منذ ان تم اختيار توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق في وظيفة مبعوث اللجنة الرباعية ورعاة خطة الطريق.. وزياراته المتكررة الي المنطقة.. ماذا فعل.. وماذا تحقق.. لا شيء.. وهذا ليس رأيي وحدي.. لكنه رأي جيمس وولفنسون - وهو رئيس سابق للبنك الدولي وكان قد استقال من منصبه كمبعوث دولي بعد ثلاثة عشر شهرا فقط - متحدثا من موطنه نيويورك بأن مهمته باءت بالفشل لأن اسرائيل والولايات المتحدة كانتا قد أضعفتا من قدراته، وقال وولفنسون انه ما لم يتغير هذا الوضع فإن ما سيفعله بلير سوف يكون مجرد اضاعة للوقت. وفي تصريح له لصحيفة هآرتس اليومية الاسرائيلية قال وولفنسون: ان ما يقلقني علي توني بلير هو انك اذا قرأت الصلاحيات المخولة له فستجد انها تشبه تماما تلك الصلاحيات التي كانت مخولة لي. فهذه الصلاحيات تدور حول مساعدة كلا الجانبين ومساعدة الفلسطينيين ولكن ليس هناك أي ذكر للتفاوض حول السلام. وأضاف: "ان كل ما أتمناه هو ان يعطي بلير صلاحيات أوسع لانه حتي مع المنزلة الارفع التي يحظي بها والتي لم أكن أحظي بها انا الا انه ما لم تكن هناك صلاحيات فسوف تنهي مهمتك في منتصف المفاوضات ويأتي شخص آخر ليتولي زمام المفاوضات وعندئذ سيكون عليك الاعتراف بأنك قد فشلت". ويري بلير ان انتعاش الاقتصاد الفلسطيني هو المفتاح الرئيسي لتنفيذ حل الدولتين لكن وولفنسون قال ان فرص تحقيق ذلك قد انعدمت. وقد كان وولفنسون شديد الانتقاد لكل من اسرائيل وأمريكا علي وجه الخصوص لفشلهما في مساندة مساعيه -التي قام بها في خريف عام 2005- لتنمية الاقتصاد الفلسطيني بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة حتي انه تبرع بمبلغ 300000 جنيه استرليني من أمواله الخاصة للإبقاء علي الصوبات الزراعية الاسرائيلية في غزة ونقل ملكيتها الي المزارعين الفلسطينيين الا ان اسرائيل أغلقت حدود غزة ومن ثم أوقفت جميع الصادرات، وقد اعتبر وولفنسون إعادة فتح هذه الحدود مفتاح انتعاش الاقتصاد الفلسطيني، بيد أن واشنطن حولت التفاوض علي خطة - من ست نقاط - للحدود دون تشاور معه. وقال وولفنسون: "لقد كان علي ان أكافح لمواصلة طريقي لحضور اجتماع نوفمبر عام 2005 عندما أعلنت كونداليزا رايس - وزيرة الخارجية - الخطة ذات النقاط الست". نعم، لقد كنت هناك عندما تم إعلان ذلك الا انني لم أدرك ان هذا الاعلان يمثل عقوبة الاعدام بالنسبة لي، فبعد ذلك قام الاسرائيليون والامريكيون بتفكيك هذا الاتفاق وأصبحت لا أعلم سوي القليل عما يجري. لقد تم فصل فريقي المكون من 18 فردا من عملهم ومن ثم لم يعد لدي منصب ولا رجال وعلي الرغم من أنهم قد طلبوا مني البقاء فإنه كان من الواضح جدا ان الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو الابتعاد. كما قال وولفنسون ان انهيار اقتصاد غزة ساعد - بشكل ما - علي انتصار حركة حماس في انتخابات يناير 2006 وقال انه لا يمكن ببساطة تجاهل سكان غزة الآن لمجرد انهم يخضعون لسلطة حماس التي تعد منبوذة رسميا من قبل كل من أمريكا واسرائيل والاتحاد الاوروبي. الواقع ان هناك 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في غزة ولا نستطيع ان نتمني رحيلهم.. لا يمكنك ان تترك غزة هكذا حيث يمكن للاغنياء والاقوياء فيها الرحيل تاركين وراءهم أولئك الذين لا يستطيعون كسب قوت يومهم. وتقتصر صلاحيات بلير علي التعامل مع السلطة الفلسطينية، فهو يجتمع فقط مع ممثلي المجتمع الفلسطيني مثل محمود عباس - الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة فتح - أما جميع عناصر حماس فلا يجتمع معهم علي الاطلاق. كما انه التقي عدة مرات مع إيهود أولمرت -رئيس الوزراء الاسرائيلي وتسيبي ليفني وزيرة خارجيته.. وفي النهاية، يثور تساؤل وهو ما محصلة ذلك؟!