رحم الله المستهلكين هذا العام من مهرجان السياحة والتسوق، الذي كان يعقد علي مدي اكثر من 10 سنوات في مثل هذا الوقت من السنة ولمدة شهر، ولم يشعر الجمهور العادي ومحبو التسوق وعشاق الفرجة غياب المهرجان الذي كانت يصحبه زفة اعلامية زائفة قبل وأثناء انعقاده، وأنه قد اختفي قصرا في ظروف غامضة، يقال إنه مات ودفن مع مهرجانات ومؤتمرات عديدة كانت تعقد علي مدار العام وتنفض دون ان يحصد منها المواطن البسيط شيئا، او حتي تستفيد منها الدولة او صناع القرار شيئا سواء كانت هذه المؤتمرات علمية او اقتصادية او كانت تلك المهرجانات ترويجية وتسعي لتنشيط السياحة او حتي تدر دخلا يدخل خزينة الدولة .. ولكن الملاحظ ان معظم تلك المؤتمرات والمهرجان تحولت الي "سبوبة" يتكسب من ورائها بعض محترفي تنظيم المعارض والذين يبيعون الهواء احيانا من اجل حصد اموال الشركات وتلميع بعض صغار رجال الاعمال "الهواة". بل ان هناك شركات "هلامية" تخصصت في تسويق المعارض وتنظيم المؤتمرات من اجل الحصول علي اموال الشركات العارضة في المناسبات المختلفة، او التكسب من وراء تنظيم المؤتمرات خاصة الطبية من اجل الترويج في الغالب لاجهزة طبية او اصناف جديدة للادوية. وفي النهاية تتحول تلك المؤتمرات الي مجرد دعاية داخلية بين الشركات العارضة، بل والتجسس "الصناعي" بين الشركات بعضها البعض لمعرفة افضل ما استوردته لا ما أنتجته، كما ان اغلب معارض السلع تحولت ايضا الي "دكاكين" يبيع معظمها المنتجات الصينية، والموجودة بكثرة في دول الخليج وبالتالي ليس هناك مبرر علي سبيل المثال ان يقام مهرجان للسياحة للتسوق في مصر من اجل جذب السائحين خاصة العرب لشراء احتياجاتهم من المنتجات المختلفة لان تلك المنتجات موجودة في بلادهم بل ان صناعة الملابس والمفارش والستائر التي اشتهرنا بها اصبحت متقدمة جدا عنها وأغرقت الاسواق الخليجية من تلك المنتجات بل هناك معارض للمنتجات السورية تعرض بصفة دورية في قلب القاهرة ولا يتبقي لنا من المنتجات التي لدينا فيها ميزة نسبية الا منتجات خان الخليلي واخشي ان تسعي الصين الي تقليد تلك المنتجات كعادتها. وأخر تقاليع هواة تنظيم المعارض وهو قيامهم بعمل معرض في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين والذي يسكنه ويزوره بعض الإخوة العرب في هذا الوقت من كل عام تحت عنوان معرض ومهرجان دول الخليج للتسوق من أجل استغلال السائحين العرب. إن الغرض من عقد أية معارض او مهرجانات للتسوق هو توفير السلع للمستهلكين بأسعار معقولة وجودة عالية، ولامانع من ان تكون تلك المعارض وسيلة لجذب السائحين بوضع الجديد في المنتجات المختلفة في مكان وزمان واحد . ولكن ما كان يحدث في مؤتمر السياحة والتسوق "الميت" كان عبثا واهدار اموال وضحكاً علي ذقون المستهلكين، ولم يستفد منه الا محترفو تنظيم المعارض ومعتادو الحصول علي اموال بطرق شرعية احيانا واحتيالية احيانا اخري من العارضين والسائحين. وما كان يقال ان جريدة قومية كبري كانت تتبناه إعلاميا وان تنظيمه في صالح المستهلك المصري والسائح العربي هو من قبيل النصب علي المستهلكين والسائحين معا، وإلغاء هذا المهرجان كان من الحسنات النادرة لرئيس هيئة المعارض شريف سالم. [email protected]