لا أظن أن الوزيرة فايزة أبو النجا في حاجة لدعاية أو تلميع، فهي نموذج ونمط لوزيرة تؤثر الظل علي الأضواء المبهرة. تعمل في صمت وأداؤها يتسم بالدقة وقلما أقرأ حديثا صحفيا لها إلا في توقيته السليم وهي تتقن التوقيت في مفردات السياسة. ولا تظهر علي الشاشة الصغيرة حين يكون لديها حفنة أخبار تزفها للمشاهد المصري. فالوزارة تحمل اسم "التعاون الدولي" أي أن المنح والقروض والمعونات الآتية من العالم في هذا الإطار تدار بأسلوب علمي، فالمال هو عنصر تحقيق الآمال والأماني وأيضا دعم المشروعات في بنية مصر. وكنت قد تساءلت أين تذهب الملايين التي تصل وزارة التعاون الدولي؟ ربما لدي معلومات انها أي هذه الملايين تضخ في عروق الدولة أي انها تساهم في مشروعات مصرية ينقصها التمويل. ولكن عادة الناس خصوصا المتعلمين من الشباب يسمعون عن أموال تصل مصر ولا يعلمون "مسارها".. لهذا علي وجه التحديد طرحت السؤال علنا. فهذه الأموال لا تدخل "جيب الوزيرة" ولكنها تؤدي مساهمة جادة من الدول التي تربطنا بها صداقات وعلاقات متميزة. وفايزة أبو النجا تحترم الصحافة والكلمة المسئولة ولهذا بادرت وأرسلت لي أرقاما مهمة من حق الرأي العام أن يعرفها. وفهمت أن إجمالي المنح الصينية المقدمة إلي مصر منذ عام 93 حوالي 416 مليون يوان صيني "حوالي 51 مليون دولار أمريكي" تم من خلالها تنفيذ مشروعات ذات أهمية حيوية لمصر مثل مشروع مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتكنولوجية وإنشاء مزرعة نموذجية لإنتاج عيش الغراب، فضلا عن إنشاء مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات والذي يعد صرحا يشهد علي عمق العلاقات بين مصر والصين وتم الاتفاق علي إنشاء فندق خمس نجوم ملحق بالمركز من خلال قرض صيني ميسر "70 مليون دولار"، والمنح الصينية تهدف إلي إنشاء مدرسة نموذجية يتم فيها تعليم اللغة الصينية والتاريخ الصيني. وليس هذا فحسب بل إنشاء مبني خدمة المستثمرين ذي النافذة الواحدة بالمنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس وكان هذا يعكس حرص الجانب الصيني علي المشاركة في تنفيذه ليؤكد اهتمام الحكومة ورجال الأعمال الصينيين بتنمية المنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس تيسيرا لنفاذ استثماراتهم إليها. وفهمت أن المنح الصينية تهدف إلي إنشاء مدرسة متعددة المراحل فيها فصول لذوي الاحتياجات الخاصة بكفر المصيلحة "محافظة المنوفية" وإنشاء معمل للاستزراع السمكي بجامعة قناة السويس. هناك مشروعات تم تنفيذها بالفعل من خلال المنح الصينية أهمها: 1 مشروع تجهيز مركز التدريب المهني ببني سويف بمعدات متطورة. 2 مشروع إنشاء وحدة تجارب نصف صناعية. 3 المرحلة الأولي من مشروع تطوير نظام التعليم عن بعد. 4 اتفاق اقتصادي علي توريد شحنة فول. وهناك منحة صينية أيضا قدمت إلي مصر في إطار زيارة رئيس البرلمان الصيني بقيمة 50 مليون يوان صيني وتم تخصيص 500 ألف دولار لمكافحة مرض إنفلونزا الطيور. هناك أيضاً مشروعات ساهمت فيها قروض منظمات التمويل الدولية والإقليمية والعربية في مجال الكهرباء. قرض قيمته 30 مليون دينار كويتي لمحطة كهرباء طلخا. و30 مليون دينار كويتي لتوسيع محطة غرب القاهرة لتوليد الكهرباء. هذه المعلومات، أعترف انها جديدة بالنسبة لي وللقراء. إن أموال القروض والمنح تذهب إلي أوجه نشاط مصر وأجهزتها وكلها بالمليم تذهب لمشروعات الدولة. شكراً وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا علي هذا الإيضاح. فإن الرأي العام فضولي ويتصور أن الدول المانحة توزع الفلوس كغني الحرب، ثم يكتشف انها لصالحه. صالح جموع الناس.