر وأسوان وكل عواصم الحضارة يستقبل السائحين الذين جاءوا من أقاصي العالم لزيارة الآثار المصرية والتعرف علي عبقرية هذا الشعب الأصيل ومع أن السياحة في مصر الآن تجاوزت التسعة ملايين وتدعم الاقتصاد القومي بأكثر من ثمانية مليارات دولار مما يعني انه يسهم بنسبة 3.11% من اجمالي الناتج المحلي ويعمل به 12% من حجم العمالة المصرية وزيادة عدد السائحين بنسبة 13% تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي بالعملات الاجنبية التي تعتمد عليها الدولة ومع كل هذا لم يشعر الشعب المصري بعد بأهمية السياحة في حياته فهو لايزال يتعامل معها علي أنها رزق وقتي يجب سرعة الانتهاء منه بأكبر مكسب يقدر عليه! ولكي نكون صادقين فقد تحسن الوضع كثيرا وأصبح لصناعة السياحة مدافعين عنها خاصة من القائمين عليها أو من المستفيدين منها. ولكن لكي يشعر كل مواطن مصري بأهمية دور السياحة في حياته بجانب الدعاية المستمرة الداخلية والخارجية والتي يجب أن تظل وتدعم بشكل مستمر يجب طرح الشركات السياحية الكبري في البورصة المصرية خاصة انها تجذب الاستثمارات الاجنبية والعربية لإقامة مشروعات سياحية في مصر. يقول الخبراء في البورصة المصرية ان دور الشركات المقيدة بالبورصة لايزال ضعيفا للغاية فعددها لا يتعدي 7 شركات سياحية وفي رأي الخبير فإن معظمها غير نشط ماعدا سهم "اوراسكوم" للفنادق والتنمية لتمتعه بتنفيذ مشروعات في الكثير من انحاء الجمهورية ويضيف الخبير ان عدد شركات السياحة في البورصة يجب أن يصل الي 20 شركة علي الأقل. إن أهمية طرح الشركات السياحية والفنادق في البورصة هو العمل علي زيادة رأسمال السوق إلي جانب أن هذا سيساعد علي رواج السوق وجذب الاستثمارات الاجنبية والعربية والمحلية واتاحة فرص عمل أكثر وجذب عملات اجنبية أكثر للسوق المصري. إن البورصة انعكاس للاقتصاد والقطاعات المهمة لابد أن يكون لها دور اكبر في البورصة لأن هذا يقدم الدلالة علي مدي تطور وقوة البورصة. إن قطاعا يمثل 5.14% من حجم تجارة الخدمات ويعمل به 12% من حجم العمالة ويرتبط بأكثر من 70 صناعة بجانب تعدد الانشطة السياحية في مصر ووصول الاستثمار الاجنبي فيه الي 1.7 مليار دولار يجب ان يكون له تواجد أكبر واسهام اهم في البورصة المصرية. نعم كلنا نعرف ان حجم المخاطر في استثمار السياحة كبير ولكن أيضا نعلم ان المكسب في هذا المجال عال وارتفاع معدل النمو في السياحة المصرية يطمئن وان كان الخبراء يقولون ان الحل في البنك السياحي حتي يكون هناك حماية لأصحاب الصناعة وايضا للمستثمرين الصغار عند حدوث اي شيء بارادتنا أو خارج عن إرادتنا لأن تزايد عنصر المخاطرة نتيجة للظروف السياسية أو غدر الطبيعة يجعل المستثمرين يقارنون بين العوائد والمخاطر. إن البنك السياحي حائط أمان لصناعة السياحة شريطة ان يكون البنك شريكا في المشروعات المقامة حتي يشعر المستثمر بالأمان ويشعر المواطن بالسند ويقبل علي الاستثمار من خلال البورصة وبهذا يشعر كل مواطن مصري بأهمية السياحة فهو شريك حقيقي فيها وبهذا تكون صناعة السياحة قد رسخت أقدامها وأفادت واستفادت.