بدأت المنطقة العربية تشهد نشاطا ملحوظا في أسواق المال القائمة كما بدأت تشهد انشاء اسواق مالية جديدة سيكون لها دور في جذب مزيد من الاستثمارات المرحلة المقبلة.. وقد تنبهت الشركات المصرية لذلك واتجهت الي الحصول علي تراخيص للعمل في الاسواق الجديدة الناشئة لما لها من فرص نمو مرتفعة. فقد شهدنا منذ أعوام قليلة اعادة الحياة لسوق العراق للأوراق المالية كما بدأت سوريا في اتخاذ خطوات جدية لانشاء سوق مال وحصلت شركة مصرية هي بايونيرز علي ترخيص بانشاء شركة سمسرة كما انضمت سوق ليبيا الي اتحاد البورصات العربية تمهيدا لبدء العمل بها. يري العاملون في السوق ان البورصة المصرية سوف تتأثر ايجابيا في حالة توجه شركات السمسرة المصرية للعمل بالاسواق الناشئة الجديدة حيث سيلفت الانظار الي الشركات المصرية.. ولكنه في نفس الوقت سيؤدي الي نقص الكفاءات في السوق. د.عصام خليفة رئيس مجلس إدارة صناديق الأهلي للاستثمار اكد انها ظاهرة ايجابية جدا وانتقال شركات السمسرة المصرية لدول الخليج مثل السوق السعودي ودبي بالاضافة الي الاسواق الجديدة في سوريا وليبيا يعتبر خطوة مهمة ينعكس اثرها علي السوق المصري حيث تعتبر عنصر ترويج للفت الأنظار الي سوق الاوراق المالية المصري مما يؤدي الي ارتفاع حجم التداول. واشار د.عصام الي ان فتح تلك الأسواق قد يترك تأثيرا سلبيا يتمثل في جذب جزء كبير من الخبرات المصرية والعمالة الكفء والتي سوف تنتقل للعمل بتلك الأسواق وهو ما نلمسه الآن من ارتفاع الأجور بالنسبة للكوادر المدربة من السماسرة وغيرهم وذلك بعد اتجاههم إلي الأسواق العربية الجديدة وندرتهم في السوق المصري. برامج تدريبية ولحل تلك المشكلة يقول د.عصام انه يجب وضع برامج تدريبية لاحلال عناصر جديدة قادرة علي سد حاجة سوق المال المصري. ورحب عصام بالبرامج المكثفة والشهادات المعتمدة والكورسات التي يقدمها المعهد المصرفي كخطوة اساسية لاعداد كوادر جديدة مشيرا الي انه لابد من مواكبة التوسعات التي تحدث في الأسواق المالية من حولنا. محمد سعيد محلل مالي اكد ان الاسواق الجديدة تعد اسواقا ناشئة وفرص الاستثمار والنمو بها اكثر لذلك تتجه الشركات المصرية الي هناك مشيرا الي ان المستثمر الأجنبي دائما ينظر الي الاسواق الجديدة في دول شرق آسيا ولا ينظر الي مثيلاتها في الشرق الاوسط مشيرا الي ان دخول شركات السمسرة المصرية الي الاسواق المالية الجديدة في سوريا وليبيا فرصة لتحقيق نمو اكبر. وعن نقص العمالة المدربة في السوق المصري في حال توجهها الي تلك الاسواق اشار محمد سعيد الي ان التعديلات التي وضعتها هيئة سوق المال بالنسبة لاعتقاد السماسرة الجدد سوف تفتح الباب لدخول عناصر جديدة وايجاد كوادر للعمل بسوق الأوراق المالية المصرية مؤكدا ان السوق السورية سوق صغيرة وليست بحجم السوق السعودية او سوق دبي لذلك تعد مشكلة انتقال العمالة مشكلة وقتية يتم تفاديها في حالة ما اذا وضعت كل شركة - تتجه الي العمل بالاسواق الناشئة - خطة تعتمد فيها علي المناصفة أي الاستعانة ب50% من الكوادر المدربة مقابل 50% عناصر جديدة وذلك حتي لا تفقد الشركات المصرية كفاءتها المدربة في السوق المالي المصري وتمنح الفرصة لعناصر جديدة تتولي ادارتها في الاسواق الخارجية. كيانات جديدة عنايات النجار استشاري الأوراق المالية اكدت ان الدول العربية المقدمة علي فتح اسواق مالية جديدة وايجاد كيان مالي تقوم في مقابل ذلك "بخطف" الكوادر المالية المدربة وهي قليلة بالفعل في السوق المصري. واشارت الي اننا كمصريين لدينا كوادر علي درجة عالية من الكفاءة والتدريب تجعلها مطلوبة جدا في هذه الاسواق. واشارت الي ان الشكوي الرئيسية في الشركات المصرية الآن هي نقص الكفاءات وذلك بعد انتقالها للأسواق الجديدة مقابل اجور ومرتبات عالية مؤكدة انه من المفترض اننا نعاني من أزمة بطالة يقابلها نقص في الكوادر المالية لذلك يجب أن تتعاون كل الأجهزة المعنية لاعداد المزيد من العاملين في جميع المجالات المهنية والتي تتعلق بسوق المال، كما اشارت الي انها بصدد انشاء جمعية عربية لثقافة المال والأعمال يكون دورها اعادة تفريخ كوادر اكثر تفاعلا مع أسواق المال.