فقدت مصر واحدا من علمائها الكبار مات د. أحمد شفيق الجراح العالمي وواحد من أشهر الاطباء المصريين علي مستوي العالم وكانت هناك عمليات جراحية تحمل اسمه في الاوساط الطبية العالمية.. والغريب في الامر ان وفاة د. شفيق تحمل قصة مأساوية تصلح لان تكون فيلما أو مسلسلا يحكي ما وصل اليه حال الطب في بلادنا.. لقد تعرض د. أحمد شفيق لأزمة قلبية وهو في الساحل الشمالي ولم تستطع زوجته د. الفت السباعي ان تجد سيارة اسعاف مناسبة تنقل زوجها المصاب الي أحد مستشفيات القاهرة.. لم تجد طائرة تقوم بهذه المهمة الانسانية وكانت النتيجة انتقال الطبيب الكبير الي القاهرة في سيارة واحد من ابنائه.. وامام قصر العيني لم تجد الاسرة "تروللي" يحمل د. شفيق الي غرفة الطوارئ.. وكانت المصادفة الغريبة ان يدخل د. شفيق غرفة العناية المركزة ومعه مريضة أخري اتضح انها مصابة بعدوي في الجهاز التنفسي وسرعان ما انتقلت هذه العدوي الي الطبيب المريض وبعد خمسة ايام ساءت حالة الرجل وتقرر سفره الي باريس وهناك قال الاطباء ان حالته قد ساءت.. ومات د. أحمد شفيق أشهر أطباء مصر ولم يجد من ينقذه من دوامة الاهمال والتسيب في مستشفيات المحروسة.. ان وفاة د. شفيق بهذه الصورة الدرامية تفتح امامنا ملفات كثيرة.. انها تفتح ملف الاهمال والتسيب في أكبر مستشفياتنا.. وهي تفتح ملف الساحل الشمالي حيث لا يوجد مستشفي مناسب لمثل هذه الحالات الحرجة بل انه يفتح ملفا اخطر وهو عدم وجود عربة اسعاف مجهزة علي امتداد هذا الشريط الطويل من القري السياحية.. ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تصاب فيها شخصية مرموقة في الساحل الشمالي لقد تكرر هذا المشهد مرات كثيرة وكان السؤال دائما متي يقام في هذا المكان مستشفي يحمي صحة المواطنين في مثل هذه الازمات الحادة؟ لقد خسرت مصر طبيبا عظيما من جيل عظيم اعطي للطب المصري سمعة دولية اعترف بها الجميع وللأسف الشديد ان الرجل الذي عالج الاف المرضي لم يجد من ينقذه وينقذ حياته من أزمة قلبية عابرة فلم يرحمه المكان ولم يجد الرحمة ايضا من البشر ولعله يجدها في رحاب الله.