فازت مجموعة التعدين الصينية المملوكة للدولة بمناقصة لاستغلال أحد أكبر مناجم النحاس في العالم موجودة في أفغانستان. وتقول الشركة إنها ستستثمر نحو ثلاثة مليارات دولار أمريكي في المنجم الواقع في أيناك باقليم بإقليم لوجار جنوبي كابول. ويقول المسئولون إن هذه الخطوة تمثل أكبر استثمار أجنبي في تاريخ أفغانستان وستوفر فرص عمل ل10 آلاف شخص في بلد يعاني من مشكلة بطالة حادة. ومن المقرر أن تدفع الشركة الصينية للحكومة الافغانية مبلغ 400 مليون دولار أمريكي سنويا عندما تباشر استخراج النحاس. طراز عالمي وترغب الحكومة الافغانية في اجتذاب الشركات الأجنبية للاستثمار في قطاع التعدين علي أمل تحويله إلي قطاع رئيسي في الاقتصاد الأفغاني الذي يتعافي ببطء من آثار ثلاثة عقود من الحروب. وكان علماء الجيولوجيا السوفييت هم أول من استكشف احتياطي النحاس في أيناك باقليم لوجار خلال سبعينيات القرن الماضي غير أن الغزو السوفيتي لأفغانستان وما أعقبه من سنوات الحرب وضع نهاية لخطط تطوير احتياطي النحاس. ويقول المسئولون إن المنطقة تحتوي علي 13 مليون طن من النحاس وفقا لتقديرات، ما يجعلها تزخر بأحد أهم احتياطات النحاس في العالم. ويشار إلي أن احتياطي النحاس يوجد في منطقة تنعم بأمن نسبي مقارنة مع المناطق الأخري في أفغانستان. وتقول الحكومة الافغانية إن استثمار الشركة الصينية مبلغ 3 مليارات دولار أمريكي في افغانستان يأتي ضمن إجمالي الاستثمارات الأجنبية والتي بلغت 4 مليارات دولار منذ سقوط نظام طالبان قبل 6 سنوات. ومن المنتظر أن يدر هذا المشروع بعد خمس سنوات عوائد تبلغ مئات الملايين من الدولارات الأمريكية التي تشتد الحاجة إليها في هذا البلد الذي يعاني من محدودية موارده المالية. وتأمل كابول اجتذاب المزيد من شركات التعدين الأجنبية للاستثمار في قطاع المعادن. ويذكر أن المنافسة اشتدت بين شركات أجنبية من كندا واستراليا وروسيا والصين للفوز بمناقصة أيناك. ويقول الخبراء إن جبال افغانستان غنية بالمعادن ويمكنها أن تصبح قاعدة مهمة لانعاش الاقتصاد الافغاني الذي أضعفته الحروب التي شهدها هذا البلد. بالإضافة إلي النحاس تزخر أفغانستان أيضا بالفحم والحديد والغاز والنفط. ويملك البلد أيضا ثروات من الأحجار الكريمة والجرانيت تشمل الزمرد، وكان الملوك الفراعنة المصريون قبل ثلاثة آلاف سنة يستوردون المجوهرات من هذا البلد.